تسود حالة من الترقب حول إمكانية قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة إلى أنقرة في شهر أبريل المقبل، لتسليم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئاسة مؤتمر القمة الإسلامي في دورته الجديدة والذي تترأسه القاهرة حاليًا، الأمر الذي يفتح الكثير من التساؤلات حول إمكانية إتمام المصالحة بينهما برعاية المملكة العربية السعودية حال ذهاب السيسي. ومصر هي رئيس آخر قمة إسلامية انعقدت في 2015، وتستضيف تركيا المؤتمر 2016، وهناك تكهنات حول إمكانية حضور السيسي مؤتمر تركيا وتسليم أردوغان رئاسة القمة، واحتمال توجيه أردوغان الدعوة للسيسي للحضور بناءً على اعتبارات بروتوكولية. لم تكن تلك المرة الأولى التي تسعى فيها السعودية للمصالحة المصرية التركية، فقد سبق وزار السيسي السعودية في مارس الماضي، وبعد بدء زيارته بيومين، جاء أردوغان للمملكة في زيارة رسمية، وقبلهما كان هناك الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني وهو ما يصعب أن يأتي مصادفة على الإطلاق. وتوقع مراقبون أن تقوم السعودية بدفع مسار المصالحة بين السيسي وأردوغان من أجل تدشين تحالفها في مواجهة "التمدد الإيراني" باعتبار أن مصر وتركيا محوران مهمان تسعى إليهما المملكة لمواجهة التصعيد الإيراني واليمن والبحرين ولبنان والعراق وسوريا. يأتي هذا بالإضافة إلى حالة التوتر الإيراني السعودي، وما حدث من مهاجمة للمقرات الدبلوماسية والقنصلية السعودية في إيران، وما تبعه من إخلاء للبعثة الدبلوماسية السعودية عن طريق الإمارات، ومطالبة المملكة للبعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة أراضيها خلال 48 ساعة. ومهدت وسائل الإعلام أمس الاثنين، لزيارة مرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا في شهر أبريل المقبل، وذلك لتسليم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئاسة مؤتمر القمة الإسلامى فى دورته الجديدة والذى تترأسه القاهرة حاليًا. وقال الإعلامي أحمد موسى، مساء الاثنين، في برنامجه بقناة "صدى البلد"، إن السعودية تقوم بضغوط كبيرة على السيسى للتهدئة مع تركيا. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز الأبحاث، إن السعودية تقوم حاليًا بدور وساطة، لتقريب وجهات النظر بين مصر وتركيا قبل مؤتمر القمة الإسلامي والمقرر انعقاده في تركيا أبريل المقبل، موضحًا أن مصر ليس لديها أى مشكلة في حضور هذا المؤتمر وذهاب الرئيس السيسي لتسليم قيادة المؤتمر إلى أردوغان. وأضاف فهمي ل"المصريون" أن تسليم مصر لتركيا رئاسة المؤتمر أمر طبيعى فليس لدينا مشكلة مع أي طرف إقليمي سواء كانت تركيا أو إيران أو قطر ولكن المعضلة عند الأتراك فإذا قبلوا انعقاد المؤتمر بحضور السيسي فهذا معناه اعتراف رسمي بالنظام المصري وعليه فعليها أن تعتذر عن كل ما سبق. وأوضح أن السعودية تحاول إتمام هذه المصالحة حال انعقاد المؤتمر في تركيا باعتبارها إحدى الدول المشاركة، مشيرًا إلى أن تركيا من الممكن أن تعتذر عن المؤتمر أو أن يكون التمثيل المصري محدودًا كحضور وزير الخارجية أو بعض الوزراء لتسليم راية المؤتمر لتركيا وذلك حال فشل المفاوضات التي تجريها السعودية. يذكر أن العلاقات بين القاهرةوأنقرة تشهد توترًا منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، عندما اتخذت مصر قرارًا باعتبار السفير التركي "شخصًا غير مرغوب فيه"، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل.