عندما يسرقك عمرك دون أن تدرى.. وتجد الأيام تمر دون أن تحقق أحلامك، منتظرًا المغارة أن تفتح، وتأخذ منها جواهر الحياة.. ولكن ما يحدث هو العكس! فتجد الأقفال تزداد عليها يومًا بعد يوم.. ويشتد الظلام داخلك.. وتجد نفسك مثل أحجار المغارة، وتماثيلها القديمة.. حتى يأتى «على بابا» يحطمك، ويلقى بك فى «مزبلة التاريخ».. يرجع السبب أننا نسينا كلمة السر «افتح يا سمسم»، وحرمنا أنفسنا من الأحلام.. يقول علماء النفس، عندما تطلق لخيالك العنان كى ترسم الصورة التى تحبها فى حياتك، فإنك بذلك تستخدم قوة التفكير الإيجابى فى تغيير واقعك الذى لا تريده. فالأحلام ليست نوعًا من الهلوسة كما يعتقد البعض،كما أنها ليست أفكارًا عشوائية غير مرتبة..بل هى فى الحقيقة أفكار تدور فى عقلك الباطن حول أشياء تشغل بالك ؛ والكثير منا يشعر بالتعاسة فى حياته، لأنه يترك أحلامه، و لا ينتبه إلى عقله الباطن الذى يستخدم الأحلام كوسيلة لمخاطبته بما يريد، فيعيش بيننا دون أن يعرف ماذا يريد، كباقى البشر يفعل ما يفعلون، وينفذ ما يقولون حتى لو كان لا يحبه أو يريده «واهى ماشية والسلام»!! فنضرب بالأحذية فوق رءوسنا، ونصمت لنعيش.. حتى الأحلام لم نعد نحلم بها، بالرغم من أننا لا نملك سواها لتسعدنا، فالحلم هو الذى يسعدنا، ومع ذلك نتركه، ونتجه إلى الحياة المتراكمة حولنا، ونركز عليها.. فأصبحنا نخشى الأحلام..تاركين الآخرين يضعون سقفًا لأحلامنا؛ خوفًا من السخرية أو الفضيحة ،وحتى لا نكون عبرة لمن لا يعتبر- بالرغم أنها مجرد أحلام. وأنا مثلكم كنت أخشى أن أعلن عن أحلامى ؛خوفًا من السخرية.. أوحتى من مجرد ابتسامة باهتة أراها على الوجوه عندما أعلنه.. حتى توقفت لحظات مع ذاتى ..صارخة بها :لماذا الخوف؟؟ يتحقق الحلم أم لا..ليس مهمًا..إنما المهم أن يكون لدى حلم، ويجب أن تحترموا حلمى. فكل ما أنا فيه الآن، كان مجرد حلم سخر منه البعض فى يوم من الأيام. وكنت أيضًا فى بطن أمى مجرد حلم قد أكون قد تحولت إلى كابوس، ولكن ليس مهمًا، فقد كانت تحلم بطفلة خامسة، وأنجبتنى.. فالحياة قصيرة لا تستحق منا أن نقضيها فى نكد، وغم، وهم، وإنما تستحق منا أن نحبها، وأن نفعل ما نريده، وليس ما يريده الآخرون منا، لمجرد أنهم وجدوا آباءهم هكذا.. فاصنع عالمك بحلمك، وستجد واقعك أصبح مثل حلمك فلا تنتظر السفينة، بل اسبح إليها وإذا لم تستطع فاصنع بحرك فى عقلك، وذلك قبل أن تجد نفسك فى عالم الأرواح، دون أثر يذكر لك فى الحياة.. وبما أننا نعيش اليوم وهذه الساعة فدعونا نبدأ من الآن!! فما الذى تنتظره ألم نقل إن الحياة قصيرة! حدد.. ثم نفذ.. وازرع.. وستحصد.. غيّر واقعك إلى مستقبل مشرق باسم.. قال الحسن البصرى: «أيسر الناس حسابًا يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم فى الدنيا، فوقفوا عند همومهم وأعمالهم، فإن كان الذى هموا به لهم مضوا، وإن كان عليهم أمسكوا»!! [email protected]