خبراء: قطاع الخدمات المالية يحتوى على فرص استثمارية جيدة.. والحزب يسعى لطرح قوانين للحريات وإعداد اللائحة الداخلية للبرلمان ساويرس تحول من إنشاء الشركات إلى الاستحواذ على شركات قائمة
يسعى الملياردير نجيب ساويرس إلى السيطرة على الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر بعد حصول حزبه "المصريين الأحرار" على أكثر المقاعد الحزبية فى البرلمان وسعيه إلى تشكيل تحالف سياسى للسيطرة على إقرار التشريعات والقوانين المختلفة، وعلى الجانب الاقتصادى يتحرك الملياردير الذى يمتلك العديد من الشركات الكبرى فى مصر للاستحواذ على أهم شركات الاقتصاد المصري، المتمثلة فى بنوك الاستثمار التى يمكنها التحكم فى سير الاقتصاد المصرى عبر تحكمها فى إدارة أصول العديد من الشركات فى شتى المجالات.
وكانت الحكومة المصرية قد أسندت ترويج العديد من المشروعات الهامة فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الذى عقد فى مارس الماضى إلى عدد من بنوك الاستثمار، وسط تأكيدات من أشرف سالمان، وزير الاستثمار، أن هذه البنوك ستكون عاملاً مهمًا فى تحريك الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة.
وأشار خبراء سوق المال إلى أن هناك عدة عوامل دفعت "ساويرس" لامتلاك بنك استثمار، تتمثل فى دخول قطاع الخدمات المالية واستغلال فرصة استثمارية جيدة، وتسهيل عملية استحواذه على مزيد من الشركات، واستغلال فائض السيولة الموجود لديه، وتطوير "بلتون" القابضة لتصبح بنكًا استثماريًا عالميًا يساعده على تصنيف ومراقبة الدولة ودعم تحركاته السياسية فى مصر والدول المختلفة.
ويضم نشاط بنوك الاستثمار إدارة الأصول والترويج والاكتتابات لقيد الشركات فى الأسواق المالية، بالإضافة إلى نشاط الوساطة فى الأوراق المالية، وتعد التقارير والإحصائيات التى تنشرها خطط استرشادية للعديد من المستثمرين الشركات والمؤسسات الاقتصادية.
وسعى ساويرس فى بداية العام الجارى للاستحواذ على أكبر بنوك الاستثمار فى الشرق الأوسط، إلا أن محاولته باءت بالفشل لكنه نجح مؤخرًا فى شراء بنك الاستثمار "بلتون" القابضة، ويستعد حاليًا للاستحواذ على بنك الاستثمار "سى أى كابيتال" بعد إبداء الدولة المالكة له، موافقة مبدئية، ليكمل ساويرس مشواره نحو إحكام قبضته على الاقتصاد المصري.
ووافق مجلس إدارة البنك التجارى الدولى أكبر البنوك المدرجة فى البورصة المصرية، على السماح لأوراسكوم للاتصالات التابعة للملياردير المصرى نجيب ساويرس بإجراء الفحص النافى للجهالة ل"سي.آى كابيتال" التابعة له فى خطوة أولية فى صفقة استحواذ تقدر بنحو مليار جنيه "127.7 مليون دولار".
قال إبراهيم عبد التواب، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن حزبه يسعى لإنشاء تحالف سياسى قوى يضم جميع القوى السياسية التى يتفق معها فى الأيديولوجية الفكرية.
وأضاف عبد التواب، أن هناك حزمة من القوانين والتشريعات يستعد الحزب عبر هيئته البرلمانية إلى طرحها لتحقيق الحرية والأمن والرخاء للمواطن المصرى وتحقيق التنمية المستدامة.
قال محمد عسران، العضو المنتدب لشركة ألفا لتداول الأوراق المالية، إن هناك أمرًا خفيًا يدور حول عزم نجيب ساويرس المالك لشركة أوراسكوم للاتصالات فى الاستحواذ على كامل أسهم بنك "سى أى كابيتال"، وذلك بعد الاستحواذ على بنك الاستثمار بلتون القابضة، رغم أن معدل العائد التى تحققه "بلتون" القابضة لا يرتقى لمرتبة إغراء المستثمرين على الاستحواذ عليها، مضيفا أنه يسعى إلى اختراق هذا القطاع لتحقيق معدلات ربحية مرتفعة.
وتابع: "الطرق الحسابية والمالية تشير إلى أن قطاع الخدمات المالية هو من أهم القطاعات على مستوى العالم، وربما تكون هناك رؤية لدى ساويرس فى أن يطور شركتى بلتون وسى أى كابيتال حال الاستحواذ عليها لتصبح مثل بنك الاستثمار جولدن مان ساكس، أو غيره من البنوك الكبرى فى العالم التى تتميز بتحقيق معدل ربحية عال".
ولفت إلى أنه نظرًا لنشاط "ساويرس" السياسى فربما يمهد أن يحول بلتون وسى أى كابيتال لتصبحان من وكالات التصنيف العالمية مثل موديز والتى تؤثر فى المناخ السياسى من خلال تقاريرها فى مراقبة الأداء والتى تستطيع من خلالها تغيير الحكومات.
وأردف عسران إلى أن امتلاك بنك استثمار يسهل عملية الاستحواذ على حصص أو شركات كبرى لاسيما أن هذه الشركات هى من تلجأ للبنوك الاستثمار من أجل إعادة هيكلتها أو تقييمها من جديد، لذا قد يجدها ساويرس فرصة جيدة للحصول عليها وبسط سيطرته على الاقتصاد المصرى فى إطاره خطته لدعم تحركه السياسى فى المجتمع.
وشدد على ضرورة متابعة هيئة الرقابة المالية الصفقة بشكل جيد لاسيما وأن الصفقة تم الإعلان عن قيمتها قبل الانتهاء من إجراءات الفحص النافى للجهالة والذى يكون له العامل الأساسى فى تحديد قيمة الصفقة العادل.
وفى سياق متصل، يقول أحمد مبروك، رئيس قسم الاستثمار بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن قطاع الخدمات المالية ينمو بشكل مستمر، ومن ثم فإنه يخلق فرصًا استثمارية يسعى رجل الأعمال نجيب ساويرس من خلالها لاغتنامها، لاسيما أنه لا يمتلك أى استثمارات فى هذا القطاع الحيوي.
وأوضح أن استراتيجية ساويرس الاقتصادية تغيرت، حيث إنه يقدم الآن على الاستحواذ على شركات قائمة دون أن يسعى إلى تأسيس أخرى جديدة، كما كان فى السابق، وذلك من أجل تحقيق أرباح كبيرة فى وقت قصير.
ولفت مبروك إلى أن ساويرس يمتلك سيولة كبيرة يسعى من خلالها للاستحواذ على شركات فى مجالات متنوعو، خاصة أن قطاع الخدمات المالية يتمتع بفرص نمو جيدة.
وأشار إلى أن رغبة ساويرس فى الاستحواذ على بنك الاستثمار "س ياى كابيتال" ومن قبلها بلتون، سيعطى إشارة إلى أهمية القطاع، ومن ثم تسعى جميع شركات القطاع للتطوير والتحديث للقدرة على المنافسة بشكل أكبر.