لم تتوقع الشابة الأيزيدية العراقية نادية مراد طه، أن تقف أمام مجلس الأمن الدولي، لتروي مأساتها مع تنظيم داعش، الذي أجرها لمدة ثلاثة شهور، الأمر الذي دفع أعضاء المجلس للتعاطف معها والبكاء على حالتها. وقالت نادية مراد طه: "تم استعبادي وبيعي وتأجيري لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر، فصلت عن أمي وأخواتي، ولم أر أمي إلى هذه اللحظة". وقالت الشابة الجريئة أنها تقطن في ألمانيا حيث تعالج من الآثار النفسية والجسدية التي أصيبت بها من جراء انتهاكات تنظيم داعش الإرهابي، لتختم شهادتها وسط تصفيق أعضاء مجلس الأمن بطلب "إنهاء داعش نهاية أبدية". كما صرحت نادية بأن "داعش" نفذ إبادة جماعية بقريتها التي قتل فيها أكثر من 700 رجل في ساعة واحدة، ومن بينهم إخوتها الستة. وطالبت الشابة الأيزيدية العراقية مجلس الأمن في اجتماعه الأول لبحث قضية الاتجار بالبشر أن يعمل بسرعة على القضاء على "داعش" ومحاسبة الإرهابيين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق النساء والأطفال. وطالبت الشابة، التي كانت قد نجحت في الفرار بعد أكثر من 3 أشهر من المعاناة اليومية، أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على داعش ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل. وتحدثت نادية عن بعض تفاصيل مأساتها، قائلة إن متشددي داعش اقتادوها مع نساء أخريات وأطفال من المدرسة إلى منطقة أخرى، حيث أقدموا في الطريق على إهانة النساء ولمسهن "بطريقة تخدش الحياء". وقالت إنها احتجزت في مبنى مع عدد كبير من النساء الأيزيديات والأطفال الذين كانوا يقدمهم داعش ك"هدايا". وتحدثت نادية عن الرعب الذي أصابها حين اقترب منها متشدد ضخم الجثة "كوحش مفترس" "لأخذها"، فتوسلت إليه باكية أن يتركها، قائلة له إنها "صغيرة لك وأنت ضخم جدًا"، إلا أنها اعتدى عليها بالضرب. وسردت الشابة الأيزيدية كيف أرغمها رجل على ارتداء ملابس غير محتشمة ووضع مساحيق التجميل ثم اغتصبها، مضيفة أن مشاهد إجهاض النساء واغتصاب القاصرات وفصل الأطفال الرضع عن أمهاتهم، لم تمح من مخيلتها. كما روت على مرأى ومسمع الحاضرين بمجلس الأمن الدولي كيف جردها سجانها من ملابسها قبل أن يقدمها إلى مجموعة من عناصر التنظيم الذين تناوبوا على اغتصابها حتى فقدت الوعي. وعلى إثر ذلك، جاء عنصر آخر من داعش واقتادها إلى مقره حيث طلب منها "تغيير دينها" لكنها رفضت، كما طلب منها ما "يسمونه الزواج" إلا أنها أكدت له أنها مريضة قبل أن يغتصبها بعد أيام "في ليلة سوداء". وكان التنظيم الإرهابي اختطف نادية وأكثر من 150 امرأة أيزيدية أخرى واقتادهن إلى الموصل، معقله في العراق.