كشفت مصادر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تفاصيل كارثة حقيقية تتستر عليها الحكومة لإرضاء عدد من رجال الأعمال ملاك محلات بيع لحوم ومنتجات حيوانية فاسدة. وحذرت مصادر "المصريون" من شراء اللحوم من محلات الدهان بالمهندسين وسبورتس كافي بالمهندسين أيضًا، وقالت إن تلك المطاعم ثبت يقينًا للأطباء البيطريين احتوائها على لحوم منتهية الصلاحية وفاسدة. وطبقًا للمصادر، فإن الهيئة العامة للخدمات البيطرية، تلقت إخطارًا من مديرية الطب البيطري بمحافظة الجيزة بعدم صلاحية اللحوم الحيوانية الموجودة بمحلات الدهان ومحلات سبورتس كافي بالمهندسين. وقامت حملة بيطرية بالتفتيش على أماكن سياحية ومطاعم سياحية وعامة والمأكولات بداخلها، وأثناء التفتيش على مطعم "الدهان" في بالمهندسين، اكتشفت وجود لحوم مدة صلاحيتها 15يومًا، إلا أنه تم تعديل الصلاحية لشهر من قبل إدارة المطعم، فضلاً عن لحوم مجهولة المصدر، حيث تم مصادرة كل هذه اللحوم من قبل الحملة. كما أنه وأثناء قيام الحملة بالتفتيش على مطعم وكافي "سبورتس" بالمهندسين، عثرت داخل الثلاجات على لحوم بدون تاريخ للصلاحية وتم مصادرتها، والتحفظ عليها. ووفق المصادر، فإنه "أثناء قيام الحملة البيطرية بمهام عملها واكتشافها لما يقرب من 5أطنان لحوم فاسدة بالمحلات، وأثناء قيامها بحفظ تلك اللحوم، تلقت إخطارًا بضرورة ترك اللحوم والذهاب بعد مكالمات هاتفية لأصحاب تلك المحلات بمسئولين في الحكومة". وعلق الدكتور لطفي شاور، الخبير البيطري، بالقول إن "اللجنة لا يمكن أن تترك عملها بهذه الطريقة بغير أن تكون قد تلقت مكالمة من مدير الطب البيطري، الذي قام مؤخرًا بتحويل اللجنة وأعضائها إلى التحقيق بناء على أوامر من رئيس الهيئة للخدمات البيطرية". واستنكر شاور تحويل اللجنة المسئولة عن كشف الفساد إلي التحقيق بهذه الطريقة، قائلاً: "هل يتم التحقيق مع اللجنة لكونها أدت عملها، واكتشفت اللحوم الفاسدة بالمحلات"؟. وأوضح في تصريح إلى "المصريون"، أن وزارة الزراعة لا تمتلك أي مكان أو موقع مرخص له بإنتاج وتوزيع اللحوم وأي منتج حيواني يحمل اسم وزارة الزراعة "مصنع تحت بئر السلم" ، ولابد من أن يُطبق عليه قانون الغش التجاري. من جانبها، قالت الدكتورة حنان قرني سيد، طبيبة بيطرية بإدارة الطب البيطري وكانت ضمن اللجنة التي اكتشفت اللحوم الفاسدة، أنه تم تحويلها إلى التحقيق بسبب إدلائها بتصريحات حول الكارثة، واصفة ماحدث لها بأنه "وسيلة ضغط لكي تصمت". وأضافت حنان التي تعمل في إدارة الطب البيطري منذ 7 سنوات، ل "المصريون"، أن لديها جميع ما يُثبت أن الشحنات والكميات التي تم ضبطها غير مطابقة للصلاحية، لافتة إلى أن هناك فسادًا كبيرًا، لكنهم يحاولون إجهاض أي شخص يريد الكشف عن الفساد.