كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن حالة من الذعر انتشرت في صفوف الجيش الإسرائيلي,على خلفية اعتقال أحد ضباطه قبل عدة أسابيع في بريطانيا, بسبب تورطه في ارتكاب جرائم حرب خلال مشاركته في الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة عام 2014. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 14 ديسمبر إن نبأ اعتقال الضابط الإسرائيلي في لندن أثار حالة من الذعر في أوساط الجنود والضباط الإسرائيليين, ممن خاضوا الحرب الأخيرة على غزة, ويخططون لقضاء إجازة الصيف القادم خارج إسرائيل. وتابعت أن معرفة أسماء الضباط الإسرائيليين, المتهمين بارتكاب جرائم حرب, تمت بسبب تقليد بعضهم أوسمة تقديرا على "مشاركتهم الفاعلة" في الحرب ضد غزة، كما وصلت هذه الأسماء إلى منظمات فلسطينية في أعقاب كتابة بعض الجنود والضباط منشورات على صفحاتهم على الفيسبوك تكشف مشاركتهم في الحرب. ونقلت الصحيفة عن الجندي الإسرائيلي دولف أوحيون على صفحته في الفيسبوك, قوله إنه كان من المفترض أن يسافر إلى أوروبا، لكنه لن يدخل بريطانيا, خشية من تكرار مصير ذلك الضابط الذي اعتقل فيها، لأن اسمه بات يتكرر على مواقع "حماس" الإلكترونية, باعتباره مطلوبا. وكانت صحيفة "معاريف" العبرية كشفت في 14 ديسمبر مفاجأة مفادها أن ضابطا في الجيش الإسرائيلي اعتقل قبل عدة أسابيع في بريطانيا بسبب تورطه في ارتكاب جرائم حرب في الحرب الأخيرة على غزة, وأن السلطات البريطانية حققت معه لعدة ساعات, قبل إطلاق سراحه, بعد تدخل وزارة الخارجية الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن اسم هذا الضابط كان ضمن القوائم التي عممتها منظمات حقوقية غربية موالية للفلسطينيين. وذكرت قناة "الجزيرة" أن جنوب إفريقيا أصدرت أيضا في نوفمبر الماضي أمر اعتقال ضد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال غابي أشكنازي، وقائد سلاح البحرية السابق إليعازر مروم، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين وعدد من كبار الضباط الإسرائيليين الآخرين، بسبب تورطهم في الاستيلاء على سفينة مرمرة التركية أواسط عام 2010 قبالة شواطئ قطاع غزة. وكان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة, الذي استمر 51 يوماً, خلف خسائر بشرية هائلة بلغت آلاف الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين. وتسبب العدوان -الذي انتهى باتفاق لوقف إطلاق النار بالقاهرة في 26 أغسطس 2014 - في دمار هائل في منازل المدنيين والمنشآت والمؤسسات والطرقات. وقال المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن عدد الضحايا الإجمالي بلغ 2147 شهيداً, بينهم 530 طفلا, و302 امرأة بينهن أكثر من أربعين مسنّة, و23 من الطواقم الطبية, و16 صحفياً, و11 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وبلغ عدد جرحى العدوان 10870 فلسطينيا تراوحت إصاباتهم بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، بينهم 3303 طفلاً و2101 امرأة. وشهِدَ الأول من أغسطس 2014 أكبر نسبة في عدد الشهداء حيث بلغ 152 بينما استشهد 145 في ال29 من يوليو 2014 ، وفي الثلاثين من نفس الشهر استشهد 143. ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن الاحتلال ارتكب خلال أيام العدوان مجازر بحق أكثر من مائة عائلة فلسطينية في قطاع غزة. ونفذ جيش الاحتلال 8210 هجمات على قطاع غزة، وأطلق خلال العدوان 15736 قذيفة من الزوارق الحربية، و36718 قذيفة من المدفعية. ودمرت طائرات ومدفعية الاحتلال 17132 منزلا بينها 2465 دمرت بشكل كامل. وفي الأيام الأخيرة للعدوان دمرت المقاتلات ثلاثة أبراج سكنية بمدينة غزة كانت تؤوي مئات العائلات. ووفق الإحصائية التي أعدها المركز بالتعاون مع وكالة صفا المحلية، فإن طائرات الاحتلال دمرت 171 مسجدا بينها 62 دمرت بشكل كامل. واستهدف الاحتلال 48 جمعية خيرية كانت تقدم خدماتها لما يزيد على مائتي ألف شخص. أما الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي، فقُدرها المرصد بنحو 3.6 مليارات دولار. واستهدف الاحتلال تسع محطات لمعالجة المياه و18 منشأة كهربائية و19 مؤسسة مالية ومصرفية, و372 مؤسسة صناعية وتجارية و55 قارب صيد وعشرة مستشفيات و19 مركزا صحيا و36 سيارة إسعاف. وبلغ عدد المدارس المستهدفة 222 منها 141 حكومية و76 تابعة لوكالة أونروا وخمس خاصة. واستهدف الاحتلال ست جامعات ومحطة لتوليد الكهرباء. أما عدد المشردين إثر هدم طائرات الاحتلال لمنازلهم فتجاوز مائة ألف، وذلك بعد عودة النازحين من المناطق الحدودية إلى بيوتهم. ونقلت "الجزيرة" عن خبراء اقتصاد قولهم إن خسائر غزة جراء الحرب الأخيرة قدرت بأكثر من أربعة مليارات دولار أمريكي، وإن إعادة إعمار القطاع يتطلب توفير ما يزيد على هذا المبلغ.