توجّهت والدة جندي إسرائيلي أسير في قطاع غزة، إلى إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، بطلب تقديم إثبات يؤكّد سلامة نجلها وأنه لا يزال على قيد الحياة. وقالت والدة الجندي شاؤول أورون في مؤتمر صحفي عقدته مساء الأحد، "إسماعيل هنية، أتوجه إليك للمرة الثانية.. أنا أريد تصديقك، لذلك قدم دليلاً ملموساً عن حالة ولدي، إن كان على قيد الحياة أم لا"، كما قالت. وأضافت "أنا أعلم أن ذلك الدليل له ثمن، وفي الوقت الذي تقدم لي دليلاً كما فعلت مع أسرة الجندي جلعاد شاليط، أعدكم أننا سنقلب الدولة رأساً على عقب وسنقلب العالم لأجل إنجاز صفقة تبادل معكم"، على حد تعبيرها. وشكّكت زهافا شاؤول برواية الجيش الإسرائيلي حول مقتل نجلها، مجدّدة دعوتها لحكومة بنيامين نتنياهو العمل على ضمان الإفراج عن الجنود الذين تمكّنت المقاومة الفلسطينية من أسرهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة. ووجّهت رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية، قالت فيها "أعيدوا لي ولدي، أعيدوا آرون بسرعة، مع الجندي هدار جولدن إلى البيت". وشنّت إسرائيل بتاريخ 7 يوليو 2014، عدواناً عسكرياً على قطاع غزة دام 51 يوما متواصلا، وأسفر عن مقتل نحو 2200 فلسطيني وإصابة 11 ألفا آخرين. وفي المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 جندياً إسرائيلياً و4 مدنيين، وإصابة 2522 آخرين بجروح، بينهم 740 عسكرياً، نصفهم أصيبوا بإعاقات. وخلال الحرب، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في 20 يوليو 2014، عن أسرها للجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة، وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، مرجحاً مقتله خلال الاشتباكات مع مقاتلي "حماس". وتتّهم السلطات الإسرائيلية حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن، تقول إنه قد قُتل في اشتباك مسلح مع مقاومين فلسطينيين، شرقي مدينة رفح في الأول من أغسطس الماضي. كما أعلنت السلطات الإسرائيلية عن فقدان جندي إسرائيلي من أصول أثيوبية يدعى أفراهام منغيستو، حيث قالت عائلته إن نجلها اختفت آثاره قبل عام حينما دخل قطاع غزة عن طريق البحر، وأنه محتجز لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تلتزم الصمت إزاء هذا الملف. وكانت السلطات الإسرائيلي قد أفرجت في أكتوبر 2009، عن 20 أسيرة فلسطينية، مقابل مقطع مصور (مدته دقيقتان) قدّمته حركة "حماس"، ويظهر فيه الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي وقع في أسر الحركة في يونيو 2006، وهو يخاطب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالموافقة على شروط الإفراج عنه. وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل في أكتوبر 2011، برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجندي شاليط.