ساد التوتّر مجدداً عاصمة إفريقيا الوسطى، بانغي، اليوم الخميس، بسبب رفض المحكمة الدستورية قبول ترشّح كلّ من الرئيس الأسبق، فرانسوا بوزيزيه (2003- 2011)، والمنسّق العام السابق لميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، باتريس إدوارد نغايسونا، للانتخابات الرئاسية المقررة ديسمبر الجاري. وأفاد مراسل الأناضول، أنّ أنصار بوزيزيه ونغايسونا، أقاموا اليوم حواجزا في شارعي "الاستقلال" و"كودوكو"، في الدائرتين الرابعة والخامسة من العاصمة، احتجاجا على قرار المحكمة، مبيناً أنّ تدخّل قوات الأمن الداخلي مدعومة بالقوات الدولية التابعة للبعثة الأممية، مكّنت من تفريق الحشود، واستعادة حركة المرور لنسقها الطبيعي، دون تسجيل سقوط ضحايا. وأول أمس الثلاثاء، ساد التوتر شوارع العاصمة، عقب إعلان المحكمة الدستورية عن القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية القادمة، والتي لم تضمّ اسمي كل من بوزيزيه ونغايسونا. وقدّم 44 مرشحاً للانتخابات الرئاسية ملفات ترشّحهم إلى السلطة الوطنية للانتخابات (الهيئة المعنية بقبول ملفات الترشح)، قبل أن تحيلها الأخيرة إلى المحكمة الدستورية الانتقالية، للمصادقة عليها أو رفضها. وبحسب القائمة التي نشرتها المحكمة، يتنافس 29 مرشّحا على نيل أعلى منصب في البلاد، ضمن اقتراع تجري جولته الأولى في 27 ديسمبر الجاري، في حين رفضت المحكمة قبول 15 ملف لمرشّحين، بينهم بوزيزيه، في إطار العقوبات الدولية المفروضة عليهم. ويواجه بوزيزيه تهمة "ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية والتحريض على الإبادة الجماعية"، أصدرت بموجبها الحكومة الانتقالية في أفريقيا الوسطى، في 2013، مذكّرة إيقاف بحقّه، كما تطاله عقوبات فرضتها الأممالمتحدة. أما نغايسونا، فقد رفضت المحكمة قبول ترشحه، بسبب تورّطه في الأزمة الطائفية التي تعيشها إفريقيا الوسطى.
ومن المنتظر أن يتوجه مليوني ناخب في أفريقيا الوسطى إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي من المتوقّع أن تجري المرحلة الأولى منها في 27 الشهر الجاري، والثانية في 31 يناير القادم، لوضع حدّ للفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام الماضي. وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس 2014، إلى دوامة عنف، وشهدت البلاد حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّب بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين شارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنتي بالاكا"، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، في يناير 2014 بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.