أكدت مصادر ان مصر تنوى التصعيد فيما يتعلق" بسد النهضة "، خاصة إن أثيوبيا تقوم بالتأجيل المتكرر لمفاوضات تتعلق باختيار مكتب لدراسة آثار السد على كل من مصر والسودان، كما أنها ترفض بحث الأمر من جانب "سياسي" لا "فني" فقط، وسط تحذيرات مصرية من تعمد أديس أبابا التأجيل لحين إتمام البناء بالكامل وفرض أمر واقع بعد اكتمال بناء نصف السد. وذكرت مصادر بحسب "القدس برس "أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أسند ملف "سد النهضة" إلى السفيرة فايزة أبو النجا، مستشار الرئيس للأمن القومي، ما يعني سحب الملف من وزير الري الذي يتّهمه الإعلام المصري بالفشل في إدارة الملف. وقالت أبو النجا، فى تصريحات صحفية ما مفاده بأنها تبحث عن "ثغرة تفاوضية" ومراجعة وتقييم معدلات تقدم بنائه، وتدرس بدائل الرد المصري في ظل رفض أثيوبيا وقف البناء لحين انتهاء دراسات تقييم السد. وكشفت المصادر المسؤولة في الخارجية المصرية ل "قدس برس"، أن أسباب فشل عقد الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري، وتأجيله عدة مرات، يرجع لرفض الجانب الأثيوبي التناول السياسي للأزمة، واعتبار أن الخلافات حول "سد النهضة" فنية فقط، وفقاً لما نص عليه اتفاق "ملابو" على هامش القمة الإفريقية في حزيران/ يونيو 2014، واتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين زعماء الدول الثلاث في آذار/ مارس الماضي، لافتة إلى أن الاتفاقيتين نصتا على تشكيل "لجنة فنية" تتولى حل الخلاف وإعداد الدراسات. وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخراً، "إنَّ مصر لا يمكن أن تفرط في حقوقها، خلال الاجتماع المقرر في الخرطوم، يومي 11 و12 كانون أول/ ديسمبر الجاري، بشأن سد النهضة الإثيوبي". وأضاف "سنطرح بقوة كافة الملفات المتعلقة بمفاوضات سد الإثيوبي في المفاوضات المقبلة". وعبرت مصر عن قلقها تجاه بناء "سد النهضة" خلال الاجتماع الأخير الذي تم بالقاهرة بين الدول الثلاث، وطلب عقد اجتماع سداسي للدول الثلاث بحضور وزراء الخارجية والري، بدلا من قصر الاجتماعات السابقة على وزراء الراي فقط، لبحث الجوانب السياسية والفنية الخاصة بالسد. وقالت إنها تبحث عن "آلية للتوافق" بشأن الخلاف حول السد في أسرع وقت، واتهمت المسؤولين الإثيوبيين بأنهم يقومون في الوقت الحالي بالترويج لتعرض بلادهم إلى الجفاف، وانخفاض توليد الطاقة الكهرومائية المولدة من السدود للضغط على مصر استباقاً للاجتماع السداسي والثلاثي الخاص بسد النهضة الذي سيعقد بالخرطوم الأسبوع المقبل، للتأكيد على أهمية سد النهضة لأثيوبيا. وكانت وزارة الخارجية المصرية، أعلنت، أن أديس أبابا طلبت تأجيل الاجتماع السداسي للجمعة والسبت المقبلين، لمناقشة كيفية تنفيذ الدراسات الفنية حول الآثار السلبية للمشروع على مصر والسودان، وهو التأجيل الثالث علي التوالي من جانب أثيوبيا والسودان. ونفت مصر في وقت سابق، ما نسبته صحف محلية إلى وزير خارجية أثيوبيا من تصريحات جاء فيها "إن مصر أضعف من أن تدخل في حرب مع إثيوبيا"، على خلفية أزمة سد النهضة بين البلدين، وقالت "إن تصريحات الوزير الاثيوبي مفبركة ولم تصدر عنه".