استنكرت دار الإفتاء بشدة ،اليوم الثلاثاء ، تصريحات دونالد ترامب ابرز المرشحين الجمهوريين للسباق الرئاسي الاميركي التي دعا فيها الى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة ووصفتها ب"المتطرفة والعنصرية". وقالت دار الإفتاء في بيان انها "تستنكر بشدة التصريحات المتطرفة والعنصرية" التي ادلى بها دونالد ترامب معتبرة ان "تلك النظرة العدائية للإسلام والمسلمين سوف تزيد من حدة التوتر داخل المجتمع الأمريكي". وشددت على أن "المواطنين المسلمين أعضاء فاعلون ومندمجون في المجتمع الأمريكي وجزء لا يتجزأ منه". وأضافت دار الإفتاء أن "ما زعمه دونالد ترامب من أن المسلمين يكرهون الأمريكيين لذا فهم يشكلون خطرا على أميركا هو محض هراء، لأن الإسلام يدعو إلى التعايش والاندماج والتعاون بين البشر من أجل عمارة الأرض". وكان ترامب دعا الاثنين الى "وقف تام وكامل لدخول المسلمين" إلى الولاياتالمتحدة الى حين ادراك ما يحصل. وأضاف ترامب "ليس لدينا من خيار" مؤكدا إن المتطرفين الإسلاميين يريدون قتل اميركيين. وأعلنت حملة ترامب الانتخابية انه يستند الى استطلاع للرأي يظهر "كراهية للاميركيين من قبل شرائح كبرى من المسلمين". وأثارت تصريحاته التي جاءت بعد حادث اطلاق النار في كاليفورنيا الاسبوع الماضي الذي نفذه زوجان مسلمان متطرفان، تنديدا من البيت الابيض وابرز المرشحين للانتخابات الرئاسية. وصعد ترامب من تصريحاته ضد المسلمين الأميركيين منذ اعتداءات باريس في 13 نوفمبر وواصل ذلك بعد إطلاق النار الأسبوع الماضي في كاليفورنيا الذي خلف 14 قتيلا و21 جريحا. وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه "من المجحف أن يعاقب المسلمون جميعا بسبب مجموعة من المتطرفين ترفض الشريعة الإسلامية أفعالهم الإجرامية، في حين أن التطرف والإرهاب لا يمكن حصره في ديانة محددة أو بلد محدد، فالأديان السماوية تنبذ العنف والتطرف وتدعو إلى الرحمة والسلام، ولكن تكمن المشكلة في المتطرفين من أتباع الديانات المختلفة". ودعت دار الإفتاء إلى "تفعيل القوانين التي تعاقب على نشر الكراهية في المجتمع بسبب الدين أو اللون أو العرق، حتى يسود السلم المجتمعي مما يساعد على اندماج المسلمين الأمريكيين في مجتمعهم والعمل على نهضته ورقيه". وطالبت "المجتمع الأمريكي بنبذ تلك الدعوات المتطرفة وعدم الالتفات إليها، لأنها تؤدي إلى الصراع بين أبناء الوطن الواحد وتؤجج الكراهية مما يهدد السلم المجتمعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية ويعطي الفرصة للمتطرفين من كافة الأطراف لتحقيق مآربهم الدنيئة والإجرامية".