شكت أسر سجناء سياسيين, من ترك السلطات ذويهم بسجن العقرب دون ملابس مناسبة للأجواء الباردة، مع بدء فصل الشتاء. وقالت رابطة "أسر معتقلي سجن العقرب", عبر صحفتها الرسمية على "فيسبوك"، "في العقرب أنت والموت برداً رفيقان"، مشيرة أنه "لا قيمة لحياة الإنسان في العقرب". الرابطة المعبرة عن سجناء سياسيين وأبرزهم قادة إسلاميين ووزراء سابقون ، بينهم محمد بديع مرشد الإخوان، وأسامة ياسين وزير الشباب السابق، أضافت " في العقرب لا يزال المعتقلون في هذا البرد بملابسهم الصيفية الميري الرديئة، وتمنع الزيارات تماما، ويمنع دخول البطانيات ومعهم فقط بطانيتان ميري التي لا تكفي لفرشها على أرضية الزنزانة المجردة من كل شيء". وفي تصريح ل"الأناضول"، قال حذيفة أبو الفتوح، مدير القسم الحقوقي بمنظمة "إنسانية", "وصلتنا استغاثة من ذوي المعتقلين من داخل سجن العقرب، بأن إدارة السجن تمارس انتهاكات بحق المعتقلين فيما يخص السماح بدخول أي ملابس شتوية، أو بطانيات تقيهم برودة الشتاء القارس هناك". وأضاف أبو الفتوح "سجن العقرب كما هو معلوم، عبارة عن مبنى خرساني ما يجعل جدرانه وأرضية زنازينه شديدة البرودة على المحتجزين". وأشار أن "معظم معتقلي العقرب يعانون من إهمال صحي، منهم كبار في السن، يتلقون العلاج ضد أمراض مزمنة، وهم في خطر شديد ومهددون بالموت الآن، ومن بينهم مهدي عاكف، مرشد الإخوان السابق". كما أكد، عزت غنيم، مدير "التنسيقية للحقوق والحريات"، في تصريح ل "الأناضول"، "عدم وجود ملابس شتوية لدى السجناء في العقرب"، مطالبًا وزارة الداخلية ب "إنهاء تلك الانتهاكات على الفور". وقالت عزة توفيق، زوجة خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان المسلمين بمصر المحبوس بالعقرب، في تدوينة عبر صفحتها على "فيسبوك "، "حسبنا الله ونعم الوكيل في من ترك أهلنا بلا ملابس تقيهم البرد.. الضباط والحراسة كلهم يتسترون بملابس ثقيلة ويتركونهم بملابس السجن الخفيفة". ولم يستن للأناضول الحصول على رد فوري، من الأجهزة الأمنية حول الاتهامات المذكورة، غير أن وفدًا من المجلس القومي لحقوق الإنسان زار في 26 أغسطس الماضي، سجن العقرب، عقب تصاعد قضية السجناء السياسيين فيه، ولكن الزيارة خلفت أزمة داخل المجلس، بعدما اعترض عدد من أعضائه على التقرير الختامي للزيارة معتبرينه منافيًا للواقع، وأن المجلس استخدم لتجميل وجه السلطة وليس للدفاع عن "المظلومين". وقال محمد فائق، أمين عام المجلس، في مؤتمر صحفي، آنذاك، وهو يعرض تقرير الزيارة إن "الشكاوى التي قدمتها أسر قادة الإخوان غير صحيحة على الأقل بنسبة 50%"، مشيرًا أن "السجون خالية من أي تعذيب منهجي". وتأسس سجن العقرب عام 1993 في عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك (أطاحت به ثورة 25 يناير 2011) ، حيث خُصص لسجن معارضي النظام السياسيين، "شديدي الخطورة".