ما زالت الحقيقة تائهة والأمور غامضة وتسيطر عليها حالة من التكتم والتعتيم في محاولة لطمس الحقيقة حول واقعة وفاة سجين جديد آخر داخل حجز قسم شرطة المنتزه ثان شرق الإسكندرية. يأتى هذا في أقل من أسبوعين ليكون قتيل المنتزه هو الثانى على التوالى بعد قتيل قسم شرطة المنشية على يد أمينى شرطة بعد التعدى عليه بالضرب.
انتقل فريق من النيابة العامة لمقر القسم، ليستمع لما يقرب من ال50 سجينا من المحتجزين بمقر الحجز، حيث تبين وجود شبهة جنائية.
فيما أكد بعض المساجين في شهادتهم أمام النيابة، تناول المجنى عليه أقراصا مخدرة ثم إعطاؤه زجاجة مياه غازية من أحد المساجين، وهو ما تسبب في وفاته. كان اللواء أحمد عبد الجليل حجازى، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، قد تلقى بلاغًا يفيد بوفاة "عمرو.م.ف" 20 سنة، محبوس احتياطيًا على ذمة قضية سرقة بالإكراه داخله محبسه، وتحرر محضر بالواقعة، والعرض على النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وانتقلت لسماع شهادة المساجين وإرسال الجثة للطب الشرعى لبيان السبب الحقيقى للوفاة. من ناحيتها، نفت الأجهزة الأمنية مسؤوليتها عن الواقعة شكلاً وموضوعًا بعد ما أكد مصدر أمني أن "عمرو.م.ف" توفي داخل قسم شرطة المنتزه، حيث كان محتجزًا على ذمة قضية سرقة بالإكراه لمدة 4 أيام جُددت إلى 15 يومًا بموجب قرار من النيابة العامة وأنّ المتهم توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية. وأوضح أن نائب مدير أمن الإسكندرية قام بفحص الواقعة والتأكد من ملابسات الوفاة، وأن المديرية اتبعت الإجراءات القانونية، وأخطرت النيابة العامة بوفاة المحتجز. واستمعت النيابة العامة لأقوال شهود الواقعة، وطالبت بتقرير الطب الشرعي.
بينما أكد والد المجنى عليه مهران فاروق في التحقيقات أمام النيابة العامة بتعرض نجلة للضرب والتعذيب على يد ضباط وأفراد القسم، لإكراهه على الاعتراف بواقعة سرقة توك توك حتى فارق الحياة، قائلاً "ابنى مات من التعذيب والضرب في القسم، ومش حاسيب حقه". يذكر أن عمرو مهران فاروق يبلغ من العمر 22 سنة، ويعمل سائق توك توك، ولقي مصرعه بعد تعرضه للإيذاء والضرب من قبل ضباط وأفراد شرطة القسم، على حسب رواية ذويه.