دعا البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الأقباط إلى مقاطعة الصحف التي تنتقد زيارته إلى القدسالمحتلة في 26 نوفمبر الماضي، التي وصفها ب"القباحات". وقال البابا: "نعمل ما يريح ضمائرنا، وثقوا بأن الكنيسة مثل الجبل، وهناك مجلات تنشر عناوين مثيرة، وكلها قباحات، ولسه هتنشر قباحات ثانية، وأنت تشتريها، وتدعمها؟! خليك ناصح، وقاطعه.. اللي بيشتمك تروح تخدمه؟! خليكم ناصحين". وأشار البابا إلى ما وصفه ب"ظهور مثل هذه (الهوجة) حول الزيارة"، قائلا: "أعطينا للإعلام حاجة يقعدوا يتكلموا فيها". جاء ذلك خلال اجتماع البابا تواضروس بمجموعة من الكهنة، على هامش أعمال المؤتمر الرابع لبناء الوعي، الذي نظمته الكنيسة الأرثوذكسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الجمعة، بحسب صحيفة "المصري اليوم". وكان البابا تواضروس زار القدس في زيارة غير مسبوقة لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية، منذ 35 عامًا، لأداء صلاة الجنازة على الأنبا أبراهام الأورشليمي، مطران الأقباط في القدس، الذي توفي عن عمر يناهز 73عامًا. والزيارة هي الأولى للقدس من قبل البابا، رغم قرار أقره المجمع المقدس للكنيسة في 26 مارس عام 1980، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، يقضي بمقاطعة زيارة الكنيسة للديار المقدسة، واعتبارها “تطبيعًا مع إسرائيل التي تحتل القدسالشرقية (تضم أغلب الأماكن المقدسة المسيحية)”. وبرر تواضروس الزيارة بالقول: "كان كل فكري أنه سيدفن عندنا هنا في الدير في مصر، ولم أكن أعلم بوصيته عن الدفن في القدس، حتى أبلغني بها سكرتير الكنيسة باليوم الذي قررت فيه السفر بعد علمي مباشرة". وأضاف تواضروس أنه شكل وفدا رسميا للمشاركة في مراسم دفن المطران الراحل الأنبا إبراهام بعد أن تنامى لعلم الكنيسة خبر وفاته، وراعى في هذا الوفد كل التقاليد الكنسية التي تقرها الكنيسة، على حد قوله، مؤكدا أنه لم يكن ضمن الوفد، حتى علم بتوصية الأنبا إبراهام، مطران القدس والكرسي الأورشليمي، بالدفن في القدس. وتابع بالقول: "اتخذت قرارا وقتيا بترؤس الوفد الكنسي الذي سيسافر إلى القدس، ولم أكن أعمل قبلها بأمر الوصية". وقال: "الموقف ألزمني بهذا التصرف، وفي ظرف ساعات كنت مسافرا، وطلعنا بيان (الساعة) 11 بالليل أني سأترأس الوفد الرسمي بعد تكوينه، وما نفعله هو محاولة صنع ما يريح ضمائرنا، وعارف مسؤوليتي كويس، وعندي ما يبرر القرار 100%". وأضاف أن "السفر كان يوم الخميس بطائرة مصرية"، مبررا السفر قبل الدفن بيومين، بأن مراسم الدفن كانت يوم السبت، مضيفا أن الوفد الكنسي المصري سافر الخميس، لأن الطيران المصري لا يعمل يومي الجمعة والسبت، قائلا: "الطيران المصري مفيش غير الخميس والأحد". وشدد على أن "الكنيسة كلها فيها روح الله، ويهم من يعمل فيها خلاص أنفسهم"، مستطردا: "الكنيسة لا تختلط بالسياسة".