قوائم، وأحزاب، ومستقلون، منهم مَن قاطع الانتخابات البرلمانية ومنهم مَن انسحب منها ومنهم مَن أجبرته الأحداث على الانسحاب منها، وفي جميع الأحوال النتيجة واحدة وهي خروجهم من تحت قبة البرلمان في رحلة للبحث على وسيلة أخرى يثبتون بها استمرارهم على الساحة السياسية. أقاويل متعددة عن سعي هؤلاء لتكوين برلمان موازٍ للبرلمان المنتظر عقده حتى يصبحوا صوتًا للمعارضة، فضلاً عن توقعات باختفائهم من الواقع السياسي خاصة مع قلة تأثيرهم على الشارع المصري طبقًا للتصويت في الانتخابات البرلمانية. مرشحون وقفوا على باب البرلمان ولم يستطيعوا دخوله عدد من مرشحي الانتخابات البرلمانية أعلنوا انسحابهم من الانتخابات بعد قبول أوراقهم، بل ومنهم من أعلن انسحابه عقب انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات. من أبرز المرشحين المنسحبين الإعلامي مصطفى شردي، والذي أعلن انسحابه من السباق الانتخابي بشكل مفاجئ، دون توضيح الأسباب بعدما كان مرشحًا بدائرة المناخ والزهور بمحافظة بورسعيد. ومع الإعلان عن نتائج دائرة الدقي والعجوزة وفوز الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي بأحد المقاعد ودخول عمرو الشوبكي جولة الإعادة، على المقعد الآخر في مواجهة أحمد مرتضى، أعلن الشوبكي أثناء اجتماعه بحملته الانتخابية الانسحاب من جولة الإعادة، وذلك نتيجة سيطرة حالة من الغضب عليه دفعته للتفكير في الانسحاب قبل الإعادة. وبرر الشوبكي بتدخل أجهزة سيادية في إدارة الانتخابات في الدائرة لصالح عبدالرحيم علي ومرشح آخر، فضلاً عن شن حرب قذرة ضده. كما أعلن المرشح لانتخابات مجلس النواب في الدائرة الأولى في العريش نقيب الصيادلة الدكتور حسام رفاعي، انسحابه هو وأربعة مرشحين آخرين وهم الدكتور حسام رفاعي، والمهندس عماد البلك، واللواء شحتة محمود، وحمادة سنبل، ومحمد حسانين، وذلك عقب مقتل مرشح حزب "النور" هناك. ومن جانبه، أكد المرشح المنسحب من الانتخابات المهندس عماد البلك، أن الانسحاب الجماعي جاء احتجاجًا على الأوضاع القائمة مثل الفشل الأمني وامتهان كرامة المواطنين بما لا يوفر الجو المناسب لإجراء الانتخابات. كما أعلن محمود عطية، مؤسس ائتلاف مصر فوق الجميع، المرشح للانتخابات البرلمانية عن دائرة قصر النيل وبولاق أبو العلا، مستقل، انسحابه من سباق الانتخابات البرلمانية اعتراضًا على ما أسماه انتشار المال السياسي وشراء الأصوات. وبانسحاب محمود عطية أصبح عدد المنسحبين من الانتخابات فى دائرة قصر النيل مرشحين اثنين عقب تراجع عبد الإله عبد الحميد مرشح حزب الحركة الوطنية عن المشاركة في الانتخابات أيضًا انسحب ياسر القاضي، المرشح في دائرة 6 أكتوبر، وذلك برغم حصوله على 5 آلاف و500 صوت في الجولة الأولى. وقد برر انسحابه قائلاً: "انسحبت احتجاجًا على انتهاكات صارخة مارسها المنافسون لي بمساعدة قسم الشرطة بالدائرة وتدخله في منع وكلائي من دخول اللجان وتعبئة الناخبين ضدي قبل الثورة كان أي مرشح يريد دخول البرلمان عليه الترتيب مع الحزب الوطني والآن، لا بد أن تكون له علاقة جيدة بالأمن والشرطة". أيضًا انسحب كل من محمد منير مرشحي حزب النور عن دائرة المرج، ومحمود عمارة عن دائرة مركز المحلة. مرشحون نزلوا من قطار الانتخابات ومن المرشحين من خاض الانتخابات البرلمانية ولكنه لم يتمكن من الفوز وأبرزهم المرشح باسل عادل بدائرة مدينة نصر. وعلق المرشح قائلاً: "مبروك خسرنا المقعد وكسبنا أنفسنا، قضيتنا الوطن والمرافعة لم تنتهِ، صلابتنا من فولاذ لوطن يستحق، صباحكم رضا وتفاؤل وقوة ونصر، كسبنا مقعد الأخلاق والنزاهة والمنافسة بشرف دون الطعن في الآخرين، مقعد لم يكن مطروحًا في الانتخابات ولكنه في قلوب الآلاف من مؤيديني، مبروك". فى دائرة باب الشعرية لم يستطع البرلماني السابق رجب هلال حميدة، المنافسة بشكل قوى، حيث حصد على 1900 صوت فقط. ونفس الأمر تكرر في دائرة منشأة ناصر والجمالية، حيث خرج أيضًا البرلمانى السابق حيدر بغدادي، من سباق الانتخابات، بعد أن حصل على 3476 صوتًا. وفى دائرة بندر شبين الكوم، خرج صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور من المنافسة. محمد عبد العزيز، عضو حركة تمرد، والمرشح المستقل بدائرة شبرا أول لم يستطع إقناع الناخبين. كما فشل كل من إيهاب الخراط، عضو الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ومرشح الحزب بدائرة مدينة نصر، ومؤسس حركة أطباء من أجل التغيير، وهانى العسال، المرشح فى نفس الدائرة الحصول على ثقة أهالى الدائرة وخرجا من المنافسة. فيما قال ناصر الشربيني أحد المرشحين الخاسرين فى الانتخابات البرلمانية بدائرة السلام، إنه سيتقدم بعدة شكاوى للجنة العليا للانتخابات، ضد عدد من المرشحين الفائزين، لإقدامهم بتوزيع رشاوى انتخابية 500 جنيه مقابل الحصول على الصوت، ووجود العديد من المخالفات أمام اللجان من بعض المرشحين. قوائم لم تلحق بقطار البرلمان عدد من القوائم والأحزاب أعلنت انسحابها من الانتخابات البرلمانية لأسباب مختلفة أبرزها: صحوة مصر بسبب الكشوف الطبية، قرر أعضاء قائمة الثورة، مقاطعة الانتخابات وذلك برغم استكمالها القوائم الأربع. وأرجع الأعضاء انسحابهم إلى عدم قدرتهم على دفع 300 ألف جنيه قيمة إضافية للكشوف الطبية الجديدة، وهو ما لم تعترض عليه القوائم الأخرى كونهم جبناء يرضخون لأوامر الرئيس عبدالفتاح السيسي، حسبما ذكر عمار علي حسن، في مؤتمر القائمة الأول والأخير، فضلاً عن عدم التحقيق فى شكواها التى طالبت خلالها، بمد أجل تقديم أوراق الترشح، ومجانية الكشف الطبي لمن سبق لهم إجراؤه، والطعن على حكم المحكمة بعدم الأخذ بالكشوف الطبية القديمة. وكان من أبرز مرشحي القائمة: جورج إسحاق والخبير الدستوري نور فرحات والكاتبة سكينة فؤاد وشاهندة مقلد وعمرو حلمي وشكري الأسمر. نداء مصر كما كانت قائمة "نداء مصر" في مقدّمة المنسحبين من المشهد الانتخابي بسبب ما وصفه المرشحون بالتدليس السياسي في الدعاية الانتخابية، ووجود العديد من المخالفات. فيما عزت قائمة نداء مصر انسحابها من الانتخابات، للدعم الواضح من الدولة والكنيسة لقائمة بعينها، وغلبة المال السياسي والتصويت الطائفي في المرحلة الأولى. وتضم قائمة نداء مصر 3 أحزاب، الثورة المصرية، العربى للعدل والمساواة، والمستقلين الجدد، بالإضافة إلى عدد من الحركات والكيانات الشبابية. وتوجه الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، والمتحدث باسم القائمة باعتذار لكل الشباب عن مشاركته فى الانتخابات، مؤكدًا أن القائمة سحبت كل مرشحيها الفردي من الانتخابات. أحزاب اليسار تفشل في الانتخابات خاضت أحزاب اليسار الانتخابات البرلمانية بعدد كبير من المرشحين إلا أن نتيجة الانتخابات أثبتت عدم قدرة تلك الأحزاب على حشد الأصوات لصالحها. وشارك اليسار، تحت تحالف ما يسمى بالتحالف الديمقراطي الثوري، والذي ضم 4 أحزاب، حزب التجمع، والتحالف الشعبي، والشيوعي، والاشتراكي المصري، ورغم ذلك لم يتمكن أحد من تلك الأحزاب الوصول لقبة البرلمان. بدائل مجلس النواب أشار فؤاد بدراوي، القيادي بحزب الوفد إلى أن البرلمان المقبل لا يعبر عن الواقع السياسي، خاصة أن القوى المضادة للثورة هي التي تصدرت المشهد السياسي، فضلاً عن هيمنة رأس المال. وتوقع بدراوي في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن تقوم الأحزاب والأفراد الذين لم يتمكنوا من خوض الانتخابات البرلمانية أو الفوز بها بالبحث عن بدائل أخرى للبقاء على الساحة السياسية أبرزها تشكيل برلمان موازٍ مشيرًا إلى أن تلك الأفكار تحتاج إلى ترتيبات وأفكار كثيرة. ومن جانبه، قال محمد عثمان، القيادي بحزب مصر القوية، إن الحزب سيسعى لإحداث حراك سياسي للضغط على النظام الحالي بعد تشكيل البرلمان، وذلك من أجل إجراء إصلاحات سياسية، مشيرًا إلى أن الحزب لا يمانع في التنسيق مع الأحزاب المنسحبة أو المقاطعة للانتخابات لاتخاذ موقف سياسي واحد. وأشار إلى أن الحزب لم يطرح فكرة الاشتراك في برلمان موازٍ حتى الآن، موضحًا أن تلك الفكرة قد تكون محل نقاش بين قيادات الحزب الفترة المقبلة. فيما قال الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، المتحدث باسم نداء مصرانه لم يتم تحديد موقف الحزب حتى الآن من البرلمان المقبل، مشيرًا إلى أن كل الخيارات مطروحة فيما يخص موقف الأحزاب من البرلمان ولكن بعد أن يتم تشكيله، لافتًا إلى الاستعداد للتنسيق مع الأحزاب طالما الموقف السياسي واحد. وتوقع زيدان أن يتم تشكيل برلمان موازٍ من الأحزاب المقاطعة والمنسحبة من الانتخابات البرلمانية، فضلاً عن الفردي المنسحبين والخاسرين أيضًا، موضحًا أن السلطة لن تعارض في ذلك بل "هتخليهم يتسلوا - على حسب قوله". وتابع زيدان أن البرلمان المقبل سيكون فاقدًا للشرعية نتيجة عزوف غالبية المصريين عن التصويت، قائلًا: "البرلمان المقبل سيكون أسوأ من برلمان 2010". وفي سياق مختلف، أكد رامي عامر، المتحدث باسم قائمة "في صحوة مصر" المنسحبة من الانتخابات البرلمانية أن القائمة من الممكن أن تتحول إلى جماعة لطرح الأفكار على صناعة القرار أو السلطة السياسة مستبعدًا مشاركتها في أي أعمال موازية للبرلمان كالبرلمان الموازي. خبراء: الخاسرون في معركة البرلمان لا يمثلون المعارضة الخبراء والمحللون أكدوا أن الخاسرين أو المنسحبين من المعركة الانتخابية سواء "قوائم أو أحزاب أو فردي" لن كون لهم دور في الحياة السياسية عقب تشكيل البرلمان، الخبير السياسي الدكتور محمد السعدني، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أكد أن الأحزاب والقوى السياسية المنسحبة والمقاطعة للانتخابات البرلمانية لن يكون لها تأثير بعد تشكيل البرلمان لعدم امتلاكها قوة مؤثرة في الشارع المصري ولولا ذلك لفازت في الانتخابات وحصدت أصواتًا متعددة قائلاً: "إن الخاسرين في المعركة الانتخابية لا يشكلون المعارضة". وتوقع السعدني في تصريحات خاصة ل"المصريون" فشل فكرة تكوين برلمان موازٍ، مشيرًا إلى فشل تلك الأحزاب والقوائم في تشكيل تحالف انتخابي واحد، متسائلاً: "كيف ينجحون في الاتفاق على برلمان موازٍ؟" موضحًا أن تشكيل برلمان موازٍ متوقف على أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي وعلى الحكومة التي سيتم الاتفاق عليها بعد تشكيل البرلمان. ومن جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي، إن الأحزاب المنقطعة والمنسحبة من المعركة الانتخابية خارج نطاق حلبة الصراع السياسي، على حسب قوله، مشيرًا إلى عدم قدرتها على التأثير على الشارع المصري، وبالتالي الضغط على النظام أو تمثيل المعارضة. واعتبر الدكتور مختار الغباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الأحزاب المقاطعة والمنسحبة من البرلمان، بأنها خارج نطاق حلبة الصراع السياسي. وأضاف غباشي: ربما لو الواقع السياسي تغير تزامنًا مع تصريحات الرئيس بإمكانية المصالحة مع الإخوان يمكن لتلك الأحزاب أن تعبر عن رأيها من خارج البرلمان من خلال تشكيل برلمان موازٍ.