قال وزير الخارجية ، سامح شكري، إن اجتماع دول جوار ليبيا، الذي انطلق مساء اليوم الثلاثاء، في الجزائر، سيبحث التطورات "المثيرة" للقلق، وهي إعلان تنظيم "داعش" على مدينة سرت، إلى جانب كيفية العمل مستقبلاً فيما سيُتخذ من قرارات. وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية أ ش أ، أضاف شكري أن "الاجتماع يأتي في مرحلة مهمة بعد اكتمال الإطار العام لاتفاق الصخيرات (أكتوبر الماضي)، الذي صار جاهزاً للنظر من قبل مجلس النواب الليبى (المنعقد في طبرق)، باعتباره المؤسسة الشرعية الموكل إليها إقرار الاتفاق". وتابع: "دول الجوار تجتمع لمراجعة الموقف بشكل متكامل، خاصة مع التطورات المثيرة للقلق وهي إعلان تنظيم داعش الإرهابي الاستيلاء على مدينة سرت الليبية، وبحث كيفية العمل مستقبلاً في إطار ما سوف يتخذ من قرارات اتصالاً بتفعيل اتفاقية الصخيرات، ومقاومة الإرهاب". ويسيطر تنظيم "داعش"، على مدينة "سرت"، منذ فبراير الماضي، وتعتبر هذه المدينة من أهم معاقل النظام الليبي السابق، نظراً لمكوناتها القبيلية مثل قبيلة القذاذفة، فهي مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، وهي كذلك مكان مقتله خلال ثورة 2011. وعن مدى توافق الآراء بين الأطراف المشاركة في الاجتماع، أوضح شكري أن هذا الاجتماع "سيظهر مدى التوافق"، مشيراً إلى وجود توافق بالنسبة لقضية حل الأزمة الليبية واستقرار هذا البلد، ووحدة أراضيه. ويأتي اجتماع الجزائر، امتدادًا للاجتماع الذي عُقد فى العاصمة التشادية نجامينا فى شهر يونيو الماضي ويشارك فيه بالإضافة إلى الدولة المضيفة، كل من تونس، ومصر، والسودان والنيجر، وتشاد، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، والمبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر. وكان المبعوث الأممي السابق، برناردينو ليون، قدّم لطرفي النزاع في ليبيا، يوم 9 أكتوبر الماضي، في الصخيرات المغربية، مقترحًا بحكومة تقاسم سلطة، يتضمن مجلسًا تنفيذيًا مؤلفًا من رئيس الوزراء، وخمسة نواب لرئيس الوزراء، وثلاثة وزراء كبار، ويفترض بهذا المجلس أن يمثل توازن المناطق في البلاد، وهو المقترح الذي ما يزال طرفي النزاع (برلمان طبرق، والمؤتمر الوطني العام) غير متوافقين عليه حتى اليوم. ومنذ رحيل نظام القذافي، تتصارع حكومتان على السلطة في هذا البلد، إحداهما الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، والأخرى، الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس.