وهذا افتراض جدلي عنونت به المقال ووضعت عبارة لا قدر الله بين قوسين لكون المهمة ثقيلة والتبعة لا يتمناها أحد ، ولست ممن يستطيع حمل هذه الأمانة في هذا الظرف الدقيق الذي يحتاج إلى مواصفات خاصة . أما عن كتابتي لهذا المقال فتأتي في إطار النصيحة الختامية لحكومة لم تحقق طموحات الجماهير بالرغم مما تبذله من جهود بل وتفقد كل يوم الكثير من المؤيدين والأنصار ، فلو كنت مكانها لوقفت مع نفسي وقفة موضوعية أقيم فيها ما مضى من ممارسات والتي أرى أن يتم معالجتها على النحو التالي : 1-العمل الفوري على رد المظالم إلى أهلها ، لكون المظالم تعد عقبة على طريق النجاح ، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . 2-اتخاذ مايلزم للإفراج عن كافة المعتقلين في السجون ممن ليسوا مدانين في القتل المباشر للأبرياء . 3-إعادة النظر في أولويات العمل ليصبح ما يهم المواطن في مأكله وملبسه ومسكنه وعلاجه أولى من غيره من المشروعات . 4-تأجيل بناء العاصمة الجديدة وضخ الأموال لصالح المشروعات الصغيرة مع تشغيل المصانع المتوقفة والتي تعود بالفائدة السريعة على المواطن . 5-تحسين إنتاج الرقعة الزراعية القديمة بما يرفع من ناتج المحصول بمقدار 20% مع الاكتفاء باستصلاح نصف مليون فدان بدلا من مليون ونصف فدان وتوفير فارق النفقات لتحسين الإنتاج . 6-وقف العمل بالتشريعات والقوانين التي تمت في غيبة المجلس والتي لم يتم الحوار المجتمعي حولها أو اختلف الناس عليها . 7-وضع آلية لإجراء المصالحة الوطنية مع كافة أطياف المجتمع لتعود المشاركة السياسية على النحو المشرف الذي كانت عليه مع اعتبار أن الأوضاع الحالية مؤقتة ستتغير في ضوء ما يتم التوصل إليه . 8-ضرورة التشاور مع كافة القوى السياسية حول القضايا المختلفة نظرا لحالة الانتقاد الواسعة ، إذ لابد من الاستفادة من كافة الآراء قبل البدء في المشروعات الكبرى . 9-إصدار توجيه عام لكل القنوات الفضائية التابعة للحكومة وأنصارها بوقف الروح العدائية والتحريضية التي أصبحت تضر بالوطن وترسم صورة سيئة لحالة الإعلام المصري المتصارع بلا مضمون . 10-العمل على إسقاط ديون مصر عند الدول الدائنة خاصة وأن معظم أصول الديون قد تم سدادها وذلك لتخفيف الأعباء عن المواطن المصري الكادح . 12-وقف الاقتراض بالربا من الدول المانحة والاعتماد على القرض الحسن بدون فوائد ، ولا ننسى أن النظام الربوي يهدم الأنظمة الاقتصادية . 12-ضغط الإنفاق الحكومي إلى الحد الأدنى ، فلا يمكن أن يعيش الشعب في حالة ضيق والحكومة في رفاهية ، بل على الحكومة أن تتقشف مثل شعبها إن لم يكن أكثر . 13-الجيش المصري جيش وطني ملك للشعب لا يجوز تستخدامه سوى في الدفاع عن أرض الوطن وأمنه القومي ولا يصح أن يشارك خارج الأراضي إلا لإعلاء كلمة الله ونصرة المظلومين ووفق الآليات التي نظمها الدستور والقانون . 14-التصدي العاجل لمواضع الفساد في المجتمع التي أشارت إليها الأجهزة الرقابية المختلفة ومحاسبة المسئولين عن ذلك مع تولية من يصلح . 15-إعادة النظر في القصايا المرفوعة ضد الدولة وإنهاء النزاع برد الحقوق دون الانتظار إلى نهاية سلم التقاضي . 16- العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بما يجعلنا دولة مصدرة اكثر منها مستوردة توفيرا للنقد الأجنبي وتحريرا للقرار السياسي من التبعية 17- لابد أن تولي الحكومة رعاية خاصة للقضايا القومية والإنسانية وفي مقدماتها القضية الفلسطينية وذلك من خلال تواجدها كعضو غير دائم في مجلس الأمن . 18-لابد وأن يبقى الدور المصري منحازا إلى فكرة المصالحة وإيجاد الحلول السياسية المناسبة لوقف الصراعات ، إذ لا يصح أن تكون مصر طرفا في نزاع سياسي داخل بلدان العالم . وأخيرا لابد وأن ندرك أن الصلح مع الله هو الطريق إلى النجاح ، فلا يمكن لوطن أن ينهض وهو معاند لحكمة الله وسننه الكونية ، فالخير والبركة لهما مفتاح واضح يتلخص في قول الله تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) فليتدبر العقلاء وليعملوا بإخلاص من أجل الوطن بعيدا عن الصراعات المقيتة التي لا تليق بمكانة مصر وتاريخها المشرف . والله المستعان