في الذكرى الأولى ل "انتفاضة الشباب المسلم"، التي انطلقت عبر مظاهرات كبرى، في 28 نوفمبر من العام الماضي، وأحدثت ضجة كبيرة على الساحة السياسية وقتها، أصدرت "الجبهة السلفية" ببانًا تفصيليًا عن بداية الحملة وسببها انطلاقها ومبادئها. وقالت الجبهة إن "بداية انتفاضة الشباب المسلم كانت دعوة للانتفاض على الوضع القائم لإدارة الصراع الدائر من أجيال واعية تفهم حقيقة المعركة والصراع، وترفع قضية الهوية المسلمة شعارا لها، مشيرة إلى أن الانتفاضة كان محاورها ثلاثة: الانتصار للهوية، ورفض الهيمنة، وإسقاط حكم العسكر. وعن سبب الانتفاضة قالت الجبهة في بيان ل"المصرون"، إن أولويات الدخول في الصراع هو وجود منطلق وراية واضحين، والصراع مع "النظام" في مصر خاصة -فضلا عن الواقع الإقليمي الأوسع- افتقد لوضوح المنطلق والراية، مؤكدة أن واقع المعركة منذ 30 يونيو وحتى الآن، أثبت بشكل واضح لم يترك فرصة للمنكرين. وتابعت الجبهة: "إن الواقع الثوري الرافض للهيمنة الغربية وحكم ما أسمته العسكر، كان -وما زال- بحاجة لإعادة إحيائه وبث الروح فيه ورفع سقفه وطموحاته، وغياب راية قوية واضحة، أو تمييعها لصالح رايات وشعارات غائمة وضبابية، لا يتناسب مع هذه الضرورة. وأردفت الجبهة أن "التيار الإسلامي كانت في تلك اللحظة الحامل لقضية الهوية في أصل منطلقاته- هو من تُسفك دماؤه منذ عام ونصف، وتحصد أرواح أبنائه، على أيدي "العسكر "الذين أحضرتهم القوى المدعية للمدنية بمختلف أطيافها التي شاركت في تلك الجرم سابقا، وتحاول التنصل منه بعد أن أحرقها لهيب بنادق العسكر بدورهم". وقالت الجبهة، إن "محاور الانتفاضة، ثلاثة تعبر عن حقيقة دعوتها ورؤيتها: "الانتصار للهوية المسلمة، رفض الهيمنة الغربية، إسقاط حكم العسكر" مؤكدة أن هذه المحاور الثلاثة شكلت رؤية الانتفاضة، التي هي حركة تريد الانتصار لقضية الهوية المسلمة باعتبارين: أنها مطلب وغاية للواقع، وأن الصراع إنما يتمحور حولها، ثم رفض الهيمنة الغربية التي هي بدورها محاولة لمضادة ورفض الهوية المسلمة، ومحاولة لوأدها، ومن ثم يأتي إسقاط حكم العسكر كخطوة أولى في طريق كسر تلك الهيمنة". من جهته، علق الدكتور خالد سعيد على، المتحدث باسم "الجبهة السلفية" على المبادرة قائلاً: "نحن في تنسيقية الجبهة ولجنتها السياسية المنبثقة عنها كان قد اتفق رأينا على عدم التهليل لهذه الذكرى وعمل دمدمات إعلامية أو سياسية لإحيائها رغم أننا بفضل الله قادرون عليها". وأضاف سعيد ل"المصريون" أن "أسباب عدة منعتنا من التهليل للانتفاضة، وإننا رفعنا راية الثورة، بل وعموم الشعب المصري الحقيقي المخطوفة إرادته والذي يتحدث باسمه كل من هب ودب من نخب وصفها ب"المريضة" وعقيمة فتحت لها الأبواب وسخرت لها المنابر وهي راية هويتنا الإسلامية التي تمثلها أكبر كتلة سياسية في العالم أجمع وهي القوى الإسلامية بمصر"، حسب قوله. وأكمل سعيد أن "الجبهة تصدرت وحدها للقيادة رغم عدم اقتصار الانتفاضة عليها لا شكلا ولا مضمونا ولا حقيقة ولافكرة، وإنما لأحجام أي قيادة سياسية أخرى عن التقدم"، مضيفًا: "تحملنا كل المخاطرة وكل التبعات فقتل واعتقل وعذب وشرد وطورد رجالنا في محافظات كثيرة وتتركز الكتلة الأكبر منهم في القاهرة والدقهلية والشرقية بحيث تقبع في السجن 38 قيادة للجبهة غير مئات الشباب" .