صفقة مع شركة أمريكية وراء هيكلة الشركة وتشريد 800 عامل .. والحكومة "ودن من طين وأخرى من عجين" يبدو أن هناك مخططات لإسقاط صناعة الغزل والنسيج فى مصر، والتى بدأت بإهدار حقوق العاملين بها وضياعها شكلا وموضوعا فى ظل مراوغات بين الملاك والعاملين لم تجدِ نفعًا، ليدخل 800 عامل بشركة "فستيا" للملابس الجاهزة بمحافظة الإسكندرية، في إضراب عن العمل، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم والحوافز لمدة 11 شهرا. وقام العمال بتقديم شكوى لمديرية القوى العاملة، لتضررهم من عدم صرف رواتبهم، وأبلغوا الجهات المسئولة لحمايتهم ومن بينهم مديرية أمن الإسكندرية. ولم ينته الأمر بل ازداد سوءًا باستمرار اعتصام عمال شركه فستيا للملابس الجاهزة بمقر عملهم اعتراضا على نتيجة اللقاء الذى تم فى مكتب وكيل أول وزاره القوى العاملة بالإسكندرية "محمد قنديل" والذي تم بحضور ممثلى العاملين عن الشركة وعددهم خمسة عمال مع رئيس مجلس إدارة الشركة والذى نتج عنه عدم قدرة الشركة للوفاء بديونها لصالح العمال . وأكدت مصادر اقتصادية، أن شركة فستيا للملابس الجاهزة، إحدي شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج تراجعت طاقتها الإنتاجية خلال السنوات ال6 الماضية لتتراوح بين 30% و35% فقط في العام. وأضافت أن الشركة تستطيع تلبية احتياجات 750 عاملاً من الرواتب الأساسية، والمكافآت والحوافز التي تصل إلي 3.3 مليون جنيه سنوياً، عقب توفير المواد الخام اللازمة للإنتاج بكامل الطاقة الإنتاجية. وأشارت المصادر إلي أن مخاطبة الشركة للجهات المساهمة فيها، لتوفير الأموال اللازمة لشراء المواد الخام، لكنها رفضت، وتم تجديد المخاطبة أكثر من مرة دون جدوي. يذكر أن الشركة تحتاج نحو 20 مليون جنيه لتنفيذ خطة إعادة هيكلتها وتجديد بعض المعدات في المصنع الذي لم يتم تطويره منذ ثمانينيات القرن الماضي، لتستطيع العمل بكامل طاقتها الإنتاجية. وتبلغ مديونية فستيا للملابس نحو 30 مليون جنيه لأكثر من جهة، منها مديونية للتأمينات الاجتماعية، وبنك الاستثمار القومي، وعدد من الشركات الصغيرة المنتجة للمواد الخام، إضافة إلي مصلحة الضرائب والفوائد المتراكمة منذ 6 سنوات . من ناحيته أكد حزب التحالف الاشتراكى أن العمال علي استعداد للمشاركة في تقديم حلول لتشغيل الشركات وإعادتها للإنتاج والتصدير بما يدعم الإنتاج لصناعي من المنسوجات والملابس ويزيد من القدرات التصديرية . وأضاف أن مخطط تخريب الشركات المملوكة للدولة بسبب عدم ضخ استثمارات جديدة بها ووقف تمويل الخامات والتطوير بما يزيد من عجزها المالي ونقص السيولة، خاصة وأن شركة وارنر الأمريكية قامت بالاتفاق مع شركة صحاري المصرية من خلال مناقصة غير علنية، من أجل هيكلة شركات قطاع الغزل والنسيج، وعلى الرغم من إتمام هذه الصفقة من وراء العمال إلا أنها أيضًا لم تعلن عن أي ً من الاتفاقات المبرمة في هذا العقد الذي تمّ التوقيع عليه . ودعا الحزب العمال والعاملين فى القطاع العام للتضامن مع شركة فستيا ليس فقط من أجل حقوق العاملين، ولكن من أجل الحفاظ عليها وتعويمها وتطويرها فهى قضية مجتمعية قبل أن تكون قضية العاملين به، معولا على وجود 19 شركة للغزل والنسيج والملابس يتجاوز رأس مالها 651 مليون جنيه تعانى من مشاكل تقادم الآلات وغياب الصيانة والتطوير والاستثمارات ونقص الخامات ومن بين هذه الشركات . يذكر أن مباحث الأموال العامة تمكنت من ضبط سكرتيرة رئيس مجلس إدارة شركة فستيا للملابس الجاهزة، متلبسة باختلاس أموال الشركة حيث قامت السكرتيرة بتحصيل أموال من كبار العملاء دون توريدها للخزينة، وانقطاعها عن العمل، حيث تم ضبطها وبمواجهتها اعترفت بالواقعة، وتم عرضها على النيابة العامة والتى أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات.