كشف اللواء هشام الحلبي ،المستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ،عن أسباب اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسى بمجلسى الأمن القومى والعسكرى من خلال إستعراض عدة أسباب دولية وإقليمية وداخلية. و أوضح اللواء الحلبى بأن الأسباب الدولية ترجع للإرهاب المتنامي في العالم ووصل لأوروبا وتحديدا في فرنسا وما نجم عنه من مخاطر قد تمتد لمصر ويؤثر على مصالحها مع الدول الأوروبية، فمصر ترتبط بأوروبا اقتصاديا وتستقبل ملايين السياح الأوربيين وترتبط باتفاقيات تبادل تجاري معها وانتشار الإرهاب في أوروبا قد يقلل من حجم حركة التبادل التجاري وقد يقلل من عدد السياح الوافدين ومن ثم يجب أن تستعد مصر للمشاركة في أي عمليات قد تمس أمنها القومي ولذلك كان اجتماع الرئيس بالمجلسين بحسب ما ذكر موقع العربية نت. وبالنسبة للأسباب الإقليمية، فأوضح اللواء الحلبى بأن التدخل الروسي في سوريا أدى لتعقيدات شديدة فالضربات الروسية والفرنسية الآن ضد داعش قد تدفع بالتنظيم للهروب بأنصاره لدول أخرى، وهو ما بدأ بفرار بعضهم للموصل في العراق وقد يصلون بعد ذلك إلى ليبيا المجاورة لمصر والتي ترتبط معنا بحدود طويلة وقد يدفع التنظيم بعناصره لسيناء للفرار من شدة الضربات. و أضاف الحلبى بأن السيسي ركز في الاجتماع على تأمين الاتجاهات الرئيسية للدولة المصرية وهي الاتجاه الشرقي وهو الممتد بطول قطاع غزة وحدود سيناء لمنع تسلل أي عناصر إليها، خاصة مع انتهاء عملية "حق الشهيد" والاتجاه الشمالي مع البحر المتوسط ولذلك تقوم القوات البحرية حاليا بتكثيف عملياتها لمنع تسلل اللاجئين والهجرة غير الشرعية لأوروبا عبر البحر المتوسط والاتجاه الغربي وهو الحدود مع ليبيا والتي تتواجد بها مجموعات داعشية والاتجاه الجنوبي وهو الحدود مع السودان والهدف من أحكام السيطرة على الإتجاهات الرئيسية الأربعة هو منع تسلل عناصر داعش من أي مكان في العالم بعد ضربات روسياوفرنسا والغرب لهم في سوريا وحصارهم في أوروبا مع الأخذ في الاعتبار أن داعش يسعي منذ فترة للاستقرار في ليبيا وشمال إفريقيا لتكوين دولة بديلة له في حاله خروجه من سورياوالعراق. ويقول الخبير العسكري إنه بالنسبة للأسباب المحلية، فمن المؤكد أن تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية مازال مستمرا ولابد من اجراءات تأمينية شديدة بالداخل سواء بالنسبة للمطارات أو المنشات الحيوية والحساسة وتأمين محكم لسيناء والموانئ والبدء بمجموعة إجراءات استباقية لاجهاض أي تهديدات إرهابية قد تحدث. ومن جانبه ، أكد اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع السابق ل"العربية نت" أن سبب اجتماع الرئيس بالمجلس العسكري ومجلس الأمن القومي هو عرض ما وصل للقيادة السياسية من معلومات سواء استخبارية أو من دول صديقة حليفة بشأن تداعيات حادث الطائرة الروسية والضربات الروسية ضد داعش، وهجمات فرنسا التي قد تمتد لدول أخرى فعملية سان دوني بفرنسا أمس كانت عملية استباقية من السلطات الفرنسية لمنع ارتكاب عمليه إرهابية كبيرة كانت ستحدث، وهذه معلومة مؤكدة ولذلك اجتمع الرئيس بالمجلسين لإطلاع أعضائهما على كافة التفاصيل والمعلومات والتطورات ومناقشة سبل الاستعداد لمواجهتها باعتبارها مخاطر أمنية تهدد مصر والمنطقة. وأضاف فؤاد أن المواجهة مع داعش قد تنتقل إلى ليبيا وقد تحدث عمليات استباقية للجيش المصري ضد العناصر الإرهابية وقد يكون هناك توجهات سياسية لمواجهة فكرية وسياسية مع الإرهاب بجانب المواجهة العسكرية وبالتعاون مع الدول الحليفة. الخلاصة كما يقول مساعد وزير الدفاع المصري السابق إن اجتماع المجلسين العسكري والأمن القومي خلال 48 ساعة مع رئيس الدولة يعني أن الأمر جلل و المواجهة كبيرة ولا بد من إجراءات قوية لحماية مصر والمنطقة يذكر إن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد عقد خلال 48 ساعة فقط، اجتماعين مهمين مع أعضاء المجلس العسكري وأعضاء مجلس الأمن القومي خاصة في ظل تداعيات سقوط الطائرة الروسية وهجمات باريس، والتخوف من هروب عناصر داعش من سورياوالعراق إلى ليبيا بعد الضربات المتتالية التي يتلقاها التنظيم المتطرف. وخلال اجتماع السيسي بأعضاء مجلس الأمن القومي تم استعراض عدد من القضايا، في مقدمتها الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تضم إلى جانب التحركات العسكرية والمواجهات الأمنية، كافة الجوانب التنموية الأخرى بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك الأبعاد الفكرية والثقافية، واستعرض المجلس ملامح الوضع الأمني على الصعيد الداخلي، حيث وجه السيسي بالعمل على توفير أقصى درجات الأمن واليقظة والاستعداد للتعامل مع التحديات المختلفة، بما يساهم في تحقيق أمن المواطنين. وخلال لقائه بالمجلس العسكري تم استعراض آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية الداخلية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، ولا سيما في سيناء، وأكد السيسي على أهمية العمل بأقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد القتالي بالنظر إلى دقة الأوضاع الإقليمية وصعوبة الأوضاع الأمنية في العديد من دول المنطقة، وما تقوم به الجماعات الإرهابية من عمليات آثمة خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط في عدد من الدول الصديقة، وهو الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الأمني وتضافر جهود المجتمع الدولي من خلال مقاربة شاملة لدحر الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف.