مصطلح دعائي مصري بامتياز ... أظن أن لا دولة ولا شعب عربي أو أجنبي يتناول تلك الدعوة الممقوتة... والعجيب أن هذه الدعوة تقال في جميع المناسبات تقريبا سواء قيلت لشخص أغضبك وجر الوبال عليك، أو لشخص أفرحك وجلب السعادة إليك.. واحيانا كثيرة تقال لأي شيء حتى ولو كان حيوانا أو جماد. المدير .. الله يخرب بيته .. خصم مني يومين بسبب التأخير.
لما اتصل بك أحدهم يخبرك بقبولك في الكلية التي كنت تطمح للالتحاق بها، ترد عليه بتلقائية: صحيح الله يخرب بيتك .. أتتكلم بجد!
الله يخرب بيت الاتوبيس .. جالس منتظره منذ ساعة!
يخرب بيت أبوك .. اسرع (شوية) أيها الحمار!
يخرب بيت اللي جابني هنا..
إيه يا بني هذا الجمال يخرب بيتك! معلق رياضي مصري في إحدى المباريات.
يذكر لي أخ من إحدى البلدان العربية أن أباه قال له: أتدري لماذا المصريون في هذه الحال التي هم عليها؟ بسبب أنهم يوميا يدعون على أنفسهم بخراب البيت!
يخرب بيت الكي بورد .. تعلق أحيانا! لا عليك!
أدري أن هذا المصطلح به من العفوية والتلقائية أكثر ما به من الدعاء في حد ذاته .. إلا أنه من الاسفاف والاشمئزاز والتشاؤم بمكان!
فلا أتخيل أحدا تقال له هذه الدعوة ويظهر فرحا وسرورا ، إنه وإن أضمر غيظا وعدم رضى، فإنه أبدا لا يُسَر بتوجيه تلك الدعوات الخربة له.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس فقال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم". رواه مسلم وأبو داود
وروى مسلم وغيره عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون).
ومن رحمة الله تعالى بنا أنه لا يستجيب الدعاء بالشر غالبًا، كما قال تعالى: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم) [سورة يونس الآية 11]. قال ابن كثير في تفسيره: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير). الآية. هو قول الإنسان لولده أو ماله إذا غضب عليه: اللهم لا تبارك فيه والعنه، فلو يُعجَّل لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم.