ارتباك واضح تشهده وزارة الزراعة حاليًا، بعد معلومات مؤكدة تلقتها الإدارة المركزية لمكافحة الجراد، من منظمة الأغذية العالمية "فاو"، من احتمالية كبيرة لهجوم مكثف للجراد علي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الخضراء، بعد سقوط الأمطار بشكل مكثف خلال الأيام الماضية. وقال رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، الدكتور أشرف عبد الرازق، إن أجهزة الوزارة تُراقب الوضع علي الحدود المصرية مع السودان، إضافة إلي الوضع الداخلي، بعد تحذيرات منظمة الأغذية العالمية "فاو" من وجود جراد صحراوي نتيجة سقوط مكثف للأمطار في عدد من الدول العربية من ضمنها مصر. وأكد عبد الرازق في تصريحات ل"المصريون"، أن مصر لديها 54 قاعدة للتعامل مع الجراد، وأن ظاهرة الجراد هي ظاهرة طبيعية تحدث كل عام، وتتعامل معها أجهزة الوزارة بحرافية، مؤكداً أن قواعد مكافحة الجراد مجهزة بكافة المعدات للمكافحة سواء بالمبيدات أو الآلات أو السيارات. من جانبه، قال أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، إن الأمطار تؤدي إلي سرعة فقس البيض وهذا الجراد الصغير هو الذي يهاجم بشدة ويقضي على الأخضر واليابس لذلك أسموه (بالغوغاء) ومن جاءت التسمية لبعض البشر الذي يبيد كل شىء. وأكد نور الدين في تصريح خاص ل"المصريون"، أن مراكز تمركز الجراد تقع على الحدود بين السودان وإرتريا وبين السودان وإثيوبيا وبالتالي تتكاثر بسرعة وتضع كميات هائلة من البيض يفقس سريعا ويبدأ في الهجوم على مصر، مضيفًا: كذلك فيه مركز آخر في تشاد وجنوب ليبيا وأخيرا جراد الغرب القادم من موريتانيا عبر المغرب والجزائر وليبيا وساحل المتوسط. وكانت منظمة الفاو، قد حذرت، الأربعاء، من أن الغزارة غير الاعتيادية للأمطار الواسعة النطاق التي سقطت مؤخراً في مصر وشمال غرب أفريقيا، والقرن الأفريقي، واليمن من الممكن أن تساعد على تكاثر الجراد الصحراوي، مؤكدةً أن هنالك حاجة إلى الرصد الدقيق على مدى الأشهر الستة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب مدمرة. وأكد الخبير كيث كريسمن، كبير أخصائي تنبؤات الجراد في منظمة "فاو"، أن "الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة لديها القدرة على إحداث طفرة هائلة في تزايد الجراد، حيث يوفر المطر تربة رطبة لوضع بويضات الجراد، التي تحتاج بدورها إلى امتصاص الماء في حين تساعد الأمطار على نمو النباتات كغذاء ومأوى".