إن الناظر اليوم لحال عالمنا العربي والإسلامي يصاب بخيبة أمل كبيرة ويرجع البصر خاسئاً وهو حسير ولكن إذا أمعنا النظر ورجعنا للخلف منذ أكثر من نصف قرن نري واقعنا أشبه مما كانت عليه دولة اليابان فمنذ أن استسلمت ورفعت الراية البيضاء بعدما ضربت ونسفت ودمرت الأسطول السادس الأمريكي في بيرل هاربور وردت عليها الوليات المتحدةالأمريكية بضربها بالقنبلة الذرية في نجازاكي وهيروشيما والكل يعرف هذا ولكن نسأل كيف استعادت اليابان قدرتها وعافيتها بعدما أصباهاالخراب والدمار وفي هذا الصدد يتبين لنا أن اليابان مثلها كمثل الأديبة الأمريكية " هيلين كلير" كلاهما معجزة فريدة في نوعه- ف هيلين كيلر تحدت الصمم والعمي والبكم بإرادة قوية وصبر لا ينفذ لتصبح بعد ذلك أشهر أديبة لا يشق لها غبار ثم تأتي بعد ذلك دولة اليابان التي تغلبت علي الهزيمة في الحرب وتدمير شبة كامل لمدنها وقسوة البيئة الطبيعية والوقوع تحت براثن الاستعمار الأمريكي وتلاعبه بقرارها وسيادتها وثقافتها ولكنها خرجت من كل هذا الوبال خروج العنقاء من وسط الرماد لتبني مجدها ويصبح موقعها في أعلي مناصات الأمم الثلاث الاغني في العالم وفي هذا المقام يطيب لي أن أذكر واقعتين الأولي رواها المرحوم الدكتور " عبد القادر حاتم " في كتابة " الإدراة اليابانية والذي صدر منذ ما يقرب من عشر سنوات يقول في ص 19 " كنت في زيارة رسمية لليابان فوجدت مظاهرة عبارة عن طابور من العمال ولافتات باللغة اليابانية ، سألت مرافقي عن هذا الموضوع فقال هناك مشكلة بين العمال ومجلس الإدارة الأخير يطلب أن يكون يوم السبت بمرتب – ولكن العمال – يرفضون قائلين إن الشركة هي عائلتنا ويجب أن نعمل يوم السبت وسوف لا نتقاضي مرتباً عليه – ويقولون : إن الوقت الذي أضعناه في المظاهرة سنعمل علي أن نعمل وقتا مساويا له بدون مرتب " والواقعة الثانية تحقيق بعنوان " اليابان – الدقة والانضباط وروح الفريق " والذي نشر في جريدة الأهرام يوم 2/9/2014 يقول منصور أبو العزم كاتب المقال ما يلي " بعد عدة أيام من وصولي إلي اليابان لأول مرة في أغسطس عام 1990 أصبت بالدهشة البالغة إذ وجدت معظم عناوين و مانشيتات الصحف اليومية تقول إن أحد خطوط مترو الأنفاق تأخر عن موعده في اليوم السابق " دقيقتين" مسببا ارتباكاً وفوضي في متروهات وقطارات طوكيو والتي تزيد علي أكثر من 28 خطاً وكلها مرتبطة بشبكة إليكترونية" وهنا أدركت أن أحد أسرار تقدم اليابان هو الانضباط والدقة في المواعيد " ونتسأل الآن هل ستحدث معجزة في زمن عز فيه المعجزات أن تقوم امتنا من رقدتها وكبوتها والتي أصبحت في مؤخرة الأمم يناصرها الغرباء وتغضب من أجلها الأمم البعيدة وهي تبدو مسترخية علي الأرائك تقضم أجود أنواع التفاح الفاخر وتتفرج علي شاشات التفلزه لتري وتضحك علي أحدث أنواع الأفلام الكوميديا ونسيت أنها هي صارت فيلماً فريداً من نوعه يجمع بين الكوميديا والتراجيديا والدراما يصعب علي أمهر المخرجين أن يضعوا سيناريو مماثلا لها وأنني أري صدق أمير الشعراء شوقي وهو يخاطب نبي الأمة بقوله. شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق ثبات بإيمانهم نوران ذكر سنة فما بالهم في حالك الظلمات يا تري ماذا كان يقول أمير شعراء أحمد شوقي لو كان معنا في هذه الأيام ورأي حال أمتنا . " ولله الأمر من قبل ومن بعد " * عضو إتحاد الكتاب الأفريقيين والأسيويين سوهاج – أخميم