خبر إلقاء القبض عليه، وصورته المنتشرة على مواقع التواصل مقيد اليدين، كانا سببًا رئيسيًا في معرفة الكثيرين به رغم إمبراطوريته المالية وشهرته كرجل أعمال له ثقله، هو صلاح دياب، رجل الأعمال ومؤسس جريدة المصري اليوم. الرجل الذي يعمل في صمت ولا يظهر إعلاميًا كثيرًا، اعتاد حضور اجتماعات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رجال الأعمال، وقيل عنه إنه رجل الأعمال الأقرب إلى قلب الرئيس، حيث كان يقربه دائمًا في الاجتماعات ويستقبله بحفاوة يتحدث عنها الجميع. اسمه بالكامل صلاح الدين أحمد توفيق دياب، ينتمي لعائلة كبيرة من مركز أبو حمص بمحافظة البحيرة، والتي تعد من أكبر العائلات لتوكيلات الشركات الأمريكية في مصر، بنسبة 70% تقريبًا بالاشتراك مع عائلة ساويرس والتي ينتمي إليها رجل الأعمال المعروف نجيب ساويرس، أحد المشاركين بأسهم في مؤسسة المصري اليوم التي يرأس مجلس إدارتها صلاح دياب، والذي يشاركه في الكثير من المؤسسات التي تمتلكها العائلة أخوة كامل دياب، كما يدير بعض شركاتهم نجلاه علاء كامل دياب، وكامل صلاح دياب. من المعروف أن عائلة دياب تمتلك 43 توكيلاً لشركات أمريكية في مصر وهو أكبر عدد من التوكيلات تستحوذ عليه عائلة بيزنس في مصر، ومن أبرز تلك الشركات شركة البترول الأمريكية "هاليبرتون". وبرغم من تلك الإمبراطورية الواسعة ألقى رجال مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية، القبض على دياب ونجله، تنفيذًا لقرار النيابة بضبطهما وإحضارهما بعدما أصدر النائب العام قرارًا بالتحفظ على أموال 17 من رجال الأعمال، من بينهم صلاح دياب، لاتهامهم بالتربح غير المشروع، والإخلال بعقود أرض مدينة نيو جيزة في مدينة 6 أكتوبر. وكانت المفاجأة عندما كشفت عملية تفتيش فيلا دياب عن العثور على بندقيتين آليتين، عيار 7.65×39 مللي غير مرخصة، وذخائر حية، من نفس النوع. تفسيرات متعددة وضعها الخبراء والمحللون للقبض على دياب برغم كونه رجل الأعمال الأقرب إلى الرئيس، منهم من أكد أنه تم القبض على دياب حتى يكون درسًا لغيره من رجال الأعمال الذين تجرأوا على النظام مؤخرًا، فيما رأى المهتمون بالإعلام أن الرسالة الأهم في القبض على صاحب أكبر مؤسسة صحفية مستقلة هو أن النظام لا يُريد إعلامًا مزعجًا. ورأى البعض الثالث أن الرئيس أراد من خلال دياب أن يوجه رسالة للعالم الخارجي وخاصة أمريكا وإسرائيل بعدما حدث مؤخرًا من محاولات أمريكية وبريطانية لإحراج مصر عالميًا. الكاتب الصحفي سليمان جودة، أكد أنه تم القبض على دياب لأسباب سياسية وليست قانونية، خاصة أن دياب كان رجل الأعمال المقرب إلى السيسي في كل اجتماعاته مع رجال الأعمال. وحدد جودة في مقال له في جريدة المصري اليوم سببين لذلك، أولهما أنه لا يمكن لأي شخص أن يجلس إلى جوار رأس الدولة، في لقاء عام ولأكثر من مرة، ثم يكون على هذا الشخص، سواء كان هو المهندس صلاح، أو غيره، شيء يعيبه. وأضاف السبب الثاني، وهو أن الرئيس كان يريد، من خلال مثل هذه اللقاءات، أن يقول إنه، ليس بينه وبين أصحاب الأعمال شيء، وإنه إذا كان هناك شيء سوف يكون بينه وبينهم، فهذا الشيء سوف يكون القانون العادل ولا شيء غير القانون العادل. وأوضح جودة أن الوجه السياسي الذي يقصده هو أن دياب ليس رجل أعمال من النوع العادي بأي مقياس، كما أن وزنه في مجتمع الأعمال ليس أيضًا من النوع العادي بأي معيار. وتابع أن الرسالة السياسية التي سوف تخرج إلى مجتمع الأعمال، داخل البلد، أو خارجه، من واقعة التحفظ، أو القبض على الرجل مع ابنه، ليست رسالة جيدة، بل رسالة في غاية السوء، ولا يمكن لعاقل، أن يدفع الدولة إلى خوض معركتين فى وقت واحد: معركة على مستوى السياحة، نتعرض خلالها لمؤامرة خارجية كبرى، ثم معركة أخرى على مستوى الأعمال والاستثمار.. لا يمكن أبداً.. إذ تكفينا الأولى، وتكفينا ضخامتها وتداعياتها، لنتفرغ لها حتى نخرج منها بأقل خسائر ممكنة.