تزداد المرارة في حلقي .. ويكاد قلبي أن يتوقف، بينما عقلي أوشك على الانفجار مما أرى واسمع .. أفكاري مضطربة ومشوشة من كم النار التي تستعر في صدري .. والمعضلة .. بل الواقع، الذي ربما أصبح قدراً مقدراً علينا نحن المصريين أو سيف سل نفسه على رقابنا .. لا لشيء سوى أننا مصريون "بلا كرامة". الشاب المصري أحمد عاطف بأي ذنب قُتل ؟؟ أيملك أحد الإجابة .. ولعل السؤال ناقص بل ومخالف للواقع ، بأي ذنب عُذب للقتل ليلفظ أنفاسه الأخيرة تحت عجلات سيارة أحد الكويتيين المختلف معه على مرأى ومسمع من الجميع ؟! والخلاف، لمن يعقل، لا يستحق أن يتطور إلى هذا الفعل الشنيع، والقصة أن أحد الشباب الكويتيين جاء ليشتري "بلاي ستيشن"، وأحب أن يخفض في سعره، إلا أن أحمد عاطف البائع المصري، رفض، ليس عن باطل أو استعراض، فليس من مصلحته أن يخفض في سعر سلعة قد تخصم من راتبه، الذي ما هاجر بلده إلا ليحصل عليه كاملا. فلم يكن من الكويتي، الذي لا يمثل الشعب الكويتي حتما، إلا أن انفعل وسبه بأقذر الألفاظ - ليس عن فقر أو عوز- بل هدده واجتهد في جمع أكبر عدد من أصدقائه، والذي وصل عددهم - حسب "رابطة مصر المحروسة بالكويت" - إلى 15 شخصا، والذين قاموا بتكسير المحل والاعتداء على العاملين، وتعذيب أحمد عاطف وسحله حتى لفظ أنفاسه تحت عجلات أحد عرباتهم التي لم تكتفي بدهسه لمرة، بل جعلته قطعه من الأسفلت بعد دهسه لأكثر من خمس مرات. أما رد فعل المسئولين في مصر، حتى الآن من وجهة نظري لا شيء، فهم في انتظار إلى ما سوف تسفر عنه التحقيقات الكويتية، والتي قالت آمين على بعضها الصادر عن وزارة الداخلية الكويتية بترحيل المصريين الذين شاركوا بالاشتباك مع الكويتيين، لأنهم أخلوا بالأمن العام !! وهل من المفترض أن يشاهدوا دهس مصري مثلهم ويقفون مكتوفي الأيدي، مثل وزارت بلادهم البليدة المشلولة ، وألا يحاولوا تخليصه مما يلاقى حتى وإن كان جثة هامدة، ما المطلوب من أي إنسان شاهد هذا المشهد أن يفعل !! قمة الهراء ما يحدث وما حدث للمصريين والله وحده أعلم بما تخبؤه لهم الأيام !! أما المسئولين في السفارة المصرية في الكويت – فكثر الله خيرهم !- قاموا باستخراج تصريح الدفن ونقل الجثة على نفقة الدولة إلى مصر.. واحسرتااااااااه على تحركهم المشلول .. ونفقة الدولة التي لم تظهر إلا بعد السحل .. وعلى دماء وجههم التي تخثرت. ومن المفترض، أن تكون هناك جهة تحقيق مصرية بجانب جهة التحقيق الكويتية لتحري الحقائق، حتى لا يضيع حق أحمد عاطف، الذي احسبه عند الله شهيدا إن شاء الله. والأحداث ليست كما جاء في بيان الداخلية الكويتية، فلم يكن المصريين هم المعتدين بدليل أن المسحول والمقتول والمدهوس هو المصري، وإذا كان المصريون هم المتعدين، فلماذا لم يصب حتى إصبع كويتي واحد من المشتبكين. المعضلة كما قلت، ليست في حادثة قتل أحمد عاطف بشكل وحشي والانتقام بكل هذا الحقد والغل والجبروت من جانب الكويتي تجاهه، وهو الذي لم يقتل له قريب، ولم يتعدى على حرمته، أو يسرق ماله، أو يسأله إلحافا أو يتسوله مالا؟؟ ولكن المعضلة في دولة أضاعت أولادها فتناثروا في البلاد .. فيُصفع هذا في الأردن، ويدهس آخر في الكويت، لا لشيء سوى أن حكامه باعوه رخصيا ونزعوا منه كرامته..فآل مصيره لما نعايشه الآن. لا أرى جزاء لكل حاكم مصري أضاع وأهدر كرامة محكوميه سوى عقاب الخالق، ""فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ".
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.