قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية إن الناخبين الأتراك صوتوا للاستقرار, ومنحوا ثقتهم للحكومة, التي عرفوها منذ 13 عاما, وذلك في تعليقها على فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بأغلبية مريحة في هذه الانتخابات. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 نوفمبر أن فوز حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, يعني أن الحزب ليس مضطرا لتغيير مساره, سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى الخارجي. وتابعت " رغم عدم حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية 330 مقعدا, التي تمكنه من الدعوة لاستفتاء عام على تعديل الدستور، إلا أن أردوغان سيكون له تأثير فعلي على السلطة, لم يتمتع به أي رئيس تركي في السابق, بسبب فوز حزبه بأغلبية مريحة لتشكيل الحكومة منفردا". واستطردت الصحيفة " التكهنات التي توقعت نهاية عصر أردوغان, لم تكن صحيحة, وثبت خطأ الذين قالوا إن قبضته على السلطة بدأت تتداعى, بل إن نتائج الانتخابات التركية أكدت أيضا صحة رهان أردوغان على إعادة الانتخابات, وأن الشعب التركي يفضل الاستقرار على حكومة ائتلافية". وكان أردوغان دعا العالم إلى احترام نتيجة الانتخابات البرلمانية, التي أجريت في بلاده في مطلع نوفمبر, والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بنحو نصف الأصوات- وفقا للنتائج غير الرسمية. وقال أردوغان للصحفيين الاثنين 2 نوفمبر -بعد أن أدى صلاة الفجر بمسجد في إسطنبول- إن الأتراك صوتوا لصالح الاستقرار بعد إخفاق محادثات تشكيل ائتلاف عقب الانتخابات التي أجريت في يونيو الماضي. وكان أردوغان قال في مطلع نوفمبر, في بيان مكتوب في أول تعليق على نتائج الانتخابات, إن الناخبين الأتراك صوتوا لصالح وحدة وسيادة تركيا، معتبرا أن أهم رسالة لنتيجة الانتخابات هي تلك الموجهة لحزب العمال الكردستاني، وأن "الشعب التركي قد رد بجواب صارم على هذه المنظمة التي حاولت نشر الإرهاب في تركيا". وبعد نشر النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات، فقد أصبح في حكم المؤكد أن يتمكن حزب العدالة والتنمية، برئاسة أحمد داود أوغلو من تشكيل الحكومة منفردا، حيث حاز الحزب على 49.58% من الأصوات نحو (23.3 مليون صوت)، مما يعني حصوله على 316 مقعدا في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا. وحصل حزب "الشعب الجمهوري" برئاسة كمال قليجدار أوغلو على نسبة 25.38% من الأصوات (134 مقعدا)، بينما حصل حزب "الحركة القومية" برئاسة دولت بهتشلي على نسبة 11.93% من الأصوات (41 مقعدا)، أما حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين دميرطاش، فقد حصل على 10.70% من الأصوات (59 مقعدا). وحصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات، وتجاوزت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 87% من أصل أكثر من 54 مليون مواطن يحق لهم التصويت. وحسب "الجزيرة", كان حزب الحركة القومية أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات، بعد أن خسر نصف مقاعده في البرلمان مقارنة بالانتخابات السابقة التي حصل فيها على ثمانين مقعدا. وأعلن داود أوغلو أن نتائج الانتخابات البرلمانية ستؤهل حزبه لحكم البلاد منفردا، قائلا "من الغد سنقود تركيا وحدنا"، مشيدا بوعي الشعب التركي، ومتعهدا باحتضان الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم. وتمت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة بعدما أخفق حزب العدالة والتنمية في انتخابات يونيو الماضي في الحصول على مقاعد كافية لتشكيل حكومة بمفرده، وذلك لأول مرة منذ عام 2002، كما لم ينجح في تشكيل حكومة ائتلافية مع أي من الأحزاب الأخرى