أكد الأستاذ الدكتور عبد الله سرحان، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن إنشاء كلية الدراسات العليا يستهدف وضع جامعة الأزهر على مصاف الجامعات المتقدمة فى البحث العلمي على مستوى العالم. وأضاف فى حواره ل"المصريون" أن إنشاء هذه الكلية له دور كبير فى خدمة جميع القطاعات بجامعة الأزهر. وأشار إلى أن كلية الدراسات العليا هى المنوط بها التنسيق بين كل الكليات فى الجامعة من حيث الإعداد ووضع الخطط والمناهج الدراسية وما تقدمه من تخفيف للأعباء عن كاهل جميع الكليات بالجامعة، وإلى نص الحوار: أولاً من وجهة نظر سيادتكم ما هى فكرة إنشاء كلية الدراسات العليا؟ إن كلية الدراسات العليا هى التى تخدم جميع القطاعات فى الجامعة وليست مقصورة على قطاع معين كقطاع اللغة العربية وأصول الدين والشريعة الإسلامية، ولكن هذه القطاعات هى المفعلة حتى الآن وفى المستقبل سنضم لها باقى القطاعات حينها تتضح كل الأمور التى تتصل بالكلية وما يتماشى فيها مع الإطار العام للكلية. ما هى التسهيلات التى يمكن أن تقدمها كلية الدراسات العليا للبحث العلمى فى الجامعة؟ كلية الدراسات العليا منوط بها ثلاثة أمور أولها أنها تقوم بالإشراف على الدراسة، ثانيها النظر فى المناهج الدراسية ومحاولة تغييرها للوصول للمنهج الأمثل للتدريس، وثالثها أنها تقوم بالإشراف على الامتحانات المختلفة فى جميع القطاعات، هذه الأمور الكلية منوط بها فى أن تضع لها خطة متكاملة تنطلق بها إلى الأمام، وأيضًا من مهامها الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه فهذه الكلية هى الرافد الأساسي الذي يتخرج منه الأستاذ لينشر فكر الجامعة. كيف يتم التعامل مع المناهج الدراسية؟ المناهج الدراسية من أهم الأمور التي تهتم بها كلية الدراسات العليا، حيث إن هذه الكلية لا يدرس فيها لأبناء القاهرة فقط بل يدرس فيها لكل من ينتسب للأزهر فى كل أنحاء الجمهورية، فلا يصح منطقًا أن يٌدرس فى القاهرة منهج وفى الأماكن الأخرى منهج آخر، فالجميع أبناء هذه الجامعة وينتسب إليها، فتوحيد المناهج هو الهدف الأساسي الذي ستعمل عليه الكلية وذلك وفقًا للائحة المنصوص عليها، حيث تم بالفعل النظر فى المناهج نظرة كلية فى العام الماضى وهناك لائحة توضح وجوب الالتزام بهذا المنهج وإلا يخرج الأستاذ عن المنهج المطروح، وسيتم النظر فى اللائحة مرة أخرى وسندعو المهتمين بهذا الأمر للنظر فيها، وكما يقول الذين يهتمون بالتربية وطرق التدريس أنه يجب النظر فى المناهج كل 5 سنوات على الأقل حتى يتم التطوير. هل يعد إنشاء كلية الدراسات العليا إضافة جديدة للجامعة؟ هى ليست تزيد من أعباء الكليات بل تخفف عن كاهل هذه الكليات ونظرًا لطبيعة جامعة الأزهر والتي تضم 80 كلية فليس هناك جامعة فى العالم تضم هذا العدد من الكليات، فتقوم كلية الدراسات العليا لترفرف بأجنحتها للتنسيق بين الكليات فى مختلف الأمور كالتدريس ووضع البرامج والخطط واللائحة والإشراف على الامتحانات وغيرها ووضع هذه الأمور بصورة مواكبة للعصر. ما هو الدور الذي تقوم به الكلية للمحافظة على الموروثات القديمة من رسائل يحتاجها الباحث؟ هذا الأمر شغلني وقد قمت وأنا رئيس قسم البلاغة والنقد بحصر جميع الرسائل التي نوقشت فى هذا التخصص منذ إنشاء الجامعات المصرية وكانت أول رسالة مناقشة للدكتور طه حسين فى الأدب عام 1914، وقد قمت بجمع جميع الرسائل فى كل الجامعات ومن ضمنها جامعة الأزهر، وولدت هذه الفكرة فى نفسي أن أعممها فى جميع الأقسام التي تنضم تلقائيًا تحت لواء الدراسات العليا وقطاع اللغة العربية وأصول الدين والشريعة الإسلامية وستقوم الكلية، بإنشاء بنك معلوماتي يكون فيه جميع الرسائل العلمية التي تمت مناقشتها فى الماجستير والدكتوراه وتكون منظمة حتى تمكن الباحثين فى العثور عليها وتساعدهم فى أبحاثهم، فالباحث فى نظره لهذه الرسائل تجعله يستنبط موضوعات جديدة وهى من أولويات عملي وكان ذلك بمساعدة رئيس الجامعة لى، حيث تقوم الكلية بحصر هذه الرسائل والأطروحات العلمية القديمة وتحتفظ بها فى مكتبتها الخاصة فكلية الدراسات العليا معنية بكل العلوم للوصول لأهدافها. هل كلية الدراسات العليا لها القدرة على وضع جامعة الأزهر فى مصاف الجامعات المتقدمة فى البحث العلمي؟ نحن نعمل جادين على تحقيق ذلك بالمثابرة والجد والإخلاص والتعاون البناء بين الأساتذة وبعضهم والتنسيق بينهم باستمرار حتى تسترد جامعة الأزهر موقعها والتى تتلفت إليها الأنظار فى جميع أنحاء العالم وذلك لأنها تمثل الوسطية والاعتدال ورمز للفكر المستنير وستظل على هذا المنوال. من وجهة نظر سيادتكم هل الكلية تقدم مناهج جديدة تختلف عن تلك التى تقدمها الكليات الأخرى؟ الكلية من شأنها النظر فى المناهج المختلفة فى جميع القطاعات حتى تكون المناهج مواكبة للعصر لأننا فى عصر التقدم يسير فيه بسرعة هائلة، لذلك ننظر للمناهج كل فترة زمنية ونقوم بتحديثها حتى يستفيد أبناؤنا من طلاب وطالبات الدراسات العليا الذين هم نواة العصر وأن يطلعوا على أحدث النظم والمناهج فى هذا الأمر لكى نأخذ بالجامعة إلى الأمام. هل تفرض لائحة الكلية لائحة تجمع معايير ثابتة لابد من تحققها فى الدارس؟ الكلية ستعمل على توحيد اللوائح الداخلية لها وهى من ضمن أهداف الكلية وما يتعارض من لوائح الكليات مع لوائح الدراسات العليا يتم رفضها مع الوضع فى الاعتبار أن لكل كلية خصوصية معينة لكن فى حالة الاختلاف سيتم توحيد اللائحة. وفى النهاية أوجه الشكر والتقدير لرئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور عبد الحى عزب على ثقته الغالية فى تعيينى عميدا لكلية الدراسات العليا.