وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا وتركيا والسعودية يلتقون في فيينا لمناقشة سبل حل الأزمة السورية. هذا اللقاء غير المسبوق، والذي لم يشمل إيران، يشكل نقطة تحول في مواقف تلك الدول تجاه الملف السوري والرئيس بشار الأسد. يلتقي وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية وتركيا الجمعة (23 أكتوبر 2015) في العاصمة النمساوية فيينا لإجراء محادثات غير مسبوقة حول الحرب في سوريا، التي أصبحت روسيا عنصراً مهماً فيها منذ أن بدأت غارات جوية لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد. ومن المتوقع أن تشهد فيينا طيلة النهار لقاءات بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظرائه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو. كما سيعقد بعد الظهر اجتماع رباعي مخصص للأزمة في سوريا يشكل سابقة دبلوماسية وإشارة على مدى الاهتمام الدولي بإنهاء النزاع الذي خلف ما يربو عن 250 ألف قتيل منذ مارس 2011. ومن المقرر أن يعقد اجتماع غير مسبوق أيضاً بين الولاياتالمتحدة وتركيا والسعودية في فترة الصباح، يليه لقاء بين كيري ولافروف، اللذين يحافظان على قناة اتصال رغم تدهور العلاقات بين بلديهما. وما تزال مواقف موسكو من جهة وواشنطن وأنقرة والرياض من جهة أخرى متناقضة حول سوريا، إذ تقود الولاياتالمتحدة ائتلافاً من دول حليفة يشن حملة عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ويدعم الفصائل السورية التي تحارب النظام السوري. في المقابل، أطلقت روسيا، الحليف القديم للأسد، سلسلة من الغارات الجوية في سوريا قبل ثلاثة أسابيع لمحاربة "الإرهاب"، بحسب موسكو، بينما تتهمها واشنطن وحلفاؤها بأنها تسعى فقط لحماية الأسد ونظامه. وقبل أن يوفد وزير خارجيته إلى فيينا أمس الخميس، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أن "الولاياتالمتحدة تريد التخلص من الأسد"، مندداً بما اعتبره "لعبة مزدوجة" يمارسها الغربيون مع "الإرهابيين" في سوريا. كما انتقد بوتين حملة الائتلاف الدولي التي شنت آلاف الغارات منذ أكثر من عام ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، متسائلاً حول عدم تحقيقها لأهداف ملموسة بعد. يشار إلى أنه لم تتم دعوة إيران، الحليف القوي الآخر لسوريا، إلى الاجتماع في فيينا، إلا أن كيري ألمح الخميس إلى أن إيران، على غرار الولاياتالمتحدةوروسيا وأوروبا، "موافقة" على مبدأ حل سياسي في سوريا.