لعبة القط والفأر هي الوصف الأمثل لما يحدث بين الباعة الجائلين والداخلية في أنحاء القاهرة، حيث اعتاد الجانبان الكر والفر، بدءًا من إنذار للباعة أحيانًا أو حملات أمنية مفاجئة يعقبها هروب الباعة من المنطقة ثم أيام تتسم بهدوء الحملات ليعود الوضع على الأرض كما كان عليه باعة متجاورون بميادين وشوارع مزدحمة بالمارة بالسيارات، والسكان ينتظر بعضهم حل الحكومة والآخر يأس من التصريحات المتوالية. ميدان رمسيس ميدان رمسيس من أكثر ميادين مدينة القاهرة ازدحامًا، وتوجد به محطة مصر وهي محطة القطارات المركزية إلى جميع مناطق جمهورية مصر العربية، لم يسلم من انتشار الباعة الجائلين في ظل الحكومات المتعاقبة بعد الحملات التي شنتها حكومة المهندس إبراهيم محلب بنقل جميع الباعة إلى موقف أحمد حلمي لتخفيف التكدس، عاد بعض الباعة إلى ميدان رمسيس، وإزالة إشغالات الطريق لإعادة المظهر الحضاري إلى ميدان رمسيس إلا أن الباعة الجائلين يلعبون مع الداخلية لعبة "القط والفار" .
الإسعاف فى ظل غياب شرطة مرافق العاصمة، عاد الباعة الجائلون يحتلون أرصفة بعض الشوارع، وتحديدًا الإسعاف، أمام محطة مترو "جمال عبدالناصر"، وبعض الشوارع الجانبية، متحدين هيبة القانون. «لف وارجع تاني» المبدأ الذي يتعامل به الباعة الجائلون مع شرطة المرافق بعد كل حملة أمنية تشنها أجهزة الأمن علي مختلف الميادين للقضاء علي إشغالاتهم، وكأن شيئا لم يكن وحاولت الحكومة نقلهم إلى أسواق أخرى جزئية إلا أن محاولتها باءت بالفشل لاعتراض الباعة الجائلين على ترك مكانهم.
ميدان طلعت حرب استغل عدد من الباعة الجائلين عدم تواجد أفراد قوات الأمن وقاموا بنشر "الفرشات" الخاصة بهم وسط إقبال عدد من المواطنين المترددين علي شارع طلعت حرب الصورة ما يتم حاليًا بأحد الشوارع الرئيسية بوسط المدينة بعودة الباعة الجائلين مرة أخري وهو ما يعتبر تحديًا واضحًا للتعليمات التي نوهت بها قوات الأمن ومحافظة القاهرة بإلغاء انتشار الباعة الجائلين ونقلهم إلى سوق الترجمان. كان باعة "شوارع قصر النيل وطلعت حرب و26 يوليو"، قد قاموا الأشهر الماضية بمحاولات عدة منها التظاهر أحيانا والتقدم ببلاغ ضد محافظ القاهرة للنائب العام، لعدم وفائه ببناء مشروع مجمع لهم بأرض "وابور الثلج"، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل
العتبة بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم، أصدر تعليماته الفورية بإخلاء الباعة من وسط البلد وتوفير البديل لهم ومن هنا بدأ قوات الأمن بمساعدة الجيش إخلاء الباعة الجائلين من أماكنهم إلى أماكن أخرى تحددها الحكومة، ففى شهر أغسطس من العام الماضى شنت قوات الأمن بالتنسيق مع الجيش ومحافظة القاهرة حملة لإخلاء شوارع وسط البلد من الباعة ونقلهم إلى موقف الترجمان، ولكنه وبعد مرور فترة من الوقت وجدنا أن الباعة الجائلين يعودون بكثرة إلى أماكنهم مرة أخرى وكأن شيئا لم يحدث.
سعد زغلول وفي شهر يونيو الماضى، وتنفيذًا لتعليمات المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، تم إخلاء محيط مترو سعد زغلول من الباعة الجائلين الذين احتلوا أرصفة الوزارات الحكومية المتواجدة في محيط المترو كوزارات التربية والتعليم والإنتاج الحربى والإسكان والتعليم العالى، ولكن عاد هؤلاء الباعة مرة أخرى، وهناك حالة مستمرة من الكر والفر بين الباعة وأجهزة حى السيدة زينب أيضًا.
حلوان وفي بداية الشهر الجارى شنت الأجهزة التنفيذية لحى حلوان وقوات الأمن حملة لإخلاء محيط باعة مترو حلوان، ونقلهم إلى موقفى توشكى وعين حلوان اللذين أنشأتهما محافظة القاهرة، واستقبل الأهالى إخلاء محيط المترو بالزغاريد.
محطات أخرى لم تكن هذه محطات المترو السابقة الوحيدة التي احتلها الباعة وحولوها إلى أسواق عشوائية، فهناك ما يقرب من 6 محطات أخرى احتل الباعة محيطها وحولوها إلى "أسواق عشوائية"، كمحطة مترو عين شمس التي تحيط بها سوق لبيع الخضراوات والفاكهة، ولم تختلف الحال كثير بمحطة متر حلمية الزيتون، فعندما تطأ قدمك خارج محطة المترو تجد بائعى الموز والتفاح يحاصرونك، أيضًا محيط محطة كوبرى القبة احتله الباعة المصريون والسودانيون ولا حياة لم تنادي.
العودة شعارهم أيضًا محطات المرج وعزبة النخل والمطرية تقع في قبضة الباعة الجائلين الذين يفترشون أسوار المحطة، وبالرغم من كثرة الحملات الأمنية لإزالتهم ما زال الباعة يرفعون شعار العودة طالما لا يوجد البديل لنقلهم، وتنتظر هذه المحطات قرارًا بعملية إخلاء محيطها من الباعة الجائلين وتوفير بديل لهم لضمان عدم عودتهم.