فيما تشبه معركة تكسير العظام، يخوض منتصر الزيات، المحسوب على التيار الإسلامي، صراعًا على منصب نقيب المحامين، فى انتخابات مجلس النقابة العامة المقرر إجراؤها يوم 8 نوفمبر المقبل، ضد النقيب الحالى سامح عاشور، المحسوب على التيار العلماني، والباقى فى منصبه منذ أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك لأكثر من دورة، والمعروف بقربه من نظام 3 يوليو. ولم تمر إلا أيام معدودة على تقديم الزيات أوراق ترشحه لنقابة المحامين، إلا وتمت إحالته مع آخرين، لمحكمة التأديب من قبل جنايات القاهرة، التى تنظر قضية "تنظيم أنصار الشريعة"، بسبب التخلف عن حضور جلسة الأربعاء الموافق 7 / 10 /2015. الزيات، أكد أن الواقعة لها صلة بخوضه انتخابات نقابة المحامين المقبلة على منصب النقيب، فى محاولة للتأثير السلبى على شخصه، وخاصة فى ظل تواجد علاقات قوية بين مسئولين فى وزارة العدل وبعض المنافسين- على حد تعبيره. واستنكر الزيات، القرار الصادر برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، موضحًا أنه أرسل أحد محامى مكتبه وهو "على عبد الهادي" لمقر أكاديمية الشرطة التى تُعقد بها جلسات القضية، ورفض أمن الأكاديمية إدخاله، وبناء عليه توجه لعمل محضر إثبات حالة بقسم شرطة التجمع الخامس، ورفض القسم تحرير محضر بالواقعة، ويتواجد شهود على الواقعتين، حسب قوله.
واتهم الزيات هيئة المحكمة، بأنها تدخلت فى عمله، قائلاً: "قد أكون ألغيت الوكالة مثلاً، وإذا ارتأت أن غيابى يؤثر على حق المحامين فى الدفاع فكان بإمكانها انتداب محام آخر دون إحالتى للمحاكمة التأديبية". بسبب غياب "الزيات" تأجلت قضية أنصار الشريعة لجلسة 21 / 10 بدعوى عدم اكتمال هيئة الدفاع وأصدرت المحكمة قرارًا بتحويل "منتصر" وكل من "على إسماعيل، أحمد حلمي، سعد جميل، سعيد حسن"، للمحاكمة التأديبية بمحكمة استئناف القاهرة وتم ندب 10 محامين للدفاع عن المتهمين بدلاً منهم. وقال الزيات، إن ترشحه لهذا المنصب يعد مهمة ثقيلة، مضيفًا أن خراب سامح عاشور، النقيب الحالى للمحامين، الذى استمر ما يقرب من 15 عامًا يحتاج لعمل دءوب ومتواصل لإصلاح ما أفسده. وأضاف الزيات ل"المصريون" أن حجم الفساد والخراب عميق وعريض بنقابة المحامين و"ممنهج"، وإصلاحه يحتاج لمنهج وبرنامج لمواجهة الفساد "الإدارى والمالي" فى النقابة. وعن محاولات البعض استغلال توجهه الإسلامى للوقيعة بين النظام.. قال الزيات إن "عاشور" يحاول فعل ذلك؛ لكن رصيده من حب الناس كفيل بالرد على كل الاتهامات، مؤكدًا أن كل هذه المحاولات لا تجد صدى أو انتشارًا، على حد تعبيره. وتابع الزيات قائلا: أنا أفخر بأننى ابن التيار الإسلامي، لكن لا أنضوى تحت لواء حزب أو فصيل بعينه "مستقل"، وعملى بالنقابة محام وتاريخى يشهد بذلك. وبسؤال الزيات، هل تمارس عليك أى ضغوط أمنية من قبل النظام؟ أجاب قائلاً: "النظام لا يمارس ضدى أى ضغوط لأنه يعلم أننى توافقي، ويعلم أننى من أنجزت مبادرة وقف العنف بين الدولة والجماعة الإسلامية فى التسعينيات". وتعهد الزيات فى كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الذى نظمه "لإعلان ترشحه لانتخابات نقابة المحامين وعرض برنامجه الانتخابي"، بالعمل من أجل المحامين وعدم الاصطدام بالدولة والقوات المسلحة، وأنه لن يساعد أى تنظيم سرى أو مسلح للنيل من مصر أو تكون نقابة المحامين فى عهده بوقًا للإخوان. وأشار إلى أن تاريخه الذى قال إنه ليس صداميًا، هو ما سيساعده لأن يخدم نقابة المحامين دون صدام أو رضوخ وانبطاح للسلطة.
كما تعهد أمام ما يزيد عن 300 محام حضروا المؤتمر، بإعادة هيبة وكرامة النقابة ومكانتها التى انتهت بعد فترة تولى "أحمد الخواجة ومصطفى البرادعي"، قاصدًا بأن تلك الفترة هى فترة "كرامة" لكل منتسبى النقابة، ولم يتم الاعتداء على أى محام مهما كانت قوة دعوته القضائية أو دفاعه. وطمأن الزيات، كل المحامين أنه حال فوزه بمنصب النقيب لن يميز بينهم بسبب الجنس أو العقيدة أو اللون، ولن يكون فى وجوده أبدًا مقرر ذكر للجنة المرأة. وكشف عن نيته بطرح قائمة شاملة بجميع عناصر النقابة من الأعضاء المجتهدين والعاملين، وأنه سيأتى باثنين من الأقباط فى القائمة من أعضاء النقابة العاملين ولن يملى عليه أحد "لا الكنيسة ولا حزب من الأحزاب".