فى صباح السبت 17/12/ 2011 تم حرق المجمع العلمى بالقاهرة، و اشتعلت النيران فى المجمع نتيجة لاشتباكات بين قوات الجيش المصرى ومتظاهرى مجلس الوزراء المصرى. وعلى حسب رواية الشهود فقد اشتعلت النيران فى الشخص الذى تسبب فى الحريق و حاول بعض المتظاهرين إطفاءه عن طريق احتضانه. فى لحظة واحدة تفقد مصر نموذجاً فريداً يعبر عن تراث علمى وتاريخى متميز ، وكما أشارت الموسوعة العالمية بأن مكتبته تضم أربعين ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألمانى عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس وهو ليس له نظير فى العالم وكان يمتلكه الأمير محمد على ولى عهد مصر الأسبق، وقام مركز معلومات مجلس الوزراء المصرى، بإدخال هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلى. وعلى مدار تاريخ المجمع العلمى فقد هدف إلى العمل على التقدم العلمى لمصر و نشر العلم و المعرفة. بحث و دراسة و نشر أحداث مصر التاريخية و مرافقها الصناعية. و كان للمجمع المصرى أربع شعب : الرياضيات ، و الفيزياء ، و الاقتصاد السياسى ، و الأدب و الفنون الجميلة و فى عام 1918 أصبح مهتماً بالآداب و الفنون الجميلة و علم الآثار ، و العلوم الفلسفية و السياسة ، و الفيزياء و الرياضيات ، و الطب و الزراعة و التاريخ الطبيعى. لقد استعادت مصر طابا من خلال الاستعانة بالوثائق والخرائط الموجودة بالمجمع العلمى ، واليوم وبدون أى مبرر يعتدى على تراث مصر ، ويعتدى على أمن مصر القومى ، والسؤال الذى يفرض نفسه لماذا فى ذلك التوقيت يتم ذلك المشهد التخريبى ؟ الإجابة تأتى من خلال استعراض مجموعة من الافتراضات منها : • نتائج المرحلة الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب ، والتى أشارت إلى تقدم واضح للأحزاب الإسلامية ، وبالتالى كانت ردة الفعل والتخطيط الممنهج لإثارة الفوضى فى الشارع المصرى . • موقف بعض القوى الدولية والإقليمية الرافض للثورة ولأهدافها . • موقف الفلول من النظام السابق والرافض لاستقرار الدولة واستعادة هيبتها . • التراخى الغريب تجاه تنفيذ أهداف الثورة ومنها رعاية أسر الشهداء والمصابين ، والإسراع بتنفيذ المحاكمات تجاه كل من ثبت تورطه فى قتل الشعب . وأخيرًا على من تقع مسئولية حماية الأملاك العامة للدولة ؟ ولماذا تم التراخى فى التعامل مع الموقف ؟ وهل نموذج حرق مقر الحزب الوطنى والمجلس القومى للمرأة هو نفس نموذج حرق المجمع العلمى عبر التراخى المقصود والمتعمد ؟ ولماذا نجح الجيش فى تأمين الانتخابات فى تسع محافظات دون إعطاء فرصة واحدة لبلطجى بأن يعكر صفو العملية الانتخابية ، وفى الوقت نفسه لا يستطيع حماية مبنى مجلس الوزراء أو مجلس الشعب أو المجمع العلمى ؟ [email protected]