شككت صحيفة "الوطن" السعودية في التزام دمشق ببنود البروتوكول العربى، وامكانية تجول المراقبين بحرية في كافة الأرجاء السورية بحرية، وإمكانية تغطية وسائل الإعلام العربية والدولية لأماكن التوتر، ومن ثم نقل تقارير إعلامية محايدة إلى العالم. وبررت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم - شكوكها بالقول /ان الموافقة السورية على التوقيع، لم تأت إلا بعد أخذ ورد استغرق عدة أشهر، تخللته مناورات سياسية، مرة من فوق الطاولة ومرات من تحت الطاولة/. وتابعت الصحيفة/ المتفائلون يرون أن سكة سلام الشعب السوري أصبحت آمنة وسالكة، من حيث المنطق، إلا أن الشك مازال يساور الكثير من المراقبين والسياسيين حول قدرة النظام السوري على الالتزام. و قالت /انه شك موضوعي ناجم عن أمرين:أحدهما: المعرفة الأكيدة بأساليب النظام السوري في كسب الوقت، ورهانه المستمر على الحلول الأمنية العنيفة، فضلا عن أن النظام قد نجح عبر الفترة الماضية في اللعب على عامل الوقت، تجاه بعثة المراقبين، مما يجعل الأذهان تتوقع أنه سيعتمد السياسة نفسها عند الانتقال إلى الخطوات اللاحقة..والآخر: أن دمشق قد أخلفت أكثر من وعد، ولم تصغ إلا إلى العقل السياسي الراديكالي القابع في رؤوس النظام، وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تبدي تشككها حول التزام سورية بما يقتضيه توقيعها على بروتوكول المراقبين. واشارت الصحيفة فى هذا الصدد الى ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عقب توقيع البروتوكول "أعطى النظام السوري وعودا عديدة ثم أخلفها، لذلك لسنا مهتمين حقا بالتوقيع على قصاصة ورق، بقدر ما نريد خطوات لتنفيذ الالتزامات التي قطعوها". وطرحت الصحيفة بعض الأسئلة الجوهرية: هل سيحقق التوقيع السوري حلم التغيير، وذلك بتحويل سورية إلى بلد خال من القمع السياسي، تسوده العدالة الاجتماعية والاقتصادية، لتصبح الذكريات المؤلمة كلها سطوراً في التاريخ، لا نزفاً يوميا يحصد الأرواح، ويزيد في أسباب الفوضى؟ وهل سيتمكن المراقبون من التجول في كافة الأرجاء السورية بحرية؟ وهل سيكون بإمكان وسائل الإعلام العربية والدولية تغطية أماكن التوتر، ونقل تقارير إعلامية محايدة إلى العالم، وما المساحة الإعلامية التي يمكن أن يسمح بها نظام عُرف عنه احتكار الإعلام، وادعاء امتلاك الحقيقة؟. واكدت "الوطن" إن دخول المراقبين لا يعني نهاية الأزمة، فاستمرارها منوط بأمور كثيرة، في مقدمة ذلك، مواقف المعارضة السورية مما جرى ويجري، وآخرها بيان الأمس للمجلس الوطني السورى حول وقف المجازر والمناطق الآمنة وبعثة المراقبين. وختمت الصحيفة بالقول "يستطيع النظام السوري في ظل الظروف الراهنة أن يغرق فريق المراقبين في الكثير من التفاصيل"..مشيرة الى ما لوح به وليد المعلم في مؤتمره الصحفي عقب التوقيع، عندما قال: "إذا كنا سنغرق المراقبين بالتفاصيل فعليهم تعلم السباحة"، وهي جملة ساخرة، لها من الدلالات على عدم الجدية.