الصحيفة أو الجريدة هي مطبوعة لها إصدار يحتوي على مادة إعلامية بصياغة صحافية من أنباء متداولة وآخر أخبار وتحليلات ومقالات رأى وأبواب مخصصة لأفرع الكتابة والأدب، ويمكن حصرها في هدف النشر والتوزيع الذي يتمثَّل في بث أفكار في شكل معلومات وإعلانات، وعادة ما تطبع نسخة على ورق زهيد الثمن. ويمكن أن تكون الصحيفة صحيفة عامة أو متخصصة، وقد تصدر دورية مثل أن تكون يومياً أو أسبوعياً. من أهم مميزات كل صحيفة هي العنونة أو المانشيت، فمثلاً يُقال: معنونات أو مانشيتات الصحافة السُّودانية أو المصرية اليوم كذا وكذا. وجرى العرف على أن يُطلق اسم "صحيفة" على "الجريدة"، إلاَّ أنّه علمياً فإنّ الصحيفة هي كل مطبوعة دورية، وبالتالي يدخل تحت خانتها المجلة التي يعمل بها "صحفيون" أيضاً، إلا أن المجلة تتميز بدورية أطول من الجريدة التي تصدر يومياً أو أسبوعياً، في حين يمكن للمجلة أن تصدر أسبوعياً أو شهرياً أو نصف شهرياً أو فصلياً أي كل ثلاثة أشهر، كما تختلف المجلة عن الجريدة في نوعية الورق ووجود غلاف وقطع مختلف. نُشرت أول صحيفة في التاريخ عام 1605م، ومع دخول القرن العشرين، قاومت الصحف المكتوبة كل الاختراعات التقنية الحديث ابتداءً من المذياع وتعريجاً على التلفاز وانتهاءً بشبكة الإنترنت أو شبكة المعلومات العالمية. ولكن مع بداية القرن ال21 أصبحت الصحافة المكتوبة بشكل عام عرضة للزوال، خاصةً بعد التوسع الهائل الذي تشهده الثورة المعلوماتية والتي يعتبر الإنترنت الفضاء الرئيسي لها. وتنتشر مهنة بيع الجرائد في معظم دول العالم لا سيما الفقيرة منها، حيث تعتبر مصدراً للرزق وزيادةً الدخل، أما في الدول الغنية أو المتقدِّمة معيشياً، فتأتي خدمة توصيل الجرائد للمنازل أو المكاتب أو مكان العمل، ضمن منظومة الخدمات المتعددة التي يتمتع بها المواطن هناك أياً كانت فئته (موظف، طبيب، محامي، أستاذ جامعي، متقاعد عن العمل،....الخ)، حيث يتم توصيل الصحيفة لك في مكانك، نظير سداد ثمنها من راتبك الشهري أو بطاقة الائتمان خاصتك. وتتخذ مهنة بيع الجرائد في السُّودان أشكالاً عدة، منها البيع أو التوزيع عبر نقاط توزيع معينة، وهي ما يُطلق عليها في السودان (الأكشاك) والمفرد (كشك)، حيث يعتمد الكشك في مبيعاته على الجرائد بصورة أساسية، إضافة لبعض المعروضات الأخرى، كالأدوات المكتبية، أو كروت شحن الهواتف النقَّالة، أو حتى (تحويل الرصيد) أو ما يُسمَّى ب(الشحن على الهوا) في بعض البلدان. وفيما يتعلق ببيع الجرائد في السودان، ظهر نمط جديد من أنماط الترويج والتسويق لهذه المهنة، وهو (استئجار الجريدة أو الصحيفة)، والذي يتم فيه استئجار الصحيفة أو عدد من الصحف بواسطة أحد المتصفحين لفترة زمنية محدودة (نصف ساعة أو ربع ساعة على الأكثر) وبسعر أقل من سعرها في حالة الشراء، ثم يقوم بإعادتها للبائع، ليقوم بدوره بتأجيرها لمتصفح جديد، وهكذا يتم تداول الصحيفة الواحدة بين أكثر من متصفح خلال اليوم، ويكون المتصفِّح قد قام بالاطلاع على معظم الجرائد الصادرة في ذلك اليوم أو أغلبها، كما يكون البائع قد استخرج سعرها وأكثر بهذه الفكرة المستحدثة، التي هدف منها الباعة للترويج والبيع الذي يرونه يضعف ويتقهقر بسبب كثرة وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت، والتي تضمن لك تصفحاً كاملاً لعناوين الصحف الصادرة يومياً، وبسعر أقرب للمجان. وكغيرها من المهن في السودان، يعاني باعة الجرائد من بعض المشاكل؛ منها الكساد وضعف الشراء، وإغلاق الصحف ومصادرتها أحياناً بواسطة السلطات الأمنية فجأةً، مما يعني إغلاق باب رزق الباعة في ذلك اليوم، والذي قد يستمر ويمتد لأيام ربما. عموماً تبقى مهنة بيع الجرائد، مهنة شريفة ويتم بواسطتها الحفاظ على مئات الأسر من الضياع ومواجهة شبح الفقر الذي لا يرحم.