التمثيل والفن رسالة اجتماعية أو سياسية يتم إيصالها بشكل أصعب وأكثر احترافية وأكثر تأثيرًا في العقول،لذلك ليس من العجيب أن نشاهد الكثير من الممثلين والعاملين بالسينما والتلفزيون وهم يتجهون للسياسة ويخوضون الانتخابات، بل ويفوزون وينجحون في توجيه الجماهير. ورصد موقع ساسة بوست 6 أمثلة لهولاء النجوم العالميين كالتالى:- 1- أرنولد شوارزنيجر (1947) في أستراليا ومنذ نشأة شوارزنيجر كان اهتمامه بكمال الأجسام والرياضة، لتكون وفاة والده وأخيه سببًا في هروبه للتمثيل، فكانت بداياته في أوائل السبعينات من القرن الماضي بتأديته لأدوار صغيرة في أفلام غير سينمائية، حتى تكون لديه حلم الانتقال إلى أمريكا. فتحت أمريكا أبوابها أمام شوارزنيجر من خلال مسابقات كمال الأجسام منها (مستر يونيفيرس ومستر أوليمبيا)، وساعده في ذلك جو ويدر الذي يرأس الاتحاد الدولي لكمال الأجسام. هاجر شوارزنيجر إلى أمريكا عام 1968، وفاز هناك بلقب مستر يونيفرس 5 مرات وبلقب مستر أوليمبيا 6 مرات. تقدم شوارزنيجر سينمائيًّا بالتوازي مع تفوقه الرياضي، حتى حصل على جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل صاعد عن أدائه في فيلم (Stay Hungry 1976)، ودخل شوارزنيجر إلى هوليوود بفضل جسده الضخم الذي مكنه من الظهور في أدوار صغيرة في أفلام الأكشن في ثمانينات القرن الماضي، منها فيلم (كونان البربري :Conan the Barbrian 1982)، و(المبيد:The Terminator ) بأجزائه الثلاثة. يعتبر زواج شوارزنيجر من ماريا أوينز التي تنتمي إلى عائلة الرئيس الأمريكي جون كينيدي، هو مدخله إلى عالم السياسة، حيث عام 2003 كان دخوله لانتخابات مجلس ولاية كاليفورنيا وفوزه بمقعد الحاكم، ومنذ توليه المنصب عمل على إصلاح الولاية اقتصاديًّا وافتتاح مشروعات جديدة، وإقامة أنشطة لحماية البيئة في كاليفورنيا، أعيد انتخاب شوارزنيجر عام 2006 لفترة ثانية، ومع مرور الولاية بمصاعب مالية كثيرة، بذل شوارزنيجر جهوده للخروج منها، حتى ترك المنصب عام 2011. عاد شوارزنيجر إلى السينما عام 2010 في فيلم (The Expendables) أمام سيلفستر ستالون وجيت لي وبروس ويلز وفان دام، وهو الفيلم الذي تصدر البوكس أوفيس في أول أسبوع لانطلاقه وحقق أرباحًا تصل إلى 28.6 مليون دولار. 2- أل فرانكن (1951) عرف فرانكن في الولاياتالمتحدة على أنه كوميديان ومقدم للبرنامج التلفزيوني الكوميدي “ليلة السبت مباشرة”، والذي بدأ بثه لأول مرة عام 1975، ومستمر حتى الآن، ويعد فرانكن أحد الكتاب الساخرين من السياسة والسياسيين، وتعد شخصية “ستيوارت سمالي” واحدة من أشهر الشخصيات التي مثلها فرانكن في البرنامج الكوميدي “ويك إند أبديت”، حتى أن فرانكن استخدم تلك الشخصية لتأليف كتاب كوميدي عام 1993، ثم حولها إلى فيلم غير ناجح عام 1995 بعنوان “ستيوارت ينقذ عائلته”. فاز فرانكن بأربع جوائز إيمي لكتابته المنوعات والكوميديا والمسلسلات الغنائية. ومن أعمال فرانكن الساخرة من السياسة والسياسيين، تلك المقابلة التي أجراها مع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في باص حملته الانتخابية عام 1976، وبدأ في استعراض بعض النكات الساخرة اللاذعة من القادة الديموقراطيين والجمهوريين، كما عمل فرانكن كمقدم وكاتب لقناة “كوميدي سنترال” أثناء تغطيتها للاتفاقيات بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري من خلال برنامج بعنوان “حيرة: Indecision 92”. لفرانكن ستة كتب ساخرة معظمها يتناول السياسيين والسياسة بشكل عام، حتى أن أحد كتبه بعناون “الحقيقة (مع النكات)” الذي نشر لأول مرة عام 2005، والذي تناول بسخرية لاذعة الحملة الانتخابية للجمهوريين عام 2004، وقد حقق أرباحًا ضخمة وتصدر قائمة نيوورك تايمز للأكثر مبيعًا، وظل متصدرًا القائمة لمدة تسعة أسابيع. أما عن منصب فرانكن السياسي، ففي عام 2007 قرر فرانكن ترك إذاعة “هواء أمريكا” لتحقيق طموحه السياسي، حيث أعلن ترشحه لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا في آخر يوم عرض لبرنامجه الإذاعي، وبالفعل فاز في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي بمقعد الحزب في المجلس، وفي أيام الانتخابات عام 2008 كانت المنافسة حادة بين فرانكن ومنافسه الجمهوري نورم كولمان، وانتهى المطاف بإقامة كولمان دعوى قضائية لرفضه حصول فرانكن على المقعد، حتى وصل الأمر إلى المحكمة العليا في مينيسوتا والتي أصدرت حكمها بفوز فرانكن وبطلان الدعوى. وأصبح فرانكن رسميًّا في المنصب في يوليو 2009. دخل فرانكن الانتخابات للمرة الثانية وحصل على المقعد على حساب مرشح الحزب الجمهوري مايك ماكفادن. 3- رونالد ريجان (1911-2004) ساعدت النشأة الرياضية للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان التي تنوعت بين السباحة وكرة القدم والعدو؛ في حصوله على وظيفة معلق رياضي في إذاعة راديو في لوا عام 1932، وذلك بعد تخرجه مباشرة من جامعة إلينوي التي درس فيها وتخصص في الاقتصاد والاجتماع. ارتبط ريجان بالسينما في هوليود مباشرة، وساعده في ذلك مواهبه التمثيلية التي اكتشفها مبكرًا منذ أن كان في المدرسة الثانوية والجامعة، حيث مثل على خشبة المسرح عددًا من المسرحيات التي نظمتها مدرسته والجامعة بعد ذلك. ففي عام 1937، وقع عقدًا لمدة سبع سنوات مع أستوديوهات وارنر في هوليود، وظل لمدة ثلاثة عقود متتالية يعمل في مجال السينما وظهر في أكثر من 50 فيلمًا. ومن أكثر الأدوار التي اشتهر بها ريجان هو تأديته لدور لاعب كرة القدم في نادي نوتردام جورج جيب عام 1940، بالإضافة إلى تأديته شخصية البطولة في فيلم بعنوان “سهم الملوك” عام 1942. وفي عام 1954، أصبح ريجان مقدم برنامج تلفزيوني حيث تكون في تلك الفترة طموحه السياسية خاصة بعد إدارته نقاشات اقتصادية مع ممثلين للحكومة الأمريكية، وتحولت في تلك الفترة ميول ريجان الليبرالية ليصبح محافظًا. وكانت أولى خطوات ريجان نحو الحياة السياسية في عام 1964، عندما ألقى خطابًا تلفزيونيًّا ممتازًا عن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية حينها باري جولدواتر، وبعد ذلك بعامين وفي أول انتخابات يدخلها ريجان على منصب حاكم ولاية كاليفورنيا؛ فاز فيها على الديمقراطي إدموند براون بفارق مليون صوت، وأصبح حاكم للولاية رسميًّا، ثم أعيد انتخابه لفترة ثانية عام 1970. وفي عام 1980، وبعد محاولات ريجان الفاشلة مع حزبه الجمهوري للترشح للانتخابات الرئاسية، حصل على موافقته أخيرًا ليدخل السباق الرئاسي منافيًا للديمقراطي جيمي كارتر وفاز ريجان في السباق بأكثر من 51% من الأصوات، وأصبح ريجان حينها أكبر رئيس منتخب للولايات المتحدة وهو في عمر 69 عامًا. وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 1984 وفاز حينها بعدد أصوات كبير لم يحصل عليه أي رئيس للولايات المتحدة قبله. وبعد تركه للبيت الأبيض افتتح متحف ومكتبة يحملان اسمه في سيمي فالي في كاليفورنيا، وفي عام 1994 كتب خطابًا للشعب الأمريكي يعلن فيه عن تشخيصه بمرض الزهايمر. 4- كال بن (1977) نشأ كال في نيو جيرسي لأسرة هندية تقليدية مهاجرة، وهناك اكتشف مواهبه التمثيلية مبكرًا عندما كان في المدرسة الثانوية، عارض كال رغبة والديه في أن يصبح محاميًا أو طبيبًا واختار مجال التمثيل، حتى التحق بمدرسة هويل الثانوية التي تمتلك مركزًا متخصصًا في تعليم الفنون المسرحية والجميلة، ثم التحق بجامعة كاليفورنيا فرع لوس أنجلوس وتخصص في علم الاجتماع والفنون التمثيلية. وبجانب اشتراكه في العديد من العروض التمثيلية في المدرسة الثانوية والجامعة، حصل كال على عدة أدوار في عروض تلفزيونية منها “بافي مصاصة الدماء القاتلة” و”المدينة الدائرة” و”صابرينا، الساحرة المراهقة”. ولم يكن كال حتى ذلك الوقت معروفًا بشكل كافٍ للجمهور، حتى قرر تغيير اسمه ليصبح كال بن، وبالفعل زادت العروض لأدوار السينما بنسبة 50%، وفي عام 2001 ظهر في دور كوميدي في فيلم بعنوان “المنتدى الأمريكي”، وفي عام 2002 في فيلم بعنوان “الساخر الوطني فان وايلدر”. وفي عام 2007، رفض في البداية تأدية دور أحمد عمار الإرهابي الشاب في الموسم السادس من مسلسل “24” لاعتقاده أنه يساند العنصرية، ثم قبل بتأدية الدور في نهاية الأمر، وفي نفس العام ظهر كال في دور الطبيب الشاب ضمن فريق تشخيصي في مسلسل "هاوس"ليستمر في المسلسل لموسمين متتاليين. دخل كال بن إلى عالم السياسة عبر حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث كان داعمًا قويًّا وعضوًا في اللجنة السياسية للفنون الوطنية في الحملة. وفي أوائل عام 2009، قبل بمنصب المدير المساعد لمكتب البيت الأبيض للعلاقات العامة، وعاد إلى اسمه الأول كابلن مودي وخدم كعضو في المنظمات (الأمريكية- الآسيوية- دول المحيط الهادي). 5- أميتاب باتشان (1942) قضى باتشان طفولته في مدينة الله آباد الهندية التي ولد فيها، وظل هناك حتى التحق بجامعة دلهي حيث حصل منها على شهادة عليا في الآداب، وبعد تخرجه مباشرة عمل كوسيط للشحن في كالكوتا ثم قرر الانتقال إلى مومباي ليعمل في التجارة من خلال صناعة الأفلام في بوليوود التي بدأ نجمها يبزغ بعد استقلال الهند عن بريطانيا. تحول باتشان إلى ممثل عام 1969 عندما لعب لأول مرة دور البطولة في فيلم سات بندوستاني، وبالرغم أن الفيلم ظل على قوائم البوكس أوفيس إلا أن باتشان ظل هدفه هو لفت أنظار المخرجين له، ومع بدايات السبعينات من القرن الماضي، بدأ باتشان يحصد جماهيريته خاصة بعد بطولته لفيلم زانجير، والذي لفت إليه الأنظار باعتباره بطلًا لأفلام الأكشن. حصل باتشان على العديد من جوائز فانفير الهندية التي تمنح في مجالات السينما والموسيقى، وذلك بعد عدد من الأدوار الهامة التي رسخت في أذهان الجمهور الشكل المثالي عن البطل الطويل الوسيم لأفلام الأكشن، من تلك الأفلام “لاواريس” و”كولي” و”نسيب” و”سلسلة” و”شعرابي” و”جادوجار”. وتطلبت أدواره في العديد من أفلامه في فترة السبعينات والثمانينات أداءً غنائيًّا واستعراضيًّا. ولكن في عام 1982، وبعد تعرضه لحادث خطير أثناء تصوير أحد أفلامه نجا منها بصعوبة، قرر باتشان تغيير مجال عمله من الفن إلى السياسة، حيث قرر ترشحه للانتخابات البرلمانية الهندية، وبالفعل حصل على مقعد في مجلس النواب عام 1984، ولكنها لم تكن رحلة سياسية طويلة، حيث ترك مقعده عام 1987. وفي التسعينات من القرن الماضي بدأت الأضواء حول باتشان تختفي، حتى قرر العودة إلى مجال السينما ولكن من خلال شركة إنتاج خاصة به، وأسسها ليكون هو المدير التنفيذي لها، وهو ما أعاده للتمثيل وللأضواء مرة أخرى. 6- جليندا جاكسون (1936) اكتفت جليندا بالتعليم المدرسي وخرجت من المدرسة الثانوية في عمر 16 عامًا لتعمل في صيدلية في مدينة بيركنهيد الإنجليزية التي ولدت فيها، وبعد عامين من ذلك العمل بدأت في الالتحاق بمسرح الهواة لتمثل على خشبة المسرح لأول مرة، ثم قررت العودة للدراسة وسجلت في الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية في لندن. وقفت جاكسون لأول مرة على خشبة المسرح عام 1957 في أول دور تمثيلي لها، وبعد ذلك بسنوات ظهرت في فيلم بعنوان “هذه الحياة الرياضية” عام 1963 أمام ريتشارد هاريس، وحققت جاكسون نجاحها وشهرتها الأولى من خلال تأديتها لدور في مسرحية من إنتاج شركة شكسبير الملكية، وعرضت المسرحية بعد ذلك في برودواي في الولاياتالمتحدة عام 1965. حصلت جاكسون لأول مرة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية عن أدائها في فيلم “امرأة مغرمة”، وأدت في الفيلم مشاهد جريئة بالرغم من جمالها المتوسط بالنسبة لمقاييس الجمال في ذلك الوقت. ولتثبت إمكانيتها في تنويع أدوارها لعبت جاكسون دور الملكة إليزابيث الأولى مرتين، الأولى في المسلسل التلفزيوني القصير "إليزابيث آر" والأخرى في فيلم "ماري، ملكة الإسكتلنديين"، ونجح المسلسل التلفزيوني القصير بشكل كبير في الولاياتالمتحدة ما جعلها مشهورة لدى الجمهور الأمريكي. وفازت جاكسون بجائزتي إيمي عن أدائها الملكي لدور الملكة إليزابيث. وفازت جاكسون بجائزة أوسكار للمرة الثانية عن أدائها الرومانسي الكوميدي في فيلم “لمسة من الدرجة الأولى” عام 1973 أمام الممثل جورج سيجال، وزادت شهرة جاكسون بعد أدائها لشخصية كليوباترا في مسرحية شكسبير “أنطونيو وكليوباترا” التي عرضت على المسرح في بريطانيا وفي برودواي منذ عام 1976. وفكرت جاكسون في حياتها بعد ترك مجال التمثيل ما دفعها لخوض انتخابات مجلس العموم البريطاني عام 1992، وفازت بمقعد في البرلمان عن مدينتي هامبستيد وهاي جيت. وبعد فترة طويلة من عضويتها في حزب العمل قدمت استقالتها عام 1999، لتركز جهودها على الترشح عن الحزب لمنصب عمدة لندن، ولكنها لم تفلح في العروض التي قدمتها للحزب ليختاروها مرشحة عنه، وعادت إلى مكتبها في البرلمان. وفي الفترة بين 2000 إلى 2004، خدمت جاكسون في جمعية لندن الكبرى لمجلس الوزراء الاستشاري لشؤون التشرد، ولجاكسون مواقف صريحة عديدة منها موقفها المعارض لتدخل بريطانيا في الحرب على العراق.