أحزاب "الصفر" التى لم تحصد أى مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات ومنها الحزب الناصرى والسلام والأحرار والشعب والجبهة والدستورى والتيار المصرى وغيرها من الأحزاب الأخرى تثير العديد من علامات الاستفهام حول جدوى وجودها على الساحة، وغياب تأثيرها فى المشهد السياسى. "المصريون" واجهت رؤساء أحزاب الصفر لبحث الأسباب وراء هذا الفشل.. قال د . محمد أبو العلا – رئيس الحزب الناصرى إن السبب الرئيسى فى عدم حصول الحزب على أى مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات هو تدخل عدة عوامل منها المال السياسى والإسلام السياسى هذا بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية للحزب مشيرا إلى أن الأعضاء داخل الحزب شرعوا فى تخوين بعضهم البعض مما أدى إلى ضعف حجم العضوية داخل الحزب. وأشار إلى أن الحزب بناؤه الرئيسى من العمال والفلاحين، وبالتالى ليس به رموز ذات إمكانيات مادية كما أننا نعانى بشكل كبير من حاجتنا الملحة إلى التعامل مع التكنولوجيا لدرجة أن الحزب بأكمله لا يوجد به سوى 3 أجهزة كمبيوتر فقط على الرغم من أننا فى عصر الاتصالات. وأشار أيضا إلى أن هناك مجموعة من قيادات الحزب اهتمت بالدخول فى تحالفات وهمية فيما يسمى التحالف الديمقراطى الذى يتزعمه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين مؤكدا أن هؤلاء القيادات حاولوا أن يسيروا فى ذيل هذا التحالف على اعتقاد منهم أنهم سيخرجون بشىء إلا أنهم فشلوا فى تحقيق ذلك. وفى السياق ذاته، قال ممدوح قناوى - رئيس الحزب الدستورى الحر - إن هذه العملية الانتخابية نحترم الديمقراطية فيها ونتائجها لأى طرف إلا أنه للأسف هذه الانتخابات تفتقد إلى التنافسية الحقيقية بين الأحزاب لعدم وجود تكافؤ فى الفرص فيما بعضها البعض. واعترف قناوى بأن حزب "الحرية والعدالة" يستحق النجاح الكاسح الذى حققه فى المرحلة الأولى وما سيتبعها لأنه كانت لديهم القدرة الكبيرة فى التواصل مع الجماهير فى الشارع من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية لهم. وأكد أن السبب الرئيسى وراء عدم حصد الحزب الدستورى لأى مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات هو ضعف الإمكانيات المادية للحزب بالإضافة إلى استخدام خصومنا من التيارات الدينية لسلاحى المال والدين، وقال أما أنا كرئيس حزب فليس لدى أى مال و لا استخدم الدين فى السياسة. وقال وحيد الأقصرى، رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، إن عدم حصول الحزب على أى مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات يأتى كنتاج طبيعى لأكثرمن 30 عامًا من ديكورية العمل الحزبى والقيود والأغلال التى فرضت على الأحزاب فى هذه الفترة والتى منعتها من التواصل مع جماهيرها فى الشارع المصرى، الأمر الذى جعل المواطن المصرى البسيط لا يعرف أى شىء عن أسماء الأحزاب وعددها وبرامجها قائلا بسخرية "لا يمكن أن تطلب من الأرض البور أن تحصد لك زرعًا". وأشار بالمقارنة بجماعة الإخوان المسلمين ممثلة فى حزب الحرية والعدالة فسنجد أنها جماعة منظمة ذات أموال ضخمة ولديها هياكل تنظيمية وإدارية، وبالتالى فلا يوجد أى وجه للمقارنة بينها وبين حزبنا مؤكدا أن أحزابنا كانت مجرد ديكور بفعل النظام السابق، والذى نجح فى منع العمل الحزبى داخل التجمعات الطلابية والعمالية. وأكد أن فترة ال 8 أشهر الماضية كاستعداد للأحزاب لخوض الانتخابات الحالية ليست كافية فى ظل الظروف والقيود التى سبق الحديث عنها والتى لم تجعلنا كأحزاب قديمة أن نقوم ببناء قواعدنا الجماهيرية فى الشارع المصرى وسط جماهيرنا. وتوقع الأقصرى، بنظرة تشاؤمية ألا يحصد الحزب أى مقاعد فى المرحلتين الثانية والثالثة لتكرار نفس العوامل التى تسببت فى عدم حصول الحزب على أى مقاعد فى المرحلة الأولى وهى تدخل المال السياسى واستخدام التيارات الإسلامية لسلاح الدين. حلمى سالم – رئيس حزب الأحرار ذكر أن عدم حصول الحزب على أى مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات ليس له أى علاقة بعزلتنا عن الجماهير فى الشارع، ولكن الأمر يرتبط بشكل كبير بضعف الإمكانيات المادية للحزب فنحن نعمل بدون أى موارد مالية تماما، ولكننا نعتمد على تاريخنا وشهرتنا وبرنامجنا وهذا لا يكفى فى رأيى. وأشار إلى أن الناخبين توجهوا فى المرحلة الأولى من الانتخابات إلى الإخوان المسلمين والتى لم يكن لها أى دور فى الماضى أو المشهد السياسى فى السنوات الماضية ولم يكن يسمعون عنهم إلا فى المعتقلات وبعض المسميات مثل "المحظورة" وما إلى ذلك من مسميات أخرى. وأضاف أن الناخبين أرادوا أن يأتوا بهذه الجماعة والتى لم يكن لها دور فى السابق ويريدون الآن أن يكون لهم دور فى المرحلة المقبلة باعتبارهم أكثر من عانوا من اضطهاد النظام السابق الذى مارس الاستبداد ضدهم من خلال اعتقاله لقياداتهم خلال الفترة الماضية. وأكد سالم أن حزب الأحرار لم يقع فى أى أخطاء لكى تكون سبب فى عدم حصوله على أى مقاعد فى المرحلة الأولى من الانتخابات. ويقول أحمد الفضالى – رئيس حزب السلام الديمقراطى إن الحزب حصل على مقعد فى الدائرة الأولى بشمال القاهرة، التى قد تم إلغاء الانتخابات بها وتأجيلها إلى شهر يناير من العام المقبل مؤكدا أن المرحلة الأولى لا ينافس فيها الحزب ولكن معركتنا الحقيقية فى المرحلتين الثانية والثالثة. وتوقع الفضالى ألا يحصد حزب السلام على مقعد واحد فى المرحلتين الثانية والثالثة، لكنه سيحصل على مقاعد كثيرة مؤكدا أن الحزب من أفضل الأحزاب المدنية التى لا تستغل الدين كشعار و لا تستخدم المال والنفوذ فى العملية الانتخابية. وأكد أن حصول الحزب على مقعد واحد فقط فى الدائرة الأولى بالقاهرة ثم إلغاء الانتخابات بها كان بسبب الإمكانيات المادية التى استخدمها الخصوم من التيارات الدينية والتى استخدمت أيضا شعار الدين فى العملية الانتخابية. حسين عبد الرازق، عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع، قال إن حصول الحزب على مقعد واحد فى المرحلة الأولى من الانتخابات كان سببه حجم الترشيحات التى اتفق عليها الحزب مع الكتلة المصرية مشيرا إلى وجود سببين فى فشل التجمع فى حصد مقاعد لا بأس بها فى المرحلة الأولى السبب الأول هو أن ممثلى الحزب فى الكتلة وهم سيد عبدالعال وسمير فياض ومحمد سعيد تهاونوا فى تقديم مرشحى الحزب حيث كان هناك 12 محافظة من محافظات الحزب قدموا قوائمهم لتكون مكملة للحزب. وأشار إلى أن ممثلى الحزب فى الكتلة تفاوضوا بعد ذلك مع حزبى المصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى الاجتماعى وقرروا التنازل عن الترشيح فى المحافظات التى يترشح بها الحزبان واكتفوا بترشيح مرشحينا فى الدائرة الأولى بالفيوم و4 مرشحين على قائمة الكتلة بأسوان وقائمتين للحزب فى الشرقية وقائمة فى الساحل نجح فيها خالد عبد العزيز شعبان مرشح الحزب إلا أنه تم إلغاء الانتخابات فى هذه الدائرة وتأجيلها إلى شهر يناير المقبل. وأكد عبد الرازق أن السبب الثانى وراء فشل الحزب فى الحصول على مقاعد فى المرحله الأولى من الانتخابات هو أن القيادة المركزية التى كانت تدير الحزب خلال السنوات الماضية أدت إلى ضعفه، وبالتالى كانت ترشيحاته للمرشحين فى الانتخابات ضعيفة، ولم يكن أمامه فرصة وبالتالى جاءت المرحلة الأولى بهذا الشكل الهزيل بالنسبة للحزب. واتهم عبد الرازق قيادات الحزب الحالية بأنها المسئولة بشكل كبير فى تشويه صورة حزب التجمع، والذى جعله وكأنه جزء من النظام القديم وكان يتحالف معه فى الفترة الماضية لدرجة أن الحزب أصبح متهمًا بعدم مشاركته فى ثورة 25 يناير على الرغم من مشاركته فيها كما أنه هو الحزب الوحيد الذى قدم 5 شهداء فى الثورة.