تشهد ولاية أدرنه التركية، الحدودية مع اليونان وبلغاريا، توافد مجموعات من اللاجئين السوريين، الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق البر. وأقامت قوات الدرك التركية حاجزًا على الطريق المؤدي إلى الولاية، حيث تقوم بإيقاف اللاجئين المتوجهين إلى الحدود. وإثر ذلك تجمع حوالي 800 لاجئ بينهم نساء وأطفال، في قطعة أرض خالية قرب الحاجز، فيما يحاول مسؤولو الدرك إقناعهم بالعودة إلى الولايات التركية التي جاؤوا منها. كما اتخذت قوات الأمن التركية إجراءاتها على طول الطريق الموصل إلى بوابة بازار كوليه الحدودية مع اليونان، لمنع توجه اللاجئين إليها. وفي محطة الحافلات للسفر بين المدن بحي بيرم باشا في إسطنبول، يتجمع عدد كبير من السوريين بانتظار ركوب حافلات تقلهم إلى أدرنه، وتنتشر فرق مكافحة الشغب وسيارات إسعاف في المحطة للتعامل مع أي أزمة محتملة. وقال رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد شركات حافلات نقل الركاب في تركيا، "بيرول أوزجان" للأناضول، إن "السوريين يأتون في مجموعات إلى محطة الحافلات منذ حوالي شهر، حيث يحاول كثيرون السفر إلى أوروبا برًا بعد فشلهم في السفر عن طريق البحر"، مقدرًا عدد السوريين في المحطة اليوم الثلاثاء، بنحو ألفي شخص. وأوضح أوزجان أنه طُلب منهم عدم نقل اللاجئين السوريين على متن الحافلات، إلا أنه أعرب عن اعتراضه على هذا المنع قائلًا إن "حرية التنقل مكفولة في تركيا، وليس بوسع شركات الحافلات رفض بيع التذاكر للسوريين، فمهمتنا نقل المسافرين، هل سندفع غرامة لأدائنا عملنا؟! إن مثل هذه الغرامة مخالفة للقانون". وفي السياق ذاته، أكد نائب المستشارة الألمانية "سيغمار غابرييل"، في تصريحات صحفية اليوم ببرلين، "ضرورة تقديم المساعدة لتركيا للتعامل مع اللاجئين"، قائلًا إن "تركيا استنفدت طاقتها الاستيعابية، وبذلت مجهودات كبيرة مع اللاجئين خلال السنوات الماضية"، كما أشار إلى ضرورة تقديم المساعدة للدول الأخرى المجاورة لسوريا. وأضاف غابرييل أن نفاد الطاقة الاستيعابية لألمانيا والمشاكل الأمنية دفعتها لإعادة المراقبة على حدودها، مؤكدًا أن ذلك لا يعني إحداث أي تغيير على حق اللجوء.