أبدت قناة "العالم" الإيرانية شماتة في الجنود الإماراتيين ال45, الذين لقوا مصرعهم في اليمن, ووصفتهم ب"الغزاة والمرتزقة", على حد قولها. وقالت "العالم" في تقرير لها في 5 سبتمبر إن ما سمته الجيش اليمني, في إشارة إلى ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أطلق صاروخا باليستيا من نوعية "توتشكا" على معسكر للقوات الإماراتية والسعودية بمنطقة صافر بمحافظة مأرب اليمنية. وتابعت أن الصاروخ أدى إلى اشتعال النيران في المعسكر بالكامل, بالإضافة إلى تدمير طائرات أباتشي وعدد من المنصات لإطلاق الصواريخ ومعدات سعودية وإماراتية, على حد قولها. ووصفت "العالم" جنود التحالف العربي والذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات، ب"المرتزقة والغزاة". وكان الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله ,المستشار السياسي لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد, قال إن الصاروخ الذي أدى إلى استشهاد 45 من جنود بلاده في اليمن, هو صاروخ إيراني. وفي حسابه على "تويتر", أضاف الأكاديمي الإماراتي أن "إيران مسئولة مسئولية كاملة عن استشهاد الجنود الإماراتيين ال45 , وستدفع الثمن". ولم يعرف كيف ستتمكن الإمارات من أن تجعل إيران تدفع الثمن, على الرغم من أنهما أكبر شريكين تجاريين بالمنطقة. وأعلنت الإمارات الحداد الرسمي على أرواح جنودها الذين استشهدوا في اليمن, والذين بلغ عددهم طبقا لبيان رسمي 45. وكانت السلطات في أبوظبي قالت إن هؤلاء الجنود سقطوا جراء انفجار بمخزن أسلحة في اليمن، لكن جماعة الحوثي قالت إنها أطلقت صاروخا أصاب تجمعا للقوات الإماراتية. ويقيم أحمد نجل الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح الحليف الرئيس للحوثيين في أبوظبي. وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية قد نعت في وقت سابق الجمعة 4 سبتمبر 22 من جنودها قتلوا أثناء مشاركتهم في عمليات التحالف العربي باليمن. وقالت وكالة أنباء الإمارات إن عدد الجنود الإماراتيين الذين قتلوا في اليمن الجمعة 4 سبتمبر ارتفع إلى 45 قتيلا بعد وفاة 23 جنديا متأثرين بجراحهم، في حين أعلنت البحرين مقتل خمسة من جنودها أثناء مشاركتهم في الدفاع عن الحدود الجنوبية للسعودية. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الجنود قتلوا نتيجة انفجار في اللواء 107 الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمرابط في منطقة صافر بمحافظة مأرب (شرق صنعاء)، دون أن تشير إلى أسباب الانفجار. وهذا أكبر عدد من القتلى الإماراتيين بعد ستة أشهر من مشاركة الإمارات في التحالف العربي، وكانت قد أعلنت في السابق مقتل ثمانية من جنودها في اليمن، بينهم ثلاثة في الثامن من أغسطس الماضي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتعقيبا على هذا التطور, قال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في حسابه على "تويتر" إن "تضحيات شهداء الواجب تزيدنا فخرا واعتزازا بوقفة الإمارات مع شقيقتها السعودية بصد العدوان عن اليمن والمنطقة". وحسب "الجزيرة", أكدت مصادر عسكرية يمنية وقوع انفجار "عرضي" صباح الجمعة في مستودع للذخيرة في محافظة مأرب، أسفر عن سقوط قتلى بينهم "جنود من التحالف العربي". وأضافت المصادر ذاتها أن التحالف أرسل الأسبوع الحالي تعزيزات عسكرية، بما في ذلك دبابات ومركبات مدرعة وقاذفات صواريخ وعاملون في إزالة الألغام وناقلات جند ومروحيات أباتشي ومصفحات. وفي المقابل، قال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخ توشكا، وهو من الصواريخ الباليستية، على "معسكر للجيش في صافر مما أسفر عن مقتل العشرات من الضباط والجنود"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. لكن عبده الحذيفي وزير الداخلية في حكومة هادي أكد للوكالة أن الانفجار في صافر "عرضي لأن الذخيرة تم تخزينها بشكل غير صحيح". وبدوره. كشف الصحفي اليمني عباس الضالعي عن هوية مطلق الصاروخ على معسكر 107 صافر الذي أسفر عن استشهاد العشرات من قوات التحالف العربي, وقال الضالعي في تغريدة له إن من قام بإطلاق الصاروخ على معسكر 107 في صافر ونتج عنه ستشهاد 45 من جنود الإمارات هو محافظ محافظة المحويت أحمد علي محسن الأحول وأولاده، وهم من الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله أحمد المقيم بأبوظبي. ومن ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن القيادة العامة لقوة دفاع البحرين أن خمسة من جنودها قتلوا في 4 سبتمبر "أثناء قيامهم بتأدية واجبهم الوطني المقدس في المشاركة بالدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية". ولم تحدد الوكالة المكان الذي قتل فيه الجنود، لكن البحرين شريك في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي في اليمن ضد جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وكانت مجموعة من الشباب في الإمارات طالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتقال أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وسفير اليمن السابق في الإمارات, بعد تقاريرتفيد بضلوعه بعملية استهداف قوات التحالف العربي باليمن بصواريخ أرض جو, مما أدى إلى استشهاد 45 جندي إماراتي وإصابة عدد من الجنود اليمنيين والسعوديين والبحرينيين. ويشير خبراء في الشأن الخليجي، إلى أن ما حدث في اليمن بمقتل العشرات من جنود الإمارات على يد ميليشيا الحوثي وصالح وبدعم من إيران، يجعل أبوظبي تعيد التفكير من جديد في علاقاتها بإيران, حيث أن طهران تأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للإمارات. يذكر أن إيران تحتل منذ سنوات طويلة ثلاث من جزر الإمارات في الخليج .