لقي 3 أشخاص حتفهم، اليوم الأحد، على أيدي مسلّحين ينتمون إلى "شعوب الفولاني" (شعوب مستقرة غرب أفريقيا)، في "مالا"، وسط أفريقيا الوسطى، بحسب نائب محافظ المدينة، "لوسيان مبايغوتو". وقال مبايغوتو، في تصريح لمراسل "الأناضول"، إنّ "3 أشخاص قتلوا على أيدي مسلّحين من شعوب الفولاني، بمدينة مالا وسط البلاد". وأفاد شهود عيان، في تصريحات للأناضول، أنّ "الجناة ينتمون إلى تحالف سيليكا (ائتلاف سياسي وعسكري مسلم)، وقد كانوا مدجّجين بالسلاح، لدى اقتحامهم لبلدة "كوما"، الواقعة على بعد 10 كم من مالا، حيث قتلوا 3 أشخاص، قبل أن يفرّوا عائدين إلى المدينة الأخيرة، على بعد حوالي 350 كم من العاصمة بانغي". وبحسب المصادر نفسها، فإنّ الهجوم زرع الهلع والخوف في قلوب سكان البلدة، البالغ عددهم ألف و700 شخص، حيث تحصّنوا بالأدغال القريبة خوفاً من هجمات جديدة. ويأتي هذا الهجوم بعد 24 ساعة من هجوم أوّل، نُسب إلى عناصر "سيليكا"، واستهدف قرية "ديكوا" الواقعة على بعد 72 كم من مالا، دون أن يسفر على ضحايا. ومن جهته، رأى لوسيان مبايغوتو، أنّ عناصر "سيليكا" المشتبه في تورّطها في الهجومين، تنتمي إلى مجموعتين مختلفتين، موضحا أنّ "المجموعة التي هاجمت ديكوا، ليلة البارحة، منشقة عن "الجبهة الوطنية لإعادة إعمار أفريقيا الوسطى"، الجناح المتشدّد لتحالف سيليكا، في حين أنّ الفولانيين المسلّحين هم من هاجم سكان مالا المسالمين". وأدّى سقوط الرئيس، "فرونسوا بوزيزي"، في مارس 2013، على يد تحالف "سيليكا"، إلى انزلاق أفريقيا الوسطى في أتون حرب أهلية طائفية مريعة، ذهب ضحيتها الآلاف بين قتلى ومهجرين. ورغم تدخل القوات الدولية (البعثة العسكرية الفرنسية سانغريس وبعثة مينوسكا الأممية) لوضع حد للأزمة ما بين 2013 و2014، إلا أن مناطق بأكملها لازالت، إلى اليوم، تحت سيطرة الجماعات المسلحة.