تزامنت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا، والتي بدأها أمس الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام، مع زيارة كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وهو الأمر الذي وضع العديد من التساؤلات حول هذا الأمر مصادفة أم تم التحضير له؟. لا خلاف على أن زيارة "السيسي"، في رابع لقاء يجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لها وضع خاص وذلك في إطار سعي القيادة المصرية إلى تقارب العلاقات مع موسكو، وبالرغم من أن زيارة كل من العاهل الأردني، وولي العهد الإماراتي، جاءت لحضور المعرض الدولي للفضاء والطيران ماكس، والذي يصادف دورته السنوية، إلا أن هناك ثمة ارتباط بين تواجد الزعماء الثلاثة في ذات التوقيت. وبدوره أوضح الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، مستشار ولي عهد أبوظبي، أن تواجد الزعماء العرب في روسيا يأتي تلبية لدعوة الرئيس بوتين وإقرارًا بأهمية دور موسكو في المنطقة، مؤكدًا أن الزيارة فرصة للحديث مع صناع القرار في البلاد حول العديد من الملفات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف السوري. وأشار مستشار "بن زايد"، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الأربعاء، إلى أن روسيا لها دور ملحوظ في حل الأزمة السورية، مؤكدًا أن الدول العربية في المنطقة كمصر والسعودية والإمارات ترغب في أن يكون لموسكو دور في إرساء الاستقرار في المنطقة، كما أن التواجد الكثيف في موسكو دليل على الدور الروسي الهام في المنطقة العربية. وقالت "سبوتنيك"، في سياق تقرير لها عن زيارة الزعماء الثلاثة، إن القادة العرب ينظرون إلى روسيا باعتبارها "نقطة ارتكاز" جديدة، مرجعة السبب في ذلك إلى أن روسيا تنتهج "سياسة خارجية مستقلة"، والتزامها تجاه حلفائها، إضافة إلى جهودها لتشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب، أكبر من النهج الأمريكي الذي يقتصر على التعاون مع "الحلفاء" فقط في الشرق الأوسط، في تحالفها ضد حركة "داعش" الإرهابية. والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، بمقر إقامته، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بعد جلسة عقدها أمس مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان والذي غادر إلى بلاده عقب اللقاء. وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤتمرًا صحفيًا، عصر اليوم بتوقيت مصر، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتفقا من خلاله على بذل المزيد من الجهد لدعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوحيد الجهود للتغلب على المصاعب الاقتصادية.