"المنع من النشر".. ربما كانت أحد أهم مكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي قضت على سياسة القمع التي أنتجها حسنى مبارك مع الصحافة والصحفيين حينها إلا أن المشهد بدأ يعود إلى الوراء مؤخرًا. عادت من جديد سياسة وقف الصحف لاعتراض النظام على مقالات الكتاب سواء كانوا رؤساء تحرير تلك الصحف أو كتاب رأى بارزين، كان آخر المقالات التي منعت من النشر وتم وقف ومصادرة الطبع مقال الكاتب الصحفي جمال سلطان بجريدة "المصريون" دون أسباب واضحة سوى رفض المقال الذي حمل عنوان "لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي"، حيث انتقد فيه سلطان انشغال الرئيس بتجديد الخطاب الديني مقارنة بقضايا أخرى لم تحظ بالاهتمام المطلوب. وفي اليوم نفسه منعت جريدة الصباح الأسبوعية من الطباعة اعتراضًا على مقال محمد بدران، رئيس حزب "مستقبل وطن" يحمل عنوان "كيف تكون طفلًا للرئيس في 9 خطوات"، وعلى غرار هذا تمت مصادرة الجريدة وإيقاف العدد، بتهمة أنها تحمل نوعًا من النقد للنظام والحكومة الحالية. وكانت من أبرز المقالات الممنوعة مؤخرًا.. مقالة الكاتب بلال فضل في جريدة الشروق بعنوان "الماريشال السياسي"، لأنه تكلم فيها عن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو ومحمد حسنين هيكل. وحينها صرح بلال من خلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلًا فيها: "أفتخر أنني ساهمت بكتابتي في إسقاط الإخوان، لكن ذلك لم يمنعني من مهاجمة اختطاف 30 يونيو لعسكرة البلد وعودة دولة القمع، وفخور بكل ما كتبته، للأسف لم أتعود على الكتابة في الفضاء الإلكتروني، وسأبحث عن صحيفة لا تخدع القراء بشعارات عن حرية الرأي التي يتم خنقها كل يوم". ولم يكن بلال فضل الوحيد الذي تم منع مقالاته، فكان الكاتب وائل قنديل منع له عدد مقالات من جريدة "الشروق"، منها مقالة تحت عنوان "الهولوكوست المصري" والتي انتقد فيه دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي للاحتشاد في الميادين يوم 26 يوليو وإعطائه تفويضًا. ومقال آخر له، يحمل عنوان "على جثثنا أيها القيصر" وهو يبدأ بقصيدة شعرية تقول: "أنعم بطيب الإقامة ورغد العيش فوق جثثنا.. استمر شهورًا وسنوات أخرى واشرب نخب سلطتك من جماجم شعبك.. هل أعجبك المذاق؟ اشرب أكثر واستمتع فداؤك ألف مصر ومصر فداؤك ألف شعب وشعب". كما تم منع بعض المقالات الخاصة بالدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، في جريدة الأهرام تحمل عنوان "إنذار مبكر لكل مَن يحكم مصر"، وكان عبد الفتاح يتحدث فيها قائلًا: "لن تسرقوا الثورة هذا كلام موجه إلى كل صاحب سلطة سيأتي لحكم مصر لن نتركه لحظة يمارس استبدادًا، وإني لأعجب كيف تفتقت أذهانكم أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية معا أليس ذلك مشروع فرعون".