بالتزامن مع خروج مظاهرات في صنعاء وعدة مدن أخرى للتنديد بإعلان حكومة الوفاق الوطني من طرف واحد دون مشاركة شباب الثورة فيها ، فوجيء اليمنيون بلفتة رائعة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وجه بتقديم النفط لهم وتوفير كافة احتياجاتهم المعيشية . وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية " واس " أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة نقل خلاله توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم كل احتياجات اليمن الملحة وفي مقدمتها المشتقات النفطية ، موضحة أنه شدد على دعم المملكة لليمن في كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تكريس وحفظ أمن واستقراره . وأضافت الوكالة أن الفيصل أجرى أيضا اتصالا هاتفيا بنائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نقل خلاله تهاني الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومة وشعب السعودية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في اليمن واللجنة العسكرية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ومن جانبه، أكد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن المساعدات السعودية تعكس مكانة ومتانة العلاقات بين البلدين. وبالنظر إلى أن قرار العاهل السعودي جاء متزامنا مع استمرار المظاهرات المنددة بتشكيل حكومة الوفاق في اليمن ، فقد أكد كثيرون أنه يهدف لطمأنة ثوار ساحات التغيير في اليمن بأن الرياض لن تسمح للرئيس علي عبد الله صالح بالالتفاف على المبادرة الخليجية ، خاصة وأن الانتقادات لحكومة الوفاق برئاسة المعارض محمد سالم باسندوة تنصب على وجود وزراء ضمن تشكيلتها من الحزب الحاكم تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين . وبالنظر إلى أن هذا الأمر ضاعف شكوك الثوار حول ممارسة صالح لصلاحياته من وراء الكواليس ، فقد جاء قرار العاهل السعودي ليبعث لهم برسالة طمأنة بأن السعودية ستشرف على تنفيذ كافة بنود المبادرة الخليجية وستدعم حكومة باسندوة في مواجهة أية مخططات لإفشال مهامها . وكان آلاف الأشخاص خرجوا في مظاهرة في 11 ديسمبر انطلقت من ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه الشوارع الخلفية والساحات وهم يرددون هتافات تندد بإعلان حكومة الوفاق الوطني من طرف واحد دون مشاركة شباب الثورة فيها. وحمل المتظاهرون لافتات كبيرة تندد بتشكيل الحكومة برئاسة المعارض محمد سالم باسندوة ، كتب على بعضها "حكومة الوفاق لا تعني المحتجين"، و"المناصفة لن تحل مشاكل اليمن"، و"لا لحكومة الوفاق"، و"لا شراكة مع القتلة". وشهدت محافظات تعز وإب وذمار مظاهرات مماثلة ردد خلالها الآلاف من المتظاهرين الهتافات المنددة بإعلان حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة التي أدت في 10 ديسمبر اليمين الدستورية أمام نائب رئيس الجمهورية عبد ربه هادي منصور ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر. وكان تشكيل حكومة الوفاق الوطني مناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة التي ينتمي إليها باسندوة جاء تنفيذا للاتفاق الموقع في الرياض في 23 نوفمبر الماضي بشأن تطبيق المبادرة الخليجية التي نصت على تنحي الرئيس علي عبد الله صالح خلال تسعين يوما من توقيع الاتفاق بعد التنازل عن صلاحياته لنائبه هادي منصور الذي سيشرف على عمل حكومة الوفاق التي ستعد لانتخابات رئاسية في فبراير المقبل. وبالنظر إلى وقوع اشتباكات بعد توقيع المبادرة في تعز وصنعاء بين موالين للثوار وقوات الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني ، فقد تحدث كثيرون عن مؤامرة يقودها صالح من وراء الكواليس لإجهاض المبادرة الخليجية ، إلا أن العاهل السعودي كان له رأي آخر وطمأن الثوار وباسندوة في آن واحد.