رئيس برلمانية حزب التجمع يطالب بمراجعة أي مواد تصيب الخريطة الانتخابية بعدم الاستقرار    "التميز في النشر العلمي الدولي" ورش عمل بجامعة حلوان    برواتب تصل إلى 290 دينار أردني شهريًا.. وظائف خالية اليوم    «التضامن» تقر قيد 6 جمعيات فى 4 محافظات    توريد 408 آلاف طن من القمح بصوامع المحافظة منذ بدء موسم 2025.    الأهلي كابيتال تبيع كامل حصتها في مصر للأسمنت قنا بقيمة 288 مليون جنيه    الحكومة تستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع.. 2000 كم و60 محطة لنقلة حضارية في النقل الأخضر    رئيس شركة "شل" يؤكد للسيسي الحرص على الشراكة الاستراتيجية مع قطاع البترول والغاز المصري    اعتماد المخطط التفصيلي ل4 قرى بمدينة طلخا في الدقهلية    الجامعة العربية: فقدان التنوع البيولوجى تهديد مباشر لرفاهية الإنسان وأمن المجتمعات    مصر والإمارات تبحثان تطورات مفاوضات اتفاق الشراكة الاستراتيجية    غولان يحمّل نتنياهو مسؤولية "تعريض اليهود للخطر"    واشنطن تشتعل صدىً لغزة.. هجوم يهز المتحف اليهودي بشعار "الحرية لفلسطين"|التفاصيل الكاملة    فرنسا تصمم على الاعتراف بدولة فلسطين.. ووزير الخارجية: غزة أصبحت فخا للموت    معاريف: إطلاق النار بواشنطن ثاني فشل ل الموساد خلال عام    هآرتس: إسرائيل في طريقها لتصبح منبوذة وعليها إنهاء الحرب    مواعيد مباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025    سيارات معجونة مثل الكانز.. حادث دائري البساتين نتج عنه مقتل شخص وإصابة 15    تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 22-5-2025 فى الإسماعيلية.. فيديو    محافظ الفيوم يشهد حفل توديع حجاج الجمعيات والمؤسسات الأهلية    ضبط 19 متهم وبحوزتهم كمية من المواد المخدرة ببورسعيد    إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالفيوم    ضبط المدير المسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    الأحد.. وزير الثقافة يدشن تطبيق "ذاكرة المدينة" الخاص بجهاز التنسيق الحضاري    الليلة.. قصور الثقافة تقيم معرض تجربة شخصية بالعريش ضمن مشروع المعارض الطوافة    وزارة الصحة تنظم ورشة عمل لتصحيح السلوكيات والممارسات أثناء عيد الأضحى    قائد الجودة الصحية في مصر.. أحمد طه يفوز بجائزة الطبيب العربي لعام 2025 من «وزراء الصحة العرب»    جامعة المنيا تختتم مهرجان حصاد كلية التربية النوعية    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp 23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    عاصي الحلاني يختتم مهرجان القبيات الفني في لبنان أغسطس المقبل    جدول ترتيب الدوري السعودي قبل مباريات اليوم    بطولة أحمد داش.. الفيلم الأقل جماهيرية في شباك تذاكر السينما    مواجهات حاسمة في نصف نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام الاتفاق في الدوري السعودي    امتحانات الثانوية العامة السنوات السابقة pdf.. امتحان الأحياء للصف الثالث الثانوي (أسئلة وأجوبة)    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي 2025 في محافظة القاهرة (فور ظهورها)    الاحتلال الإسرائيلى يحرق مستودع الأدوية بمستشفى العودة شمال غزة    نصف نهائي بطولة أفريقيا لليد.. الموعد والقناة الناقلة لمباراة الزمالك والترجي    وزير الصحة يبحث مع ممثلي «البنك الدولي» دعم البنية التحتية لمشاريع «حياة كريمة»    سعر الدولار اليوم الخميس 22 مايو 2025 في البنك المركزي    سول: بيونج يانج أطلقت عدة صواريخ كروز باتجاه البحر الشرقى    تقرير رسمى: تحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ بداية العام وحتى الآن    دوري أبطال إفريقيا.. بيراميدز يشارك في حفل "كاف" للكشف عن الشكل الجديد لكأس الأبطال    «فولكانو ديسكفري»: نشاط زلزالي محتمل في الإسكندرية أو القرب منها    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن    تحقيقات «حادث الواحات»: تجاهل استخراج التصاريح والتنسيق مع جهات توصيل الغاز وراء الانفجار    الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" يفوز بجائزة في مهرجان كان السينمائي 2025    المستشار عبد الرزاق شعيب يفتتح صرحا جديدا لقضايا الدولة بمدينة بورسعيد    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    الزمالك يُكثف استعداداته لمواجهة بتروجت في دوري نايل    امتدح بوستيكوجلو دون ذكر اسمه.. صلاح يهنئ توتنهام بعد التتويج بالدوري الأوروبي    عمرو درويش: تعديل قانون انتخابات النواب والشيوخ لمراعاة التوازن والتوزيع العادل للسكان    الاسم زوج..والفعل «مستعار»    خالد الجندي: الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة «جائزة» بشروط شرعية    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خاشقجي: الدعم السعودي لمصر.. انتهى
نشر في المصريون يوم 16 - 08 - 2015


الإعلامي السعودية في حواره مع «المصريون»
· الجمهوريات العربية «دول مماليك»

· كنت أتمنى أن أسمع من السيسى جملة: لا أتفق مع «هيكل» فيما قاله ضد المملكة
· هجوم بعض الإعلاميين المصريين ضد السعودية برضا رسمى
· لهذه الأسباب السعودية لا ترعى مصالحة بين الإخوان والسيسى
· الديمقراطية هى الحل لإنقاذ مصر
· السعودية الآن فى معرض كسب الأصدقاء وتحييد الخصوم.. فكيف ببلد شقيق ومهم كمصر؟
· الموقف المصرى تجاه بشار والثورة السورية سيكون حاسمًا لعلاقتها مع السعودية
· المنطقة مقبلة على تحرك سعودى وتركى
· المشروع السعودى الآن يقوم على أمرين: مواجهة الإرهاب ووقف التمدد الإيرانى فى المنطقة
· هناك مشرق عربى جديد ولد فى 2011 سينهى المشرق الذى ولد قبل مائة عام فى أعقاب انهيار الخلافة العثمانية
· الحديث عن مشاركة ثلاثة آلاف جندى مصر باليمن من أكاذيب الحوثيين
· علاقات القاهرة مع الحوثيين لا تزعج الرياض
· الإمارات شاركت باقتدار فى معركة عدن بكتيبة ومدرعات
· السعودية تتعامل بواقعية مع أحزاب الإسلام السياسى فى المنطقة.. لا تفضلهم ولا تلغيهم.. وتعرف أنهم قوة سياسية واجتماعية مؤثرة
· نعم، هناك قلق خليجى من الإسلام السياسى
· فكرة التنظيم والسرية تقلق الخليجيين وعلى الإسلاميين التخلى عنها فى الخليج
· الربيع العربى تطور طبيعى للتاريخ واستحقاق حقيقى يجب التعامل معه لا مصادمته
· السعودية لم تعد ترهن قرارها برضا أو غضب أمريكا

تعريف : جمال خاشقجي، إعلامى وكاتب صحفى سعودى مرموق، رأس تحرير صحف سعودية، كما يكتب مقالة ثابتة فى صحيفة الحياة اللندنية، وله عدد من المؤلفات، كما قدم بانتظام تحليلات سياسية لقنوات فضائية عربية وأجنبية كبرى ويعمل حاليًا مدير عام قناة العرب الفضائية

جمال خاشقجي، الإعلامي والكاتب، والصحفي السعودي، هو حالة خاصة في الخليج، لما تثيره آراؤه عادة من جدل وحوارات ساخنة، لذلك تجده في حالة اشتباك دائم ، لا الإسلاميون يرضون عنه، ولا الليبراليون يستريحون له، ولا المؤيدون للسياسات الرسمية يتحمسون له ولا المعارضون يطمئنون لآرائه، ربما لأنه يحافظ على مساحة من الاستقلالية في الموقف والرأي السياسي لا يستوعبها المناخ العام المنقسم والمنحاز في دنيا العرب اليوم.
خاشقجي اشتبك مع الإعلام المصري مؤخرًا في جدال ونقاشات ساخنة، وقوبل بهجوم عنيف وحاد من بعض الإعلاميين في مصر، وأثارت آراؤه ضجة علق عليها السفير السعودي نفسه في القاهرة أحمد القطان، فكان اهتمامنا بالتواصل معه وإجراء حوار مباشر وصريح عبر منبر صحفي مصري، أملا أن تكون وجهة نظره كاملة وكافية، رغم قناعتنا أنها رغم ذلك ستبعث المزيد من الجدل والنقاش .

· زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى مصر، جاءت بعد أن شهدت العلاقات سحابة من التوتر، برأيك هل نجحت الزيارة فى تحقيق هدفها، خاصة فى ظل الاستقبال الحميمى من السيسى لولى ولى العهد، أم لا يزال هناك العديد من الملفات العالقة بين الجانبين؟
- من الواضح أنها نجحت، فثمة بيان القاهرة الذى يؤسس لخطة شراكة بين البلدين ثنائيا وعلى مستوى المنطقة، السعودية الآن فى معرض كسب الأصدقاء وتحييد الخصوم، فكيف ببلد شقيق ومهم كمصر، بالتأكيد تريدها المملكة معها وهى تقود المشروع الوحيد القادر على إنقاذ المنطقة .
- بالطبع البيانات بين الدول أشبه ما تكون بخطاب إعلان نوايا، وحتى الآن يبدو أن العلاقة ناجحة، والبلدان استطاعا تجاوز اختلاف فى وجهات النظر، فى اليمن ثمة توافق وتعاون، أما فى سوريا حيث كان هناك اختلاف سابق أقر بوجوده السفير السعودى بالقاهرة الأستاذ القطان، ولكنه أيضًا أشار إلى تجاوزه، المنطقة مقبلة على تحرك سعودى وتركي، ومن الجيد أن يكون لمصر دور بجوار جناحها الآخر، السعودية ولا يستمر غيابها
· يرى كثير من المراقبين أن العلاقات المصرية السعودية شهدت تغييرًا ملحوظًا فى عهد الملك سلمان عما كان الأمر عليه فى عهد الملك عبد الله يرحمه الله، هل توافق على ذلك، وما أسباب التحول إن وجد؟
· ثمة سياسة سعودية ثابتة لا تتغير بتغير الملوك والرؤساء فى البلدين، هى حرص المملكة على علاقة ممتازة مع مصر، السعودية تشعر باطمئنان أكبر ومصر معها، لذلك لا أحسب أن تحولات الحكم فى السعودية ستؤدى إلى تغيير جذري، ولكن لكل زمن رجاله وسياسته، الظروف تغيرت، السعودية اليوم وسط مشروع كبير قوامه أمران مهمان، الأول: وقف حالة الانهيار الجارى فى المنطقة والمسبب للإرهاب، لاحظ أنها وهى محاربة شرسة للإرهاب ولكنها لم تقدم مواجهته على مواجهة بشار كما أراد الروس، وكذلك المصريين أو لنقل الإعلام المصري، الثاني: طى صفحة إيران فى المنطقة، أحسب وهذا رأيى كمراقب سعودى أن هذين الهدفين مسيطران على السياسة الخارجية السعودية، من التزم بهما فهو صديق وحليف، ومن عارضهما فهو خصم، هذه هى المسائل التى ستحدد بها شكل العلاقة وليس تغيير القيادة والله أعلم .

· السيسى فى كلمته بحضور الأمير محمد بن سلمان قال إن مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومى العربى، إلى من يرسل هذه الإشارة فى هذا التوقيت؟ وهل يمكن أن نرى لذلك انعكاسات إيجابية على صعيد التنسيق العسكرى بين البلدين فى ملف اليمن؟

· ثمة مشاركة مصرية فى اليمن، ودعم منها سياسى ولوجستي، وبقدر ما ستتوافق الرؤية السعودية والمصرية فى حل الأزمات الجارية من حولنا ستنعكس هذه الإشارة التى أشار إليها الرئيس السيسي، لنأخذ مثلا تصريح وزير الخارجية السعودى عادل الجبير قبل أيام مع نظيره الإيطالى عندما قال إنه لا مكان لبشار ونفضل أن يمضى سلما من خلال اتفاق جنيف أو غيره وإن لم يكن كذلك سيخرج بعمل عسكري، هذا التصريح يكشف المدى الذى ستذهب إليه المملكة فى مشروعها السوري، هل مصر مستعدة أن تشاركها فيه؟ خاصة أن أشد مناصرى المملكة فيه هما قطر وتركيا وبين الثلاثة تعاون كبير، قد يأتى وقت تكون فيه حاجة لقوات عربية لحفظ الأمن فى سوريا تتعامل مع قوى إسلامية صاعدة هناك، هل مصر مستعدة لشراكة كهذه، السياسة لا يمكن أن تكون وفق ما نحب خاصة عندما تجرى خارج أرضنا، النوايا طيبة فنسأل الله ان تستمر كذلك، إذ لا يجوز أن تغيب مصر عن هذه الولادة الجديدة للمشرق العربي، وهى ولادة قد ترسم شرق عربى جديد غير ما نتج عن ذلك الشرق الذى ولد عقب سقوط الدول العثمانية وعاش متعثرًا لمائة عام ثم انهار فى 2011 .
· مصادر يمنية موالية للحوثى تردد أن هناك ثلاثة آلاف عسكرى مصرى فى جنوب اليمن لدعم قوات الرئيس هادى، فى نظرك ما مدى مصداقية هذا الكلام، وعلى ماذا يدل ؟

فى هذا الزمن من الصعب إخفاء 3000 عسكرى مصري، بالتأكيد لا يوجد مثل هذا العدد فى اليمن، والحوثيون أخذوا أسوأ ما عند الإيرانيين، الكذب، الإمارات مثلا شاركت باقتدار فى معركة عدن بكتيبة ومدرعات، قبل أن يصدر منها ما يؤكد هذه المشاركة البطولية، عرفنا جميعا بتفاصيل مشاركتها وبالصور من خلال السوشيال ميديا، لو كان هناك 3000 عسكرى مصرى لرأيناهم.
· قام السيسى بأكثر من زيارة إلى السعودية خلال الشهور الأخيرة، وتزامنت إحداها مع زيارة للشيخ تميم بن حمد أمير قطر والرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى المملكة ما أثار تكهنات واسعة آنذاك حول وساطة سعودية بين النظام فى مصر والدولتين الداعمتين للإخوان، واحتمالية عقد لقاءات بينهما و بين الرئيس المصرى، لكن هذا لم يحصل، فهل كانت بالفعل هناك ترتيبات من هذا القبيل، وما رد الفعل المصرى عليها؟
الذى أعرفه، وسمعته أن موضوع المصالحة بين مصر وتركيا أو مصر وقطر لم تطرحه المملكة أبدًا، هى تسأل ما موقفكم من مصر؟ ولكن لا تذهب أكثر من هذا، كأنها تقول إنها قضية معقدة وأنا أريد علاقة جيدة مع الجميع .
أما المصالحة مع الإخوان، فلم أسمع لحظة بوجود مبادرة كهذه، ولعلها أكثر تعقيدًا من سابقتها، ذلك أنها حساسة وترقى أن تكون تدخلاً فى السياسة الداخلية المصرية، كما أن الحالة لم ترق بعد أن تكون "أزمة" تهدد الاستقرار، إنها مسألة يمكن تأجيلها للزمن، والزمن والتاريخ لديه أدواته.

· قلت فى بداية وصول الملك سلمان إلى الحكم بالسعودية "إن لكل زمان دولة ورجال.. وسياسة خارجية"، فما استراتيجية القيادة الجديدة فى المملكة ناحية مصر، وهل يمكن أن يستمر الدعم السعودى الكبير لها إلى ما لانهاية، أم ترى أن المملكة بثقلها الكبير يمكن أن تشكل أداة ضغط على طرفى الصراع النظام والإخوان للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة بينهما؟
الدعم بالشكل السابق، أشك أن يكون، فعلى المملكة اليوم التزامات هائلة، الحرب فى اليمن مكلفة وهى تكلفة مليارية، وثمة مسؤوليات أخرى قادمة فى سوريا واليمن أيضًا، المملكة تسحب من احتياطيها، وتطرح سندات، ولديها التزامات داخلية هائلة، الشعب السعودى يحب الحياة ويريد حياة أفضل، لابد أن ينصح أحد الأخوة فى مصر بالانصراف نحو إصلاحات تفضى إلى اقتصاد إنتاجى حقيقي، لقد فعلتها من قبلهم البرازيل، وحققت معجزة خلال عقد واحد، إذا فعلها البرازيليون يستطيع أن يفعل مثلهم المصريون إذ لا تنقصهم الخبرة والأيدى العاملة والموقع الجغرافي، ولا أريد أن أقول تركيا والتى حققت معجزة اقتصادية فى عقد واحد أيضًا لحساسية ذكرها فى مصر.
· فى تصورك كمفكر خليجى وإعلامى سعودى يمتلك رؤية قريبة للأحداث، كيف ترى سيناريوهات الخروج من الأزمة السياسية المحتقنة فى مصر، خاصة بعد سقوط آلاف القتلى واعتقال عشرات الآلاف فى مصر، مع استمرار أجواء العنف التى تخيم على البلاد، وتصاعد المخاوف من تمدد "داعش" فى مناطق خارج سيناء، وميل شباب الإخوان إلى التصعيد فى مواجهة النظام؟.
- الديمقراطية الحقيقية وكفى.

· عرف عنك دخولك فى سجال مع الإعلاميين الموالين للسلطة فى مصر، وتكرار هجومك عليهم، حتى إنك قلت ذات مرة إن "الإعلام فى مصر يدار بالهاتف"، وطالبت السفارة السعودية فى مصر بالتدخل لوقف الإساءات إلى المملكة، فمن تقصد بأصحاب الهواتف الموجهة للإعلام؟
لو أراد مسئول ما فى مصر سحب هذا العدد من الأسواق لفعل، هذه إجابتى .

· الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل والذى يوصف بأنه "عراب السلطة الحالية فى مصر" شن هجومًا لاذعًا على المملكة فى حوار مع جريدة "السفير" اللبنانية، قائلاً إن النظام السعودى غير قابل للبقاء وانتقد الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيًا، قائلا إنه "ليس حاضرًا بما يكفي".. فهل تعتقد كإعلامى محترف أن تصريحاته تعكس موقف النظام فى مصر، أم أنها مجرد آراء شخصية، خاصة وأنه احتفى كثيرًا بإيران وحليفتها "حزب الله"؟
لهيكل علاقته بصناع القرار فى مصر، الجميع يعرف ذلك، والمملكة والملك سلمان يحفظه الله وهو المحب لمصر وأهلها، يستحق جملة من نوع "لا اتفق مع هيكل فيما قاله" يصرح بها الرئيس السيسي.
· ترى السعودية أن بشار الأسد فقد شرعيته، وأنه لا وجود له فى أى تسوية سياسية بسوريا، بينما ترى مصر أنه النظام الشرعى وأن دوره أساسى فى مرحلة انتقالية، بماذا تفسر الموقف المصرى تجاه بشار، وإلى أى مدى يؤثر على علاقة مصر بالمملكة؟
إذا كان ما كتبه رئيس تحرير الأهرام معبرًا عن السياسة المصرية حيال بشار فثمة مشكلة، أما إذا كان بيان القاهرة الذى أذيع عقب زيارة ولى ولى العهد هو المحكم للعلاقة فلا توجد مشكلة، السعودية ماضية إلى مساعدة الشعب السورى بثواره وائتلافه وكل فصائله ببناء سوريا جديدة بدون بشار الأسد، سلما أم حربا، ولا تريد موطأ قدم لإيران فى سوريا، لا فى برها ولا ساحلها، وترفض تقسيمها، وستواجه أى فكرة حمقاء لخلق دويلة علوية، إن كانت مصر مع المملكة فى كل ما سبق ، فسوف تكون هى والمملكة جناحى الأمة العربية حقًا.

· وقفت مصر إلى جانب المملكة فى عملية عاصفة الحزم التى تشنها ضد الحوثيين فى اليمن، لكن ذلك لم يمنع الحديث عن أن الموقف المصرى لم يكن بالشكل المأمول، فى الوقت الذى تستضيف فيه القاهرة مندوبين عن الرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح، فضلاً عن استضافتها مؤخرًا لمعرض صور عما قيل إنها مجازر فى صفوف المدنيين اليمنيين نتيجة القصف الذى تشنه السعودية وحلفاؤها، كيف تقيم الموقف المصرى من هذا الملف؟
لنقل إن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان جبت ما قبلها، اليوم مصر تقف تماما مع المملكة فى اليمن، عمان أيضا تستقبل أنصارًا لصالح والحوثيين وتتفاوض معهم وتنقل الرسائل منهم، ويجرى ذلك بتنسيق وأخوة مع المملكة، إذا كانت نفس قواعد الاتصال التى تتبعها عمان، تتبعها مصر، أعتقد أن المسئولين السعوديين يرحبون بكل ما يسعى للسلم وإقناع الحوثيين وصالح بالتخلى عن انقلابهم والعودة كطرف للحوار مع بقية اليمنين .
· هناك قطيعة وخصومة سياسية حادة بين مصر وتركيا الآن، ويلاحظ أن المملكة تعزز رهاناتها وتنسيقها مع تركيا بقوة خاصة فى الملف السوري، هل تعتقد أن تركيا أصبحت الحليف الأكثر اتساقًا مع الرؤية السعودية فى سوريا والعراق، وأنه أوثق من النظام المصرى؟
لا أعتقد أن أى مسئول سعودى يحب إجراء عملية تفضيل وتفاضل بين دولتين شقيقتين، ذكرت أن المملكة فى معرض الإكثار من الأصدقاء وتحييد الخصوم، لذلك طورت علاقتها مع تركيا، وتريد الحفاظ على علاقتها الممتازة مع مصر، ثمة قاعدة، لا يمكن لعمل سعودى مكتمل فى سوريا والعراق بدون تركيا، تركيا مهمة وتريد وترغب بعلاقة جيدة مع المملكة والعكس صحيح .

· يردد البعض فى الخليج العربى أن السعودية تقدم رؤية لبلدان الربيع العربى تتجه نحو إجراء مصالحة سياسية مع التيار الإسلامى لإدماجه فى النظام العام، باعتبار ذلك ضرورة لاحتواء التمدد الطائفى والإيرانى، هل تعتقد بوجود تلك الرؤية السعودية فعلا أم أنها أمانى البعض؟
السعودية تتعامل مع واقع، تريد وقف عملية تصدع دول عربية، ووقف التمدد الإيراني، فى تلك الدول توجد قوى الإسلام السياسى بوجود معتبر ومهم، مع غيرها من المكونات الوطنية، من هذا الباب تتعامل معهم المملكة، هى لا تفضلهم، ولكن لا تلغيهم، مجرد واقعية سياسية وحكمة، وكما قلت المملكة فى معرض زيادة الأصدقاء وتقليل الخصوم، فلم تطلب خصومة لا تحتاجها، الإسلام السياسى قوة سياسية واجتماعية معتبرة، ثبت هذا فى أكثر من بلد عربي، وإسلامي، تجدها فى الحكم تارة وفى المعارضة تارة أخرى، تجدها فى الثورات السلمية، وفى الثورات المسلحة، كيف يمكن أن تمارس سياسة فى منطقة متداعية وتضع فيتو عليهم، الحزب الحاكم الطائفى السيئ فى العراق إسلام سياسى شيعي، والحزب الصابر فى العراق الممثل المتبقى للسنة هناك، إسلام سياسى سني، إسلاميو تونس فى المعارضة وإسلاميو تركيا يقولون إنهم علمانيون، نحن فى عالم سياسة حقيقى ولسنا فى مظاهرة سياسية لتسجيل المواقف .

· هل تعتقد بوجود قلق خليجى بصورة أو أخرى من التيارات السياسية الإسلامية، خاصة وأن هناك موقفًا خليجيًا سلبيًا تجاه الربيع العربى الذى تصدر مشهده الإسلاميون، وما مبررات هذا القلق إن وجد؟
نعم يوجد، ثمة نخب ليبرالية لا تطيق الإسلاميين، ربما الإسلاميون يتحملون بعضا من المسؤولية، خطيئتهم الكبرى يوم بدا أنهم متعاطفون مع صدام لم تمح بعد، سامحنا الملك حسين وعلى عبدالله صالح وعرفات، ولكن لم نسامح الإسلاميين، ربما تناقض من جانبنا، وربما لأننا صدمنا بموقفهم بعدما وجدوا فى المملكة ودول الخليج ملجأ آمنًا ووثق بهم، الإسلاميون يقولون لم نقف مع صدام، ونتجادل، ليس هذا مهمًا، الانطباع يفوق الحقيقة أحيانا وعلى الإسلاميين التعامل مع الواقع، فكرة التنظيم والسرية أيضا تقلق الخليجيين وعليهم التخلى عنها، وقد فعل ذلك بالفعل إخوان الكويت وقطر وغيرهم، إخوان السعودية يقولون إنه لم يكن لديهم يومًا تنظيم، ولم يبايعوا مراقبًا عامًا ولا مرشدًا لأن فى عنقهم بيعة قائمة لإمام قائم، إنها قصة معقدة تستحق كتابًا .
· يلاحظ مراقبون أن هناك انقسامًا فى الإعلام الخليجى تجاه الربيع العربى وتجاه التيار الإسلامى أيضًا، بين من يؤيد بقوة ومن يعارض بقوة أيضًا، فى تصورك، لماذا كان هذا الانقسام العنيف، وهل يعبر عن انقسام فى صناعة القرار السياسى نفسه، وما مستقبله؟
بعضه بل أكثر من يصنع الجلبة إعلام تابع يؤدى وظيفة مناط بها، ولكن أن ثمة كارهين متوجسين للربيع العربى صادقون، وثمة صادقين مقتنعون بأنه التطور الطبيعى للتاريخ واستحقاق حقيقى ويجب التعامل معه لا مصادمته، أحسب أننى منهم .
· هناك قناعة لدى النخب السياسية فى دول الربيع العربى بأن التدخلات الخليجية تسببت فى انحراف مسار الربيع العربى بصورة سلبية وانتشار الإحباط والعنف وهو ما يستدعى مسئولية خليجية تجاه علاج هذه الأوضاع هل توافق على ذلك؟
بل أننا ندفع ثمن ذلك، انظر لليمن، نحن من ألقينا لعلى عبدالله صالح طوق نجاة، قراءة الحدث اليمنى كان خاطئا، اجتهد من اجتهد أن الأفضل حماية الدولة، وتغيير الرئيس، لم ننتبه إلى أن ثمة تحولاً هائلا للتاريخ يحصل هناك، لم تعد اليمن تحتمل عسكرى يعقب آخر ليجدد دماء الدولة "المملوكية" الحديثة والمسماة تدليًا "جمهورية " شباب اليمن ملوا بؤس الحياة، وآمنوا أن لا حل غير دولة دستورية تشاركية، رئيسها مكلف يحاسب على أدائه، لا زعيم ملهم يتمتع بحصانة، صالح كان نموذجًا لقمة فساد "مملوكيات" ما قبل الربيع العربي، هكذا اسمى الجمهوريات العربية التى أعقبت انقلابات الخمسينيات، اليمن بلد فقير وزعيم يحتكر الثروة والسلطة معًا فخرج بستين مليار دولار، هل تعلم أن السلطان المملوكى كان هو الآخر يحتكر التجارة وله حق فى دخل كل تجار الإسكندرية والقاهرة .
كانت اليمن تتوثب للتغيير فى الوقت الذى دعم الخليج "استمرار الوضع الآمن" بدعم الرئيس هادى والذى كان من المقرر أن يقود مرحلة انتقالية تفضى الى انتخابات، الحوثيون استغلوا الوضع، ملأوا الفراغ، زعموا أنهم الحكم الراشد الذى يريدوه اليمنيون، قاعدتهم الزيدية والتى عانت من الفقر والاقصاء اقتنعوا بذلك وانضموا لهم، لم يكن هناك مشروع غيرهم، لو دعم الخليج التغيير فى اليمن لربما لم نضطر الى حرب ولم يتعرض أمننا القومى لخطر التوسع الإيرانى من بوابتنا الجنوبية، يكفى علينا الشرقية والشمالية المخترقتان طولا وعرضا وعمقا .
· إلى أى مدى يمكن للاتفاق النووى الإيرانى أن يغير فى مواقف المملكة وحساباتها وتحالفاتها فى المنطقة؟
التغير السعودى بدأ، ولم ينتظر الاتفاق، ثمة أمر مهم، السعودية لا تريد أن تنفض يدها من تحالفها التاريخى مع الولايات المتحدة، ولكنها لم تعد ترهن قرارها برضا او غضب أمريكا، لو انتظرت السعودية موافقة السيد أوباما على تدخلها فى اليمن لكان اليوم أحمد عبدالله صالح رئيسا شرعيا لليمن يقص شريط قاعدة جوية أو بحرية إيرانية فى اليمن، وبجواره قاسم سليمانى ومن خلفه حوثيون جهال يصرخون، الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، بينما السفير الأمريكى يحضر المناسبة ويبتسم .
نعم، القنبلة الإيرانية، تهديد لنا، فعلاقتنا بإيران مثل علاقة الباكستان بالهند، لابد من توازن قوى، ولهذا تكلفته، والأسوأ أن القنبلة الإيرانية لم تحصل بعد، إنها حالة افتراضية، ربما غدًا وربما بعد 10 سنوات، ولكن البراميل الإيرانية المتفجرة تسقط الآن فى محيطنا الاستراتيجي، سوريا ووسط العراق فوق رؤوس أهلنا هناك، هذا واقع يجب أن نتعامل معه، لذلك يجب أن تقدم المملكة التعامل مع التهديد الواقعى الآن حتى تستطيع التعامل مع التهديد الافتراضى عندما يحصل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.