قبل بضعة أسابيع،أُعلن في الولاياتالمتحدة، عن "تقنين" الزواج بين الشواذ جنسياً "المثليين"، وعبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن فرحته بالقرار، معتبراً أن "الحب انتصر"، وفي أول تعليق له على قرار المحكمة العليا، وصف الرئيس أوباما الحكم بأنه "انتصار لأمريكا"، معتبراً أنه يدشن لمرحلة جديدة من الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، كما اتصل بأحد أصحاب دعاوى زواج المثليين، أمام المحكمة العليا، جيم أوبرجيفيل، وقدم له التهنئة على الحكم، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية! منذ ذلك اليوم،يصر رئيس زمبابوي : روبرت موغابي على طلب يد الرئيس الأمريكي،على سنة الشيطان الأكبر ورئيسه المبتهج بالقرار.. مشكلة موغابي أنه يفعل ذلك علناً،فليس هنالك ما يدل على علاقة سابقة بين الرجلين،تتيح له التقدم بهذا الطلب الجريء.كما أن موغابي إفريقي وأوباما من أصل إفريقي،وهذا اللقاء في الدم عنصر نفور وليس عامل تقريب.. فالزنوج في أمريكا ما زالوا يعانون من تبعات التفرقة العنصرية التي امتدت خمسة قرون قاسية. وموغابي ينسى –أو يتناسى- أن الزواج يقوم على المحبة كما يفترض،وقلب أوباما لا يطيق موغابي،وإنما يعشق بشار الأسد وسيده خامنئي.. موغابي دميم الشكل لكن خامنئي ليس أفضل حالاً، فبينه وبين الوسامة-وبين كل شيء جميل- عداء مزمن..وهنا يصح استحضار المأثور الشعبي الشائع: القلب وما يشتهي.. ويستحيل على رئيس زمبابوي أن يفرض على رئيس أقوى دولة في العالم مقولة: أنا زوجك إذا رضيتِ أو ما رضيتِ!! فالزواج حتى بين المنحرفين لا يتم بالغصب والإكراه.. وقد يحتمل أوباما بشاعة خامنئي من أجل بشار!! وعلى طريقة عبد الوهاب: كلنا نحب القمر والقمر بيحب مين؟ وهو المقابل الشعبي لما قاله الأعشى الجاهلي في معلقته: عُلّقْتُهَا عَرَضاً ، وَعُلِّقَتْ رَجُلاً غَيرِي، وَعُلِّقَ أُخرَى غَيرَهَا الرَّجُلُ وفي حالة أوباما المحتفي ب "انتصاره" الشاذ، لا يمكن الفصل بين هوى القلب ومتطلبات السياسة.. فما الذي يملكه موغابي من مغريات في دنيا السياسة؟ إنه مجرد مستبد فاسد،لكنه أدنى ألف مرة من بشار الأسد،فهو لا يحرس احتلال الصهاينة للجولان الذي باعه أبوه، ولم يدمر 40 ألف مسجد و3 ملايين منزل في بلده،ولم يهجّر ثلثي مواطنيه،ولم يقتل نصف مليون شخص،ولم يعتقل عدداً مماثلاً.. ناهيك عن طول بيشو ووسامة شكله "الأوربي"! وخامنئي – الذي بيده عقدة النكاح- أثبت للشيطان الأكبر،أنه وكيل جدير بالثقة،فقد دمّر العراق ومزّقه وأعاده إلى القرون الوسطى.. انتقم لليهود من البابليين وسبيهم المذل على يد بختنصر..وأشرف الولي السفيه على محرقة السوريين بطريقة غير مسبوقة .. وأما لبنان فقد أصبح في قبضته من خلال أداته نصر الله.وكاد يبتلع اليمن..وخامنئي عند قطيعه معصوم وسلطاته مثل سلطة بابوات العصور الوسطى..وبشار عند قطيعه إله !! فأين موغابي من هذه المواصفات "القياسية"؟ وعلى ذمة الفيلم الوثائقي(خفايا حياة خامنئي) للمخرج الإيراني المنفيّ محسن مخملباف فإن خامنئي يملك 200 غليون تبلغ قيمتها 2 مليون دولار،وهو يأكل أفخر أصناف الطعام وينفق الملايين لاقتناء الخيول وجمع أنواع الخواتم المرصعة بأحجار كريمة، وذلك بعكس ما يصوره الإعلام في إيران الذي يُظْهِرُهُ زاهداً ومتواضعاً كي يضفي هالة من القداسة على شخصه! ويملك خامنئي 120 عباءة، ثمنها يقارب 400 ألف دولار، يتجاوز سعر إحداها 30 ألف دولار، وأغلب عباءاته بيضاء اللون، وكلها من وبر الجمل الخالص. والخلاصة بحسب الفيلم: فإن مرشد الثورة ليس سوى "شاه" آخر، مع فارق غير بسيط، هو أن الشاه المخلوع كان متصالحا مع فساده، بينما الشاه الجديد يدعي العفة. وعلى درب الشاه المخلوع يسير الشاه الجديد في الأكل والشرب والصرف على جمع المقتنيات والهوايات الشخصية ورفاه العائلة والأقارب والحاشية… ---------------------------------------------------- (*) هذه الجملة مستلهمة من الفيلم المصري الشهير: شيء من الخوف المقتبس عن رواية ثروت أباظة وتحديداً جملة: جواز عتريس من فؤادة باطل. (**) كاتب سوري مغترب منذ 23/1/1980