موجة من الفتاوى الدينية صاحبت افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بعضها هاجم الأمر منذ بدايته ورأى أن الاستثمار فيه يعد "ربا"، وذلك لأنه يحدد نسبة أرباح، فى حين خرجت فتاوى تعتبر كل من لا يحتفل بالقناة "آثمًا". فيما أمرت وزارة الأوقاف بتوزيع منشور خطبة الجمعة القادمة، والتى تشبّه فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرسول «ص»، بوصف حفر القناة بأنه مماثل لحفر الخندق، الذى أمر بحفره الرسول "ص"، معتبرة أن القناة الجديدة فتح من الله تعالى لمصر، وإيذانًا بانتصارها على أعدائها، وأنها لا تقل عن عبور خط بارليف فى حرب أكتوبر 1973 المجيدة. ووزعت خطبة جمعة موحدة على جميع الأئمة، مطالبة بالالتزام بها ومحاسبة غير الملتزمين، والتى جاء موضوعها الأساسى عن قناة السويس الجديدة وافتتاحها.
"المصريون" رصدت أغرب الفتاوى التى قالها الدعاة بخصوص قناة السويس الجديدة.. دعاة اعتبروا منتقدى قناة السويس "عصاة" قال الحبيب على الجفري، الداعية اليمني، فى تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعى " تويتر": "مبارك لمصر ولمن أحبها افتتاح قناة السويس الجديدة أسأل الله أن يجعلها فاتحة المَسرّات المتتالية والأمان والمحبة والرفاه".
وأضاف فى تغريدة أخرى: "الصادق فى انتمائه لدينه ووطنه يُلقى بالخلاف وراء ظهره فى حالتين (الفرح بالإنجاز زى النفع العام، والحزن على المصيبة التى تنزل)، وعلى النقيض يكون حال المأسور للانتماءات الشخصية والطائفية والحزبية الضيقة، يحقر الإنجاز ويعمل على تشويهه ويشمت فى المصائب ويظهر الفرح بحدوثها".
فيما بارك الشيخ سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، للمصريين لنجاحهم من أجل تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، الذى تم فى أقل من عام بتمويل مصرى وبإرادة مصرية.
وأضاف: وفوق ذلك فإن المصريين باحتفالهم التاريخى لافتتاح قناة السويس الجديدة يشكرون الله عز وجل ويحمدونه أن كتبهم من جيل القادرين على إفهام الناس شيئًا من معنى قول الله عز وجل: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» (يوسف: 99).
ومن ناحيته اعتبر على جمعة، المفتى السابق للديار المصرية، السيسى أميرًا للمسلمين الآن، ومَن عصاه فقد عصى الرسول صلى الله عليه وسلم.
واستشهد بحديث النبى الذى حرّم فيه عصيان الحاكم فى أوامره بقوله: "من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن عصانى فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعنى ومن عصى الأمير فقد عصاني"، ليؤكد أن هذا الحديث ينطبق على السيسي.
وفى سياق متصل، أصدر الشيخ محمد سعيد رسلان كتابًا يحمل اسم "قناة السويس الجديدة والتوكل على الله والأخذ بالأسباب" وتضمن الإصدار وصفًا لقناة السويس ب"أنها ليست شعرًا ولا شعوذة وإنما هى عَمَلٌ بَشَرِى يُؤَسَّسُ عَلَى تَوَكُّلٍ عَلَى اللهِ، وَأَخْذٍ بِالْأَسْبَابِ"، ويمجد الإصدار القناة قائلا "إنها أنجزت بِعُقُولٍ مِصْرِيَّةٍ خَالِصَةٍ، وَبِسَوَاعِدَ مِصْرِيَّةٍ، وَبِأَمْوَالٍ مِصْرِيَّةٍ".
فى حين يهاجم رسلان جماعة الإخوان المسلمين واصفًا إياهم بأنهم "مجموعة من الْبُومُ وَالْغِرْبَانُ والتَّكْفِيرِيِّين الذين يحاولون بكل وسعهم أَنْ يُسْقِطُوا مِصْرَ لِكَى يَعُودُوا إلى الْحُكْمِ! هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ! هَؤُلَاءِ قَوْمٌ بِلَا عُقُولٍ! لذا نأمل أن نقف جميعا ضدهم لنحمى مشروع القناة الذى سيعيد لمصر مجدها". وآخرون يصفون الاستثمار فى القناة ب"الربا" ورغم كثرة المؤيدين للقناة والرئيس إلا أننا نجد قومًا عارضوا القناة منذ بدايتها ووصفوا الاستثمار فى القناة بالربا لأنها استثمار محدد الفوائد. فعلى صعيد آخر، أقرت الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة بتحريم جواز شراء شهادات استثمار قناة السويس، فى حين كان الداعية السلفى أبوإسحاق الحوينى على رأس المشايخ الذين انتقدوا الاستثمار فى مشروع القناة لأن الرأى الشرعى فى شهادات استثمار قناة السويس أنها ربا محرم، ولا فارق بينها، وبين شهادات الاستثمار العادية"، فضلاً عن فتوى الدكتور يحيى إسماعيل، رئيس جبهة علماء الأزهر، الأستاذ بجامعة الأزهر، المعروف بانتمائه الإخواني: إن "شهادات الاستثمار فى قناة السويس ربا". وهو ما أكده الدكتور عطية عدلان، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الذى أصدر فتوى يفند فيها شهادات الاستثمار ليبرهن لنا فى النهاية أنها ربا ولا يجوز شراؤها، بينما أفتى الشيخ ناصر رضوان، القيادى السلفي، أحد أتباع الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى دعا فيها لتحويل تمويل مشروع قناة السويس إلى نظام الاكتتاب العام بدلاً من شهادات الاستثمار. وتساءل رضوان "لماذا لا تكون شهادات استثمار قناة السويس بدون فائدة محددة حتى تكون شرعية؟ ولماذا لا تكون بنظام الاكتتاب مثلًا؟"، كما أفتى علاء شحتو، القيادى السلفي، أن الأصل فى المعاملات المكسب والخسارة، أما المعاملات التى تجنى أرباحًا فقط فتدخل تحت الربا الذى نهى الشرع عنه، وهو ما ينطبق على شهادات استثمار قناة السويس الجديدة"، على حد قوله.