نهي الله عن إهانة أمكنة العبادة التي يذكر فيها اسم الله بأي صوره(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)..وهذه الأماكن التي يذكر فيها اسم الله تخص أصحاب العقائد المختلفة..من يهود ونصارى ومسلمين، بل نهي الإسلام عن ترويع أهل الكنائس والمعابد في وقت الحرب، فمنع قتل الرهبان والأحبار أو اقتحام خلوتهم وأماكن عبادتهم، ومن باب أولي أن يمنع ترويع المصلين من المسلمين أو تنتهك حرمة المسجد، ولذا عندما قال الله تعالي(ومن دخله كان آمنا )، علي المسجد الحرام..أي من دخله فأمنوه ،وينسحب الحكم علي بقية المساجد،لكن أبتلينا هذه الايام بمجموعة من حدثاء الاسنان،سقيمي الافهام،سفهاء الاحلام،يقومون بتكفير المخالفين،وخاصة من رجال الجيش والشرطة،باعتبار أنهم كما يقولون من جند الطاغوت ،فيستحلون قتلهم حتى ولو كانوا يؤدون الصلاة كما حدث في احد مساجد أبها بالسعودية بتفجير شخص لنفسه وسط الجنود المصلين ،مما نتج عنه مقتل 17 شرطيا داخل المسجد،وهذا الشخص الذي فجر نفسه وقتل الآخرين يعتبر نفسه شهيدا،وانه قدم روحه في سبيل الله،وهو خلل عقيدي وفكري نتج عنه هذا السلوك المدمر للنفس، القاتل للغير،المنتهك لحرمة بيت الله فأصبح الذنب مضاعفا ،قتل للنفس،وقتل للغير ،وانتهاك حرمة بيوت الله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) "سورة الكهف"، وقد ساهم هذا الفكر التكفيري الانتحاري المدمر في كسر حاجز الخوف من إراقة الدماء وقتل الأبرياء، وإنتهاك الحرمات، وأماكن العبادة وتلويثها بالدماء، ونزع الامن والأمان عن مرتاديها، فينصرف الناس عن بيوت الله، وتفقد حرمتها وخشوعها وكبريائها واطمئنانها، ويتجرأ عليها القتلة والفسقه، مما يعد كارثة بكل المقاييس، وقد بدأ هذا العمل الاجرامي في مراحل الصراع بين متعصبي السنة والشيعة في باكستان،حيث بدأوا التفجيرات المتبادلة في المساجد،فسنوا سنة سيئة،وهم يجهلون أن العقائد لا تتغير ولا تتبدل بالتفجيرات،لكن بالحوار والجدال بالتي هي أحسن،وقد لا تتغير،ثم تبني تنظيم داعش هذا الأمر في هذه الأيام ،في الكويت والسعودية مما ينذر بنذير شؤم عليهم،وعلي تنظيمهم لقول الله عز وجل(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). لقد انتهك هؤلاء المبتدعة المأفونون كل الحرمات، من سفك الدماء، والترويع، والنهب ، والاغتصاب، والتكفير، ولم يبق عندهم شيئا مقدسا فانطلقوا إلى بيوت الله يعيثون فبها فسادا وتخريبا وقتلا وتمثيلا ، مما يحتاج من الجميع كشف عوار فكرهم وانحراف منهجهم ، وفضح مخططاتهم لتفريق الأمة ، وانتهاك مقدساتها. وسنحاول في مقالات قادمة إلقاء الضوء علي جذور هذا الفكر ومنابعه لتتضح الصورة خاصة للشباب.
باحث اسلامي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.