هاجم علماء الإسلام قيام الأطراف السياسية المتصارعة بالزج بالمساجد في الصراع الحالي مما أدي إلي انتهاك حرمتها لدرجة إراقة الدماء فيها وتبادل إطلاق النار والتمترس فيها أو محاصرتها مما تسبب في تخريبها وإحراقها .. وأشاروا إلي أن كل من انتهك حرمة المسجد أيا كان مصيره الخزي في الدنيا قبل الآخرة لأنه اعتدي علي بيوت الله الذي توعده بالانتقام الشديد .. وحذروا من اشتعال حرب طائفية من خلال الاعتداء علي الكنائس مما يخدم المشروع الصهيوني - الأمريكي في حرق مصر بيد المصريين وتقديمها ¢ جائزة كبري ¢ بلا ثمن الي أعدائها .. وأوضحوا أن ما يحدث في مصر من انتهاك لحرمة الدماء ودور العبادة جريمة لا تغتفر وسيعاقب الله كل من تسبب فيها - من كل الأطراف - وسينتقم منه شر انتقام ليكون عبرة لمن يعتبر في البداية أكد الدكتور شوقي علام . مفتي الجمهورية أن ما يحدث في شوارع مصر من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء علي دور العبادة من الكبائر التي نهي الشرع عنها لأن فيها استهانة بالدماء التي سالت مع أن زوال الكعبة نفسها - التي لا يقدس المسلمون علي الأرض بقعة أكثر منها - أهون عند الله سبحانه وتعالي من زوال نفس عبده المؤمن .وأشار إلي أن حمل السلاح في التظاهرات والمسيرات حرام شرعًا وينفي عنها سلميتها ويوقع حامله في إثم عظيم لأن فيه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها لهذا لابد للأجهزة المعنية بالضرب بيد القانون لمن يسعي لترويع الآمنين أو يعتدي علي المنشآت العامة والخاصة لأن إسالة الدماء المتكررة ستقود مصر إلي نفق خطير لا يعلم عاقبته إلا الله. ولابد أن يكون المصري حريصًا علي ألا تلوث يده بدم أي نفس بشرية بغير حق .واستنكر مفتي الجمهورية بشدة الزج بورقة الطائفية إلي الأزمة السياسية الراهنة لأن أي محاولة للعب بورقة الطائفية لن تفلح ولابد للمصريين جميعًا من تفويت الفرصة علي هؤلاء المغرضين وأن يدركوا طبيعة المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن والتي تستوجب الالتفاف حول مؤسسات الدولة ولم الشمل والتوحد ونبذ الشقاق وعدم الانجراف وراء الشائعات التي تشحن الأطراف المختلفة كلاًتجاه الآخر. أبعدوها عن الفتنة هاجم الدكتور أحمد عمر هاشم . عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر . الزج بالمساجد في الصراع السياسي الحالي لدرجة انتهاك حرمة المساجد ومنع الصلاة بها لأن هذا مخالف للشرع ومن يقوم به ليس آثما إثما عاديا وإنما من اظلم خلق الله وينتظره عذاب شديد في الآخرة وانتقام الله منه في الدنيا لقوله تعالي "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَي فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيى وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابى عَظِيمى" وأشار الدكتور عمر هاشم إلي أن هذه الآية القرآنية الكريمة نزلت في كل من حَرَمَ المسلمين من عبادة الله تعالي في مسجد من المساجد التي هي بيوت الله في الأرض ولذلك قال سبحانه وتعالي في الحديث القدسي ¢إن بيوتي في الأرض المساجد. وزواري فيها عمارها. فمن توضأ في بيته وزارني في بيتي. كان حقا علي المزور أن يكرم زائره ¢.وقد ذكر ابن عباس أن مشركي قريش منعوا النبي صلي الله عليه وسلم الصلاة عند الكعبة المشرفة في المسجد الحرام فأنزل الله تعالي الآية السابقة وقال الدكتور عمر هاشم : اذا كانت عمارة المساجد يكون بالصلاة فيها وتلاوة القرآن وذكر الله وإماطة الأذي عنها ورفع كل أشكال الدنس والشرك وتعليم أهل المسجد شرع الله وحدوده فإنه ينطبق عليه قوله تعالي ¢ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَي الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَي أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ¢ . وعلي النقيض من ذلك نجد من ينهكون حرمة المساجد ومن اسماهم الله ¢ وَسَعَي فِي خَرَابِهَا¢ وذلك بصد الناس عنها حتي يهجروها فتصبح كالبيت الخرب وبالتالي فإن كل من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها له هوان وذلة في الدنيا وله في الآخرة عذاب النار وهو عذاب مذل مهين وكذلك الحال بالذين استهانوا بحرمة المساجد في زماننا بأي شكل من الأشكال ودعا الدكتور عمر هاشم من انتهكوا حرمة المساجد بأي شكل الي أن يبادروا بالتوبة إلي ربهم وإلا ساء مصيرهم وحرموا من الأمن في الدنيا. ولهم العذاب المهين في الآخرة. انتهاك محرم طالب الدكتور عبد الله النجار . عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة بالمحافظة علي حرمة المساجد وعدم توظيفها بأي صورة من الصور في الصراع السياسي الحالي سواء بالاعتصام بها أو التعبئة والحشد فيها أو غير ذلك وحث النجار . أطراف الصراع السياسي بالبعد عن الزجّ بالدين في التفرقة بين الناس أو تكفيرهم وإلا تكن فتنة في الأرض وفساداً كبيراً لأن أهل القبلة كلهم موحّدون وقد حذرنا مراراً وتكراراً من خلط الدين بالسياسة لأن لهذا عواقب وخيمة علي الدين والسياسة معاً وفيها متاجرة بالدين لأغراض سياسية لأن عدم المحافظة علي حرمة المساجد وإبعادها عن الصراع السياسي الحالي سيؤدي إلي فتنة كبري لا يعلم عواقبها إلا الله وندعو الله ا لا نصل إلي من قال فيهم النَّبِيَّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَأْتِي عَلَي أُمَّتِي زَمَانى يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ لِأَمْرِ دُنْيَاهُمْ. لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةى فَلَا تُجَالِسُوهُمْ¢ وقوله في حديث آخر" يَكُونُ الْغُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةً: قُرْآنى فِي جَوْفِ ظَالِمي. وَمَسْجِدى فِي نَادِي قَوْمي لَا يُصَلُّونَ فِيهِ. وَمُصْحَفى فِي بَيْتي لَا يُقْرَأُ فِيهِ. وَرَجُلى صَالِحى مَعَ قَوْمِ سُوءي ¢ أو ممن قال فيهم الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ¢ يَأْتِي عَلَي النَّاسِ زَمَانى لَا يَبْقَي مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ. وَلَا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ. يَعْمُرُونَ مَسَاجِدَهُمْ وَهِيَ خَرَابى مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَي شَرُّ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ عُلَمَاؤُهُمْ. مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتَنُ وَإِلَيْهِمْ تَعُودُ الإسلام برئ أشار الدكتور محمد عبد اللطيف قنديل .الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية الي أن ما يحدث اليوم في مصر خطير جدا ويتجه بها نحو حرب أهلية وطائفية والمستفيد الوحيد مما يحصل هو العدو الصهيوني لهذا فإن الحفاظ علي دور مصر يحتاج الي تضحيات من جميع الفرقاء باللجوء إلي حوار سياسي بناء يفضي إلي حلول وسط ترضي الجميع أما اللجوء إلي انتهاك حرمات المساجد من أي طرف أو اللجوء إلي حرق الكنائس يؤدي إلي حرب طائفية هي جزء أساسي من مخطط تدمير مصر من خلال الحرب الطائفية0ودعا جميع الأطراف إبعاد المساجد والكنائس عن الصراع السياسي الذي لا يعترف بأخلاق أو قيم ولا يرعي تعاليم الدين أو حرمة الدم أما الاستهانة بهذا فهو لعب بالنار وأوضح أن المساجد أفضل الأماكن وأحبها إلي الله تعالي لأنها محل العبادة والذكر فقال تعالي¢ فِي بُيُوتي أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ¢ لهذا أمر الله بعمارة المساجد وجعلها محلاً لعبادته وذكره فلا ترفع فيها الأصوات ولا يجوز فيها البيع والشراء وإنما بنيت للصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وتعلم العلوم الشرعية وأمر النبي صلي الله عليه وسلم بأن تطيب وتطهر وتنظف وحرّمها علي الحائض والنفساء والجنب تعظيماً لشأنها فما لنا الآن وصلنا بها الي التمترس وإطلاق النار فيها والدخول فيها بالأحذية وسفك الدماء فهذا جرم وذنب عظيم ولا يجوز الاستهانة به لقوله تعالي ¢ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمى وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمى¢ وقال الدكتور قنديل : لاشك أن الاعتداء علي الكنائس أو هدمها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها من الأمور المحرمة التي لم تأت بها الشريعة الإسلامية التي أوجبت علي المسلمين حماية الكنائس والمعابد اليهودية كحماية المسجد . والإسلام برئ من أي مخالفة لما أمر به الشرع علي سبيل الوجوب من المحافظة علي خمسة أشياء أجمعت كل الملل وهي: الأديان. والنفوس. والعقول. والأعراض. والأموال. وهي المقاصد الشرعية الخمسة وانهي الدكتور قنديل كلامه بالتأكيد علي أن الله تعالي قد حذر من القتل أيا كان المقتول ظلما فما لنا إذا كان القتل في دور العبادة فهذا اشد جرما فقال تعالي ¢ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسي أَوْ فَسَادي فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ¢ . وحدد الإسلام معاملتنا مع أهل الكتاب فقال ¢ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَي إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ الجماعة الإسلامية تتبرأ حاولت الجماعة الإسلامية نفي تهمة الاعتداء علي دور العبادة عن نفسها فأصدر القيادي الشيخ عبود الزمر بيانا . يؤكد إدانته لكل أعمال العنف التي استهدفت المدنيين أو تلك التي استهدفت دور العبادة من كنائس أو مساجد أو منشآت عامة وقال : إن الجماعة الإسلامية تدين مثل هذه الأعمال من منطلق إصرارها علي خيار الاحتجاج السلمي الذي لا رجوع عنه وبالرغم من سقوط الضحايا في فض الاعتصامات والمسيرات وإراقة الدماء علي أرض مصر في جميع المحافظات إلا أنني لم أفقد الأمل في إمكانية التوصل إلي حل مناسب نعبر به هذه الأزمة قبل أن تتبني بعض الدول الأجنبية مقترحات لحل الأزمة وذلك لكونهم ليسوا أكثر حرصاً منا علي أوطاننا .وأضاف : إنني أجزم بأن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية ينتهجان الطرق السلمية ولم يشارك أي من أعضائهما في أعمال عنف لأن ذلك موقف منهجي أصيل ومستقر لديها لهذا أدين وأستنكر أي عدوان علي الكنائس أو المساجد أو المنشآت العامة والخاصة وأرواح المواطنين فهو مالا نقبله لكونه يزيد من اشتعال الأزمة التي نسعي بجهود حثيثة بدأناها منذ بداية يوليو الماضي وذلك لإخراج البلاد من أتون الصراع الدامي ونأمل أن يتعاون معنا ويؤيدنا كل محب لمصرنا الغالية .