أكد محمد سعد الكتاتني أمين عام حزب "الحرية والعدالة" المصري وهو الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أن مصر ليست أرضًا خصبة للمذهب الشيعي. وقال الكتاتني في حديث مع صحيفة "الأهرام" المصرية الصادرة اليوم السبت: "إننا نرحب بعلاقات مصرية مبنية علي الاحترام المتبادل مع كل دول العالم والحفاظ علي المصالحة والسيادة المصرية وعدم التدخل فيها، خاصة دول المنطقة، وفي هذا الإطار فإنه ليست بيننا وبين إيران أي خصومة فالنظام السابق كان يقطع العلاقات لصالح الأمريكان. والنظام تغير لكن النموذج الإيراني خاص بهم فقط ولايمكن تصديره لمصر". واستبعد الكتاتني حدوث صدام مع المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر. وأضاف "لا أتصور حدوث الصدام إذا هيمن العسكريون على السلطة وفقدت الثورة أهدافها التي قامت من أجلها ولو تحول المجلس من حماية الثورة إلى الانقلاب عليها حينئذ سيكون الشعب كله صفا واحدا في المواجهة والحرية والعدالة جزء من هذا الشعب". وقال: "الجماعة ستظل داعمة للحزب لكن القرار في البرلمان سيكون للكتلة البرلمانية للحزب وليس للمرشد وللحزب دوره وللجماعة دورها السياسي الذي ستظل تمارسه ايضا". وتابع أن المجتمع مطمئن وسعيد بصعود "الحرية والعدالة"، فالهلع والفزع في وسائل الإعلام فقط وفي النخبة التي تعزف علي وتر التخويف من الإخوان. وحول وضع الاقباط في مصر، قال: "الأقباط شركاء لنا في الوطن وحقوقهم مصانة بحكم الشريعة الإسلامية نفسها وبأمر إلهي ثم أننا لن نفرض ارتداء الحجاب لا علي المسلمات ولا علي غيرهم فالمسلمة علينا حق الدعوة والنصيحة من خلال الدعاة والمصلحين، وهي تعلم أن الحجاب واجب، لكن الفرض بقوانين وتشريعات غير وارد ولا مقبول". وقال الأمين العام لحزب الحرية والعدالة: "احتساء الخمور في المنازل حرية شخصية كما أننا نعتبر الفنادق أماكن خاصة، وبالتالي هذا يدخل ضمن الحرية الشخصية". وحول قطاع السياحة، قال: "باختصار شديد نحن نريد أن ننهض بالسياحة عبر آليات متعددة منها إصلاح منظومة القوانين المنظمة للسياحة لتشجيع الاستثمار ومضاعفة عدد السائحين خلال السنوات الخمس المقبلة، فلا يمكن أن نختصر السياحة فيما يأكل أو يشرب أو يرتدي السائح، فلا دخل لنا بالشواطئ". وحول إغلاق دور السينما والمسارح والملاهي والمواقع الإباحية علي الإنترنت وغيرها" لا.. إننا نطالب بالالتزام بالأخلاق، وهذا بالدعوة الطيبة وليس بالقانون". وفي ما يتعلق بتطبيق الحدود، قال: "لايمكن إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، لكن هذه الأمور ليست في أولوياتنا الآن". وحول السماح لطوائف مثل البهائيين والقاديانيين والشيعة بممارسة شعائرهم، أوضح أن "حرية الاعتقاد مكفولة للجميع مادام لم يجبر الآخرين علي اعتناق معتقداته بالقوة، فالبهائيون والقاديانيون من الفرق التي يجب تحجيمها." وحول اتفاقيتي كامب ديفيد والغاز مع إسرائيل، قال: "إننا نحترم جميع المعاهدات الدولية التي أبرمتها مصر مع الاحتفاظ بحق البرلمان في إعادة مناقشة هذه الاتفاقات بين الحين والآخر لتقييمها وإجراء بعض التعديلات عليها لمصلحة الأطراف الموقعة عليها". وتابع "أتصور أن هناك إجماعا اقتصاديا علي مراجعة اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل الذي يصدر بأبخس الأسعار، بينما نستورد بعض مكونات البترول ونعاني من ازمات كبيرة بسببها". وحول النظام المصرفي، قال الكتاتني: "الحرية والعدالة يؤمن بالاقتصاد الحر والرأسمالية الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية أما البنوك الإسلامية فهي تجربة تصاحبها نجاحات احيانا وفشل احيانا مثل أي بنوك لكنها تجربة نشجعها وننميها لتثبت أنها قادرة علي جذب الاستثمارات والتمويل من خارجها، لكن لايعني هذا استبدال البنوك الحالية أو تغييرها ما لم يوجد البديل القوي القادر علي سد الفراغ الاقتصادي".