على نفس النمط الذي أصبح موحدا، استمرت جولات عمرو موسى، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية في الأحياء الشعبية، حيث زار أمس حي عين شمس بالقاهرة، وقاد مسيرة وسط المئات من أنصاره بين شوارع الحي. وكالعادة، بدأ موسى جولته بصلاة العشاء، وكانت هذه المرة في مسجد الخليل إبراهيم، ثم انطلق مع أنصاره في جولة شهدت هتافات "الشعب يريد عمرو موسى رئيس"، و"بنحبك يا موسى"، حيث توجه إلى كنيسة مارمينا الألف مسكن، وصولا إلى مؤتمر شعبي بقاعة تابعة لإحدى الجمعيات الخيرية، ليجتمع جولته على أحد المقاهي البلدية. استقبل شباب الكنيسة ضيفهم بالموسيقى والتصفيق، قبل أن يلتقي مع أساقفتها، وممثلين عن 11 كنيسة في مناطق عين شمس والألف مسكن وعزبة النخل والمطرية، وألقي القس إسحق يعقوب كلمة قال فيها: " افتقدك الشعب المصري كوزير للخارجية، وعينوك أميناً عاماً للجامعة العربية رغم أنف الشعب المصري، الذي كان يتمسك بك كوزير وطني ومدافع عن مصر والعالم العربي في كافة المحافل الدولية" وأعلن مبايعة المتجتمعين لموسى رئيساً لمصر. وقال موسى في كلمة قصيرة إنه يمتلك برنامجا لعملية إصلاح كبيره تقوم على مبدأ المواطنة، وأن كل من يعيش علي أرض مصر له كافة حقوقها وعليه كافة واجباتها ، مؤكدا أن مصر علي مر التاريخ ومنذ ثورة 1919 بمسلميها ومسيحييها كيان واحد كالجسد. غادر موسى الكنيسة ب"زفة" من الطلب البلدي والمزمار، حتى وصل إلى "دار مناسبات الخطيب" بشارع أحمد عرابي، حيث أدار نقاشا لمدة ساعتين،أكد فيهما أن برنامجه الانتخابي سيتضمن حلولا لكافة مشاكل المواطنين، وسيصدر في المواعيد المحددة والرسمية للترشيح، حيث سيعرض كيف يتعامل مع كافة المشاكل المصرية ب"فعل مضبوط"، وفقا لموسى. وقال موسى إنه يعلم مشكلات الأحياء الشعبية جيدا،ً ومنها ارتفاع فواتير المياه وأسعار السلع الغذائية والتموينية، مضيفا: " شاهدت هذا بعيني حينما توقفت أمام أحد محلات السوبر ماركت هنا في عين شمس وسألت عن أسعار السلع"، مشيرا لمعرفته بأزمة أنابيب الغاز التي يصل سعرها إلى 40 جنيهاً في حين أن سعرها الحقيقي لا يتجاوز 4 جنيهات، فضلا عن الخلل الأمني، والتكدس السكاني وأزمة السكن. وأجرى موسى حوارا مع عدد من الصم والبكم من خلال مترجم للغة الإشارات، حيث وعد بتوفير رعاية خاصة بهم، ومدارس متخصصة لمنحهم فرص متكافئة، بعدما أبدوا استيائهم من المعاملة السيئة التي لاقوها من قبل الحكومات السابقة، وطالبوا موسي بتبني مشاكلهم وأعلنوا تأييدهم له. وأشار المرشح الرئاسي المحتمل إلي أن المجتمع المصري "تعب" تماما ويريد أن يعيش حياة مريحة وكريمة، وما يحدث اليوم من فوضى هي نتيجة للكبت والفقر المدقع، وسيتلاشي لأنه مجرد رد فعل، وقال إنه متفائل جداً، لأن مصر الجديدة ستكون مختلفة وستعبر كل الصعاب بسواعد شبابها "الواعد الفاهم الذي قاد ثورة أبهرت العالم"، مضيفا: "من هنا يتوجب أن يحصل الشباب المصري علي دوره وذلك من خلال خلق فرص عمل، وهذا ليس باختراع جديد، فهناك مجتمعات كثيرة نجحت في ذلك، بخلاف توسيع مشاركته السياسية وقيادته للعمل السياسي". وتابع موسي: "أنا حاسس باحتياجات المواطن العادي، ومصر تحتاج إلي من يشعر بمشاكلها ويعمل علي حلها حلاَ حقيقياَ يكون الشعب راضياَ عنه، لأن الشعب إذا لم يرضي سيخرج ويقول ما يريده، وإذا لم يرضخ الرئيس أو الحكومة سيغيرهم الشعب، وهذا ما شاهدناه في ثورة 25 يناير". وأضاف موسى: "بالنسبة للمحليات فهي التنظيم الذي يجب أن نهتم به أكثر من البرلمان، بداية من المجالس القروية مرورا بالمجالس البلدية، لأنها هي المطبخ الذي يخرج منه سياسيين مدربين ومحترفين، ونحن في عهد جديد يتطلب منا ذلك إذا أردنا أن ننهض بمصر، والمطالب التي تقوم من أجلها = المظاهرات والاعتصامات صحيحة، ويجب آن تدخل الثورة في ظل الكيان الإداري للجمهورية المصرية الثانية". ترجل موسي بعد ذلك متوجهاً لأحدي المقاهي بشارع أحمد عصمت، وقال لرواد المقهى إنه شاهد بعينه الإهمال الشديد الذي يتعرض له سكان عين شمس، التي ظلت مهمشة ومنسية بشكل متعمد من حكومات الحزب الوطني المنحل المتعاقبة التي كانت حكومات من أجل رجال الأعمال وأهل الثقة والفاسدين، الذين أوصلوا البلاد إلي هذه المرحلة المذرية، وتعهد بإصلاح كل ذلك إذا أنتخب رئيساً لمصر".