التقى عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، بكبار عائلات حلوان، وقادة القبائل العربية بالمنطقة، في ديوان عائلة حماد بحلوان البلد، مساء أمس الثلاثاء، لعرض أهم ملامح برنامجه الانتخابي، حيث استعرض للمرة الأولى ما سماه ببرنامج "المائة يوم الأولى" حال فوزه بانتخابات الرئاسة المقبلة، ولقي البرنامج إعجاب كبار العائلات، الذين وعدوه بتصويت جميع أتباعهم له في الانتخابات، فيما أعلن الشيخ أحمد بشير، أحد مشايخ العربان، أنه مفوض من جميع القبائل العربية في حلوان لمبايعة عمرو موسى رئيسا. وحرص موسى فور وصوله على أداء صلاة العشاء، قبل أن يؤكد، في أطول كلمة انتخابية ألقاها منذ إعلانه نية الترشح للانتخابات الرئاسية، أن برنامجه الانتخابي يستند إلى خطة واضحة وجدول زمني دقيق، مجددا اعتزامه الترشح لفترة واحدة فقط، وهو ما اعترض عليه الحاضرون، فرد قائلا: "السن له أحكام، والسنوات الأربع الأولى هي الأهم، لأنها ستضع الأساس للجمهورية المصرية الثانية". وقال موسى: "كلنا متفقين أن البلد شهدت خللا كبيرا لم يحاول أحد إصلاحه طوال الفترة الماضية، ووصلت المؤشرات السلبية لحدود غير معقولة، ولذلك كان واجبا أن نحدد برنامجا سريعا للمائة يوم الأولى، تحت شعار "إعادة بناء مصر"، وأول خطوة سأتخذها فور انتخابي ستكون تنفيذ جميع أحكام القضاء واجبة النفاذ التي تجاهلها النظام السابق، والتعامل مع ملف الفساد بطريقة تكفل التخلص من غابة القوانين التي أفسدت الحياة العامة، والتي وضعها ترزية القوانين، وسأحول كل مصر إلى ورش عمل لدراسة كل ملف على حده". وحدد المرشح الرئاسي المحتمل مشكلة مصر الكبرى وهي الاستعانة بأهل الثقة على حساب أهل الخبرة والمتخصصين، مؤكدا أن هذا سينتهي، وأنه سيستعين في ملف التعليم، بالدكتور أحمد زويل، كمواطن مصري له خبرة كبيرة، مضيفا، أن مصر فيها الكثيرون وفي كل المجالات، مؤكدا أن المحليات سيكون لها شأنا آخر، لأنها ستكون محل اهتمام يفوق البرلمان، بحيث يتدرب فيها الشباب ليكون قادرا على تحمل المسئولية في المرحلة القادمة، وأعلن أنه سيستجيب لمطالب المظاهرات والاعتصامات التي تنظم حاليا ضد الفساد المنتشر في جميع أركان الدولة، مؤكدا أن الثورة يجب أن تتغلغل في الكيان الإداري للجمهورية الثانية. وقال موسى: "الناس في مصر يشغلها وضع اجتماعي خطير جدا سيؤثر على وضع المجتمع، فشكوى المصريين مُرة، والمواطن المصري يخترع الطريقة اللي يعرف يعيش بيها"، مؤكدا أن التعليم والصحة والسكان والبطالة والفقر أولويات مهمة بالنسبة لبرنامجه، مؤكدا الاستعانة بالخبراء في كل المجالات للدراسة المتأنية، وشدد على أهمية السعي للوصول إلى نظام تعليمي يراعي قيمة المعلم، وأضاف، "الناس خلاص تعبت وجابت آخرها وعايزة تعيش حياة كريمة، وما يحدث اليوم من فوضى معينه نتيجة الكبت والفقر المضجع، وهذا سوف يتلاشى لأن ذلك مجرد رد فعل". وتابع موسى، "أنا أشعر باحتياجات المواطن العادي ومصر تحتاج إلى من يشعر بمشاكله ويعمل على حلها حلا حقيقيا يكون الشعب راضيا عنه، لأن الشعب إذا لم يرض سيخرج ويقول ما يريده، وإذا لم يرضخ الرئيس أو الحكومة سيغيرهم الشعب، وهذا ما شاهدناه في ثورة 25 يناير". وحول الزراعة، قال موسى: "أصبحت في وضع خطير جدا، تجولت في محافظات الصعيد والوجه البحري لكي أفهم الأوضاع، الزراعة أهم عناصر الاقتصاد المصري، أن هناك تدميرا فعليا لها، وعدد التفليسات المهول التي يتعرض لها الفلاحون مع بنك التنمية والائتمان الزراعي شاهد على ذلك، السماد إما أسعاره مرتفعة أو مغشوش أو غير متوافر، أسعار المحاصيل الزراعية متدنية وغير مجزية للفلاح، أنفقنا أموالا في توشكى بلا طائل على حساب الظهير الصحراوي لمحافظات الصعيد الأوفر في التكلفة، وهذا ينذر بخوف شديد، ولهذا يجب أن تبدأ الدراسات للملف الزراعي وبسرعة وبواسطة متخصصين وخبراء حسب جدول زمني، وليس عيبا أن نقول إن مصر بلد زراعي، وأن نهتم بالصناعات القائمة على المنتجات الزراعية. وتابع موسي، "لدينا عملية إصلاح كبيرة، ونؤمن بمبدأ المواطنة، وكل من يعيش على أرض مصر له كافة حقوقها وعليه كافة واجباتها، موائد إفطار الوحدة الوطنية لا تقدم حلولا حقيقية وجذرية لمشكلات الطائفية، ونجاح المجتمع مرتبط بالعمل والجدية وحسن الإدارة والإخلاص لمصر، ونحن ننتمي لبلد عظيم، ولا يصح أن نترك مشاكله بلا حلول". إسرائيل (لعبت بينا).. ولن يوقفها إلا مصر. وعن العلاقات المصرية الخارجية قال موسى: إن مشكلة مصر مع جيرانها أنهم ظنوها "خفيفة"، مضيفا، "خسرنا كثيرا لأن مصر أخذت بخفة، إسرائيل لعبت بنا في ملف المياه، بسبب غياب الود بيننا وبين إفريقيا، تعالينا عليهم وسحبنا أي دور لنا هناك، لم يكن يصح أن يحدث ذلك، لكن النظام السابق أسقط هيبة مصر". أما في الملف الفلسطيني، فقال: "الملف يرتبط تماما بأمن حدودنا الشرقية، تعرضنا لامتحان اختراق حدودنا، لكننا نؤكد لهم أن هذا الأسلوب يستحيل أن يتكرر، أنا أعرف إسرائيل وألاعيبها جيدا، هم ليسوا جادين، وعلى الحكومة أن تحيل ملف الاعتداءات للأمم المتحدة، لا يرغبون في السلام، ولا يريدون حل القضية الفلسطينية، ولن يوقفهم إلا مصر. وأضاف المرشح الرئاسي: "نحن مسئولون عن حماية الفلسطينيين، وهذا الالتزام ليس ناتجا عن ضميرنا ولا عواطفنا فقط، بل هي نقطة أساسية لتأمين حدودنا الشرقية، وهو ما يقتضي العمل على الوصول إلى حل عادل للقضية.