يخالجني شعور قوي بالخوف على شباب الثورة، وخسارة أغلبهم في المرحلة الأولى للانتخابات، ولا أقصد بشباب الثورة د.عمرو حمزاوي مثلا، بل أعني شباب مصر الذي خرج فعلا في 25 يناير مواجها للمجهول، غير عابئ بما يمكن أن يحدث له، وإن كان سينتهي به الأمر قتيلا بطلقة «طائشة».. أو ملقىً به في أحد سجون «العادلي». الغالبية العظمى لهؤلاء الشباب الطاهر النقي الذي لم تلوثه أموال «ماما» أمريكا، يشعرون أن الثورة التي كان لهم شرف تفجيرها لم تحقق أهدافها، ولم يتمكن أغلبهم من النجاح في الانتخابات ودخول البرلمان. ويعتصرني ألم أكيد وأنا أشاهد حالة التشرذم، والتمصلح والصراع الطاحن بين ما يسمى بالنخب السياسية التي تتطاحن جريا وراء مكاسب آنية في وقت تستحق فيه مصر ان نتكاتف جميعا لإنقاذها. ودعوني أنقل لكم هذا الحوار الذي دار بيننا نحن مجموعة من الاعلاميين، ننتمي لدفعة 1985 من كلية الإعلام جامعة القاهرة على صفحات ال«فيس بوك»، حيث بدأت الإعلامية هالة يونس المعركة الفكرية برسالة تقول: إن العين لتدمع والقلب ليدمى ويبدو أننا شعب لا نستحق سوى الجنزوري والجمل والبشري ومحمد صالح وشرف والمجلس العسكري الذي ينتقم لمبارك من البلد والشعب، فأولئك العجائز الثعالب نجحوا في إثارة الفتنة بين الشعب وتمهيد الطريق لبلطجية الفلول بإنشاء مكان لهم في ميدان العباسية يضربون من خلاله التحرير، وذلك من خلال كلمة ألقاها المشير تؤكد تسليمهم السلطة بعد استفتاء شعبي، فزج بالجهلة في مظاهرات العباسية الحاشدة، واآسفااااااااه أن ترفع الشرطة بعد كل ما فعلته في العباسية على الأعناق وتعلق اللافتات الشعب والجيش والشرطة ايد واحدة، رحم الله شهداءنا ودماءنا التي أريقت على يد الشرطة التي استباحت لنفسها قتل المصريين وسحل جثثهم الى صناديق القمامة في مشهد أثار علينا جميع الدول بعد عرضه على شاشات التلفاز، فنحن لم نلحق بالركب التونسي المتقدم، ولا النموذج الليبي الذي نصفه بالمتأخر، أهلاً بك يا جنزوري يا بن الحزب الوطني وصاحب مشروع توشكى ورفيق 5 وزراء في بورتو طرة وصاحب ال81 ربيعاً، مرحباً بالجنزوري والمجلس العسكري!!!!!! ورد الأخ العزيز عصام السباعي نائب رئيس تحرير الأخبار بقوله: يعني هل يعجبك يا أخت هالة حالة الاستحمار والاستعباط والتحريض في القوات الخاصة ونفس الوجوه القديمة، وللأسف نحن نقيم الإعلام على حسب اتفاقه مع آرائنا ولس بمقاييس معروفة أبسطها الدقة والموضوعية والحيادية والصدق، ولماذا يجب أن نتيح الفرصة لواحدة عرت جسمها ولا نتيج الفرصة لواحد متفق مع التحرير في الأهداف ومختلف في الأسلوب؟! وأعتقد أن التلفزيون الرسمي مثل جحا وابنه والحمار، وأعتقد أن هناك خطة وضعها شيطان، خلاصتها ان تهاجم اي وسيلة بعدم الحياد لتأمن عدم تعرضها لك، بالمناسبة أتابع يسري فودة وعادة أسمع بداية السؤال ثم أقلب في المحطات وأعود إليه لأسمع نهاية السؤال بعد زيارتي لخمس محطات.. وكانت المرة الأخيرة مع زميلة فاضلة تقول: إن الشعب والجيش مش ايد واحدة احنا قطعناها وهو يبتسم في بلاهة، فهل ذلك هو الإعلام؟! وعلق الأخ العزيز عبدالله عبيد من قناة «الجزيرة» مباشر مصر بقوله: رفقاً يا أستاذة فهل البشري من الثعالب فهو واحد من أعلام الوطنية المصرية ولم يتلوّن ولم تتغير مواقفه، فهو يفعل ما يظنه الخير لمصر، ويكفي موقف الرئيس المخلوع منه فقد رفض أن يتولى رئاسة مجلس الدولة، واستدعى مستشاراً أقدم منه كان معاراً بسلطنة عمان...، وأغراه بالمال، ودفع له ضعف ما كان يتقاضاه في السلطنة؛ حتى لا تؤول رئاسة المجلس للبشري وأذكرك بقول النبي «ليس منا ما لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا». وتدخل الأخ العزيز عادل صبري مدير تحرير «الوفد» بقوله: خرجت من مصر غاضبا على ما يحاك بثورة شعب تختطف منه على الملأ، فلا يملك الثوار قدرة ادارتها، أو الدفاع عنها، ولا الشعب يعرف طريقا للخلاص. وعند مروري على ميدان التحرير كانت الاصوات تتعالى: الشعب يريد إسقاط المشير.. يسقط يسقط حكم العسكر.. فدخلت الصرخات اذني كالسيخ المحمَّى في نار جهنم!. أخذت ابحث عن أسباب التحول الذي اصاب من في التحرير، بهذه الطريقة المفجعة، فقد كنت حاضرا مظاهرات 28 يناير ومن اول الدفعات التي دخلت الميدان جماعة، بعد دحضهم لقوات الأمن المركزي في كافة المنافذ المؤدية للميدان، وكنت شاهدا لأول قافلة عسكرية دخلت ميدان التحرير، وحينها خرجت من أفواهنا وقلوبنا كلمة وضعها الله على ألسنتنا، وهي: الجيش والشعب ايد واحدة!. كانت كلمة «الجيش والشعب ايد واحدة» تزلزل الميدان، لدرجة غيرت مسار المواجهة التي أرادها الرئيس المخلوع بين الشعب والجيش، فبدلا من ضرب الجيش للمتظاهرين تحول العسكر الى حماة للثورة والثوار. صار الشعب على نهجه من احترام وتوقير للقوات المسلحة، لدرجة جعلت البعض ينادي باستمرار المجلس العسكري في حكم البلاد لعدة سنوات؛ حتى تهدأ البلاد، وتظهر معالم طريق واضحة نحو المستقبل. ولم يتغير موقف الشعب عن موقفه من المجلس العسكري، فلماذا إذن خرج الآن يهتف ضد المجلس ورجاله، ويطالب بتسليم السلطة لمجلس آخر، بل يتشكك في كل ما يطرحه من رؤى وافكار وشخوص لتحمل مسؤولية إدارة البلاد؟! أتمنى أن تدفعنا قراءة هذا الحوار الموجز إلى مزيد من التفكير في.. «مصر». وندعو الله أن يحفظ الكنانة وشعبها من كل سوء. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 لا تبتئس السيل لا يخشى صخور الأودية والنار لا تخشى البلل. غَرِداً يظلُّ الفجرُ، مسلولَ الضياءْ وستأكل الأشلاءُ تجّار الجثثْ عبثٌ حديث الشؤم، ونساءُ ولْولةِ يَطفْن بساحتي ضوئي سَطوعٌ، والظلامُ بحفلهم.. حتما سيحمله النهارُ.. إلى الفناء لا تبتئس.. فجميع ما فعلوا هُراء وأنا البقاء أنا البقاء مختار عيسى (يوميات يناير)