أيام قليلة ويسدل الستار عن مشروع قناة السويس الجديدة، وتحديدًا فى السادس من أغسطس القادم فى حفل يشارك فيه أكثر من خمسين شخصية ما بين ملوك ورؤساء العالم. وتولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بمشروع قناة السويس، منذ الإعلان عنه، وتسارع الوقت الدولة فى أخذ احتياطها الأمنى تحسبًا لتهديدات الجماعات المسلحة خلال الحدث الضخم. وفى ذات السياق، توقع خبراء سياسيون، أن يدفع نجاح مشروع قناة السويس، الدولة لتنفيذ مصالحات مع العديد من المعارضة فى مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، وذلك من خلال موقع الثقة فى نجاح المشروع أمام العالم، مما سيؤكد مشروعية النظام فى مقابل إضعاف موقف المعارضة، بحسب سياسيين. ودلل الخبراء على توقعاتهم، بقرار العفو الرئاسى عن 165 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين الصادر فى حقهم أحكام قضائية بالسجن على خلفية إدانتهم بخرق قانون التظاهر. فضلا حالة الشد والجذب التى تشهدها العلاقات المصرية السعودية بسبب الضغوط السعودية على النظام المصرى لإجراء عملية مصالحة وذلك بحسب مصادر قريبة من صانعى القرار السعودى. وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه مع التوقعات بأن يكون افتتاح قناة السويس فى 6 أغسطس بداية تحسن العلاقات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف نافعة ل"المصريون": "مشروع قناة السويس ارتبط اسمه باسم الرئيس بصورة مباشرة، الأمر الذي أدى إلى الاضطرابات الحالية، إلا أنه إذا نجح افتتاح القناة وحقق ما ينتظره النظام من ورائه وإذا ما استقرت الأوضاع فى البلاد، فإن الفرصة ستكون كبيرة وسانحة لأن يتبنى الرئيس مبادرة لم الشمل مرة أخرى". ووافقه الرأي الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلاً: "هناك العديد من التسريبات التى تفيد بأن هناك قوى خارجية مثل السعودية تحاول الوصول إلى مذكرة تفاهم بين النظام وجماعة الإخوان وهناك أيضًا فى الشأن الداخلى تلك الدعوات التى أطلقها أسامة الغزالى حرب بأن جماعة الإخوان جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني". وأضاف "إذا أردنا جلب استثمارات وتحسين الوضع الاقتصادى فى مصر فعلينا بتهدئة الوضع الداخلى مع الإخوان"، وأشار إلى أنه "لابد من أن يكون هناك طرف وسيط خارجى يحوز على ثقة الطرفين حتى يتم التوافق على شروط التصالح بين الطرفين والتى من المؤكد ستحتوى على العديد من الملفات التى يجب أن تتم مناقشتها . واقترح غباشي، أن يكون هذا الطرف السعودية أو الإمارات أو دولة أوروبية تحوز على ثقة الطرفين مؤكدًا أن الأوضاع حاليًا مختلفة مما يدعم أن تتم الموافقة على المصالحة بين الطرفين . من جانبه استبعد الباحث السياسي محمد محسن أبو النور، أن يبادر النظام فى إجراء مصالحة مع الإخوان الآن فى ظل مواصلة اللغة المناوئة للدولة المصرية عبر قنوات تركيا أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متوقعًا أن يدفع النجاح الاقتصادى السياسى الذى يفرزه افتتاح القناة الجديدة النظام إلى اعتماد مواقف أكثر تحفظا تجاه أى محاولات أو ضغوط للمصالحة مع الإخوان. وتعليقًا على الضغوط السعودية، رأى أبو النور، أن الضغوط السعودية ستتلاشى تماما بعد التوقيع على الاتفاق النووى لحاجة السعودية الماسة إلى اللاعب المصرى كشريك وحليف استراتيجى لا يمكن الاستغناء عن دوره فى مواجهة التطلعات الإيرانية فى المنطقة.